طباعة هذه الصفحة

سلوكيات لخلق ثقافة البحث العلمي

تحقيق التكامل بين الطب التقليدي و الحديث

غرداية: ح.ع. الناصر

اختتمت أشغال اليوم الدراسي حول «الطب الشعبي والمجتمع المحلي»، الذي نظمه قسم العلوم الاجتماعية بكلية العلوم الاجتماعية والانسانية والعلوم الإسلامية بجامعة أدرار، بجملة من التوصيات تدعو إلى ضرورة السعي نحو توثيق التراث الشفهي المرتبط بالطب الشعبي عن طريق الفضاءات العلمية الرسمية (وحدات ومراكز ومخابر البحث) سواء بالتوثيق الكتابي أو المرئي. وتفعيل دراسات التوأمة ما بين التخصصات المرتبطة بشكل مباشر بموضوع الطب الشعبي وعلى رأسها تخصص الأنثروبولوجيا، علم الاجتماع، وعلم النفس بغية التكامل في تفسير البنية النفسية الاجتماعية.
 كما دعا المشاركون في هذا اليوم الدراسي، من أساتذة وباحثين أكاديميين،إلى السعي في إنشاء مشروع عملي لتصنيف الأعشاب ذات الاستعمالات الواسعة في الطب الشعبي مع ذكر خصائصها النباتية العلمية ومقارنة ذلك مع استعمالاتها الثقافية والاجتماعية، وضرورة الاهتمام بالتكوين العلمي والمعرفي للمعالجين الشعبيين وترسيم نشاطهم بناء على اعتمادات مؤسسية تأهلهم لذلك، مع الحفاظ على الروح الثقافية والاجتماعية لطبيعة نشاطهم.
 كما أوصى اليوم الدراسي بضرورة المراقبة القانونية المنظمة للظروف الفيزيقية لمكان عمل المعالجين الشعبيين ووسائل عملهم، وفرض عقوبات بحقهم في حال تجاوز ذلك تحت أي مبرر حتى وإن كان عرفيا، و النظر في آليات توجيه الشباب نحو تدارس واكتساب هذه المهن كأي مهنة شعبية تكتسب معرفيا وسلوكيا ومنع الاعتقاد القائم على احتكارها من طرف كبار السن تحت مسميات ذاتية كالبركة مثلا أو أي مسميات أخرى.
وأخيرا، السعي إلى تصحيح الاعتقادات التي تحوم حول الممارسات الطبية الشعبية تصحيحا موضوعيا يحدد ما له وما عليه تثمينا أو استهجانا، وذلك عن طريق الأيام التحسيسية والندوات العلمية ومختلف الوسائط التي من شأنها تحقيق هذا المبتغى، وضرورة بناء جسور الالتقاء ما بين الطب التقليدي والطب الحديث وتحقيق التكامل بينهما بالعمل على تكريس امتدادات حداثية للطب التقليدي وامتدادات تقليدية مؤمنة بالطب المعاصر.
 وقد جاءت هذه التوصيات الهامة على ضوء ثلاث جلسات علمية غطت الجانب الاجتماعي والنفسي والأنثروبولوجيا للموضوع، إلى جانب الإسقاطات الميدانية لمعالجين محليين في إطار انجازاتهم الخاصة، وفي إطار كونهم نموذجا عمليا لموضوع هذا اليوم الدراسي.