يحتاج تفعيل دور المتاحف العمومية في المشهد السياحي الوطني إلى إشراك قطاعات عدة لتمكين المواقع الأثرية والمتاحف من أداء دور اقتصادي عبر الاستثمار في القطاع، لا سيما المواقع المروجة لهوية الجزائر التاريخية، التي تعد عاملا لجلب العملة الصعبة في عدة بلدان، وهو الأمر الذي يجب أن تحذو الجزائر حذوه لتفعيل الجانب الاقتصادي حسبما يراه مختصون.
ترافع مديرة المتحف الوطني العمومي للبحث في الجزائر ما قبل التاريخ «باردو» فطيمة عزوق في هذا الطرح حتى تتمكن المتاحف العمومية المنتشرة عبر الوطن في المساهمة لتحريك المشهد السياحي في ظل الثروات السياحية التي تزخر بها الجزائر عبر جغرافيتها.
وقالت عزوق من منتدى «الشعب» أن تفعيل دور المتاحف يقتضي مساهمة وإشراك عدة قطاعات وفي مقدمتها السياحة باعتبارها الرافد الأول لاستقطاب السياح سواء المحليين أو الأجانب من خلال الاهتمام أكثر بالأماكن والمواقع الأثرية، إضافة إلى المتاحف العمومية.
ومن هذا المنطلق تبدو الوضعية متشابكة ومعقدة في موضوع ربط العلاقة بين السياحة والثقافة هذه الأخيرة التي تعتبر وعاء المتاحف والأماكن الأثرية حسبما تراه المتحدثة، محملة مسؤولية تراجع دور المتاحف إلى عدة فاعلين وشركاء.
ولإعادة الاعتبار لهذا النوع من السياحة الذي يدخل في إطار السياحة الأثرية الاستلهام من تجارب الدول المجاورة على غرار المغرب وتونس خاصة الأخيرة التي تستقطب أعدادا هائلة من السياح تستفيد منها لجلب العملة الصعبة محققة بذلك نموا اقتصاديا من خلال الاهتمام أكثر بقطاع سياحي ثقافي هام.
وأشارت المتحدثة إلى دور متحف «الباردو» في استقطاب السياح سنويا لكن ذلك يبقى ضئيلا مقارنة بمكانة الآثار التي يحويها، وفي هذا السياق قالت أنه ينبغي تشجيع السياح المحليين وغرس روح ثقافة السياحة الأثرية التي بالكاد تكون منعدمة في بلادنا، قائلة أن السائح الأجنبي يحتذي بمواطن البلد.
وترى عزوق أنه لابد من اللجوء إلى استخدام آليات حديثة وجديدة في الترويج لهذا النوع من السياحة حتى تساهم في الدخل الخام للاقتصاد الوطني، مؤكدة أن استقطاب السياح الأجانب يحتاج إلى بذل جهد كبير ينطلق من الاهتمام بقطاع السياحة أكبر وتوفير سبل تطويرها على غرار توفير ديمومة التنقل للأماكن والترويج لها.
ووفقا لما أضيف في ديباجة تعديل الدستور المتعلقة بهوية وتاريخ الإنسان الجزائري بعبارة واضحة عن دوره وهويته قائلة: «فتاريخه الممتدة جذوره عبر آلاف السنين، وهو ما اعتبره أخصائيون ردا لاعتبار مكانة تلك الحقبة التاريخية والتي قد تساهم في وضع خطة شاملة لدعم هذا القطاع مستقبلا».