أكدت نورية بن غبريت خلال إشرافها، أمس، بوهران، على أشغال اليوم الدراسي حول “كيفيات تصنيف وتثمين السنة الأمازيغية الجديدة”، أن هذه المبادرة تدخل في إطار الاستراتيجية التي تسعى وزارة التربية الوطنية لتجسيدها، في إطار القانون التوجيهي.
قالت بن غبريت، التي ذكرت أن مسابقات التوظيف في قطاع التربية سيتم الإعلان عنها قريبا، إنّ مبادرة المحافظة السامية للأمازيغية، التي احتضنها مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية “كراسك، وهران”، تهدف إلى تنمية المنتجات التراثية وتثمين مهنة الفلاحة والمهن المرتبطة بها، باعتبار التقويم الأمازيغي أو البربري هو تقويم زراعي، يعرف أيضا بـ “التقويم الفلاّحي” .
وقال الوزيرة في هذا الإطار، إن قطاع التربية مهتم باحتفائية السنة الأمازيغية “يناير” لما تمثله من عمق حضاري وانتماء وطني وهوية.
وجرت الاحتفالية هذا العام عبر 28 ألف مؤسسة جزائرية في مختلف جهات الوطن. جاء هذا متزامنا مع الدستور الذي تضمّن بنودا تحتوي دسترة اللغة الأمازيغية لغة رسمية.
حول إمكانية ترسيم مناسبة يناير عيدا وطنيا، قالت بن غبريت إن مبادرة المحافظة السامية حول كيفيات تصنيف عيد “يناير” كتراث عالمي لدى “اليونسكو”، حافز قوّي لإعطاء مضمون لهذه الفكرة، لاسيما بعد ترسيم “تمزيغت” وطنية ورسمية في الدستور 2016.
ورافعت بن غبريط من أجل التصور المحيّـن للإطار العام الفكري للحكامة في جوانبه البيداغوجية والإدارية يعطى للمدرسة الجزائرية بعدا وطنيا في ظل ظروف جيوسياسية، إقليمية ودولية متغيرة. وهي ظروف تحتم المزيد من العمل من أجل تكريس الوعي بالانتماء إلى هوية جماعية وتماسك أمة وإعادة تثمين التاريخ واللغة التي تشكل الأمازيغية أحد مكوناتها وقلبها النابض.
من جهته دعا الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، إلى مراجعة بعض النصوص القانونية، كمرسوم 1963، المتعلّقة بالرزنامة الرسمية للأعياد الوطنية.
وأكّد سي الهاشمي، أنّ مبادرة “تصنيف وتثمين عيد يناير كتراث لامادي”، دعما وتكملة لبرنامج الاحتفالات الرسمية بعيد “يناير”، الذي يعدّ جزءا مهما من الذاكرة الشعبية والوطنية والإنسانية.
وقال عصاد أيضا، من شأن هذا اليوم الدراسي تحقيق الإشعاع المأمول للثقافة والهوية الوطنية الأصيلة، متوقّعا أن تحقّق هذه الأهداف، بعد الإنجاز الهام الذي تجسّد، لأوّل مرّة، من خلال توسعة البرنامج الخاص إلى 28 ألف مؤسّسة مدرسية، عبر الوطن، احتضنت درسا نموذجيا، حول موروث “ينّاير”.
عن ترسيم “تمزيغت” وترقيتها لغة وطنية رسمية، علّق “سي الهاشمي” بالقول، إنّها دعامة أساسية لتحقيق الأمن الهوياتي المكرس في الدستور، وأن شغله الشاغل، هو رد الاعتبار للأمازيغية ببعديها التاريخي والحضاري، وإيلاء الأهمية لكل ما يتصل بالتراث الثقافي ورموزه.
وأشار إعصاد، إلى أن هذه المقترحات وأخرى، تتطلّب تدخّل المختصين في الأنثروبولوجيا والتاريخ وغيرهم من مراكز البحث، وهو الهدف الذي حددته المحافظة السامية للأمازيغية في الجزائر، من خلال النقاش الجاري والسابق، حول عديد الإشكاليات.
يذكر، أن اليوم الدراسي، حول كيفيات تصنيف وتثمين عيد يناير كتراث عالمي لا مادي لدى منظمة اليونسكو، شهد عدّة محاضرات، تتعلق بالتراث المادي واللامادي. ومن بين المتدخلين، سليمان حاشي مدير المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ الذي قام بإعداد والدفاع عن عدة ملفات لتصنيف التراث اللامادي الوطني.
أما المجموعة الثانية المتعلقة بـ “البعد التاريخي والاجتماعي”، فستتيح لعدة متدخلين التطرق إلى جملة من المواضيع، منها الجانب التاريخي لهذا العيد الذي تضرب جذوره في أعماق التاريخ والراسخ في المجتمع الجزائري وكذا إقليمية يناير ومختلف التظاهرات وأشكال التعبير لإحيائه.