عرض، أمس، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المكلف فايز السراج برنامج عمل حكومته أمام مجلس النواب الليبي المعترف به دوليا في شرق ليبيا، وتسبق هذه الخطوة التصويت على منح الثقة للحكومة المقترحة.
قال المجلس الرئاسي الليبي الذي يقوده السراج، إن رئيس الحكومة المكلف وصل إلى مدينة طبرق والتقى رئيس البرلمان عقيلة صالح.
وتابع المجلس على صفحته في فيسبوك أن السراج سيقوم بتقديم الإيضاحات اللازمة لأعضاء مجلس النواب حول التشكيل الوزاري المقدم لهم في جلسة تخصص لهذا الغرض.
من جهته، أوضح موقع البرلمان أن السراج سيستعرض أمام النواب «برنامج الحكومة والسيرة الذاتية للوزراء». وكان المجلس الرئاسي المنبثق عن اتفاق سلام وقعه أعضاء في برلمان طبرق والبرلمان الموازي في طرابلس غير المعترف به دوليا في ديسمبر الماضي، أعلن الأحد الماضي عن تشكيلة جديدة لحكومة الوفاق الوطني تضم 18 وزيرا بينهم خمسة وزراء دولة.
طلب البرلمان من السراج الحضور إلى مقره لعرض حكومته قبل التصويت على منحها الثقة في جلسة يفترض أن تعقد هذا الاسبوع.
وفي ليبيا سلطتان تتنازعان على الحكم منذ أكثر من عام ونصف، وتدفع الأمم المتحدة ومعها الدول الكبرى إلى توحيد هاتين السلطتين في حكومة وفاق وطني تتركز مهمتها الرئيسية على مواجهة تصاعد الخطر الارهابي المتمثل في تنظيم «الدولة الإسلامية».
جاءت جلسة الاستماع في طبرق بعد يوم على الغارة التي نفذتها طائرة أمريكية ضد مقر لهذا التنظيم الدموي في مدينة صبراتة وقتل فيها 49 شخصا كانوا يتواجدون داخل المنزل لحظة قصفه.
وقد أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إنها استهدفت معسكر تدريب لتنظيم الدولة الإسلامية الارهابي في ليبيا على الحدود مع تونس.
وقالت الوزارة إن مسلحي «داعش» الذين قتلوا في قصف أمريكي بليبيا هدّدوا مصالح واشنطن والغرب عن طريق «التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة ومصالح غربية أخرى بالمنطقة.»
وأفادت تقارير بأن من بين القتلى، التونسي الارهابي، نور الدين شوشان، الذي يعتقد بأن له صلة بهجومين دمويين شهدتهما تونس العام الماضي، الاول استهدف متحف باردو و خلف 19 ضحية، والثاني وقع في سوسة وأسفر عن مقتل 38 شخصا، بينهم 30 بريطانيا.
الهجوم نُفذ بعلم السلطات الليبية
قال بيتر كوك، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، إن الهجوم نُفذ «بعلم السلطات الليبية» غير أنه رفض الكشف عن الجهة الليبية المقصودة. وأضاف قائلا: «نفذنا هذا الهجوم ضد صابر (نور الدين شوشان) في معسكر التدريب بعد ما تأكدنا أنه ومسلحي تنظيم الدولة في العراق والشام (الدولة الإسلامية) كانوا يخططون في تلك المعسكرات لهجمات خارجية ضد الولايات المتحدة ومصالح غربية أخرى بالمنطقة.»
ووصف البنتاغون شوشان بأنه «منسق له خبرة» ساعد في انتقال مسلحي تنظيم الدولة عبر الحدود التونسية الليبية.
وشاركت طائرات أمريكية من طراز F-15E إلى جانب أخرى دون طيار في الغارة، كما أن القواعد البريطانية استخدمت في الهجوم بتصريح من وزير الدفاع، لكن دون مشاركة أي الطائرات حربية بريطانية.
العملية لن تكون الأخيرة
أكد المتحدث أن الغارة الجوية ليست العملية الأولى ولن تكون الأخيرة.
ومعلوم انها جاءت بعد غارة شنتها في جانفي الماضي، قتل فيها قيادي آخر في تنظيم الدولة الارهابي هو العراقي وسام نجم عبد زياد الزبيدي، المعروف باسم أبو نبيل، وتقدر وزارة الدفاع الأمريكية عدد مقاتلي التنظيم الدموي في ليبيا بخمسة آلاف، يأتي عدد كبير منهم من تونس.
يذكر أن الغارة المذكورة تأتي في وقت تبحث فيه الدول الكبرى احتمالات التدخل عسكريا في ليبيا لوقف تصاعد خطر تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يسيطر على مدينة سرت على بعد 450 كيلومترا شرق طرابلس.
وتسعى الأمم المتحدة لتوحيد السلطات المتنازعة في ليبيا في حكومة وفاق وطني تتولى مواجهة «داعش» والجماعات الارهابية الأخرى، وبينها أنصار الشريعة القريبة من تنظيم القاعدة الدموي».
يشار إلى أن هذه أول مرة تنفذ فيها القوات الأمريكية ضربة في صبراتة (قرب من الحدود التونسية) دائرة نفوذ قوات فجر ليبيا، بعدما اقتصرت الضربات الأمريكية في السابق على المناطق الواقعة في شرق ليبيا، وتحديدا درنة والمنطقة المحيطة بها.