طباعة هذه الصفحة

ثمنّت الحيّـــز الذي خصّصــه الدستــور للمؤسســـة العسكريــة

«الجيـــش»: صفحـــة جديــدة مــن تاريــخ الجزائــر السياســـي

فنيدس بن بلة

جاهزيـــــة في مستـوى عظمــــة المهـام... وتيقنتــــورين المثـال الحـي

رصدت مجلة «الجيش» في عدد فيفري مختلف الأنشطة العسكرية، مقدمة أدق التفاصيل عن الأحداث دون المرور عليها مرور الكرام.
أهم محطة توقفت عندها المصادقة على دستور 2016 المتضمن مقترحات وتعديلات تزيد دعما لجزائر المؤسسات واستقرارها وتطلعا نحو التقدم والتطور.
في هذا الإطار، جاءت رسالة رئيس الجمهورية، التي نشرتها «الجيش» عقب المصادقة على أسمى القوانين في دورة برلمانية استثنائية، مشددا على المضي بالإصلاحات التي بادر بها إلى نهايتها في جانبها السياسي، استجابة للتطلعات والالتزامات التي قطعها على نفسه في الحملات الانتخابية، واعدا ببناء دولة قوية آمنة ومؤمَّنة، مشددا على القاعدة المقدسة: تعاهدنا مع الجزائر.
اهتمت المجلة بجولات الفريق ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش التفتيشية وزيارات العمل الميدانية لوحدات الجيش، مقدما توجيهاته بضرورة توفر الحذر والحيطة في مواجهة التهديدات الأمنية وتداعيات محيط إقليمي ودولي مضطرب. ظهر هذا جليا في جلسة عمل الفريق مع الضباط وأعوان الجيش للناحيتين العسكريتين الرابعة والخامسة، مبرزا جدوى التحضير والجاهزية في مستوى عظمة الجيش الذي يستمر في تأدية مهامه باقتدار وتحدّ، متخذا من «تيقنتورين» تجربة حيّة في القضاء على آخر فلول الإرهاب.
ترجمت هذا التوجه الافتتاحية التي عادت من جديد إلى أبعاد الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مضمونها، خلفياتها وغاياتها. وهي إصلاحات تشكل السياسة الوطنية للدفاع حلقتها المفصلية، مثلما أكدها الفريق ڤايد صالح في أكثر من موقف ومنبر، قائلا: «بقدر اعتزازنا بالمهام الوطنية والدستورية المخولة لنا كعسكريين، نستمر في السعي الحثيث للإبقاء على هذه المهام في كل الظروف والأحوال».
على هذا الأساس، جاء تثمين المؤسسة العسكرية لمسار الإصلاحات كان الدستور آخر حلقتها السياسية. وقد أكد الفريق ڤايد صالح، مثلما أوردته مجلة «الجيش» عن الوثيقة، أن المصادقة عليها من طرف البرلمان بغرفتيه يعتبره بحق لبنة قوية في بناء المسار الديمقراطي في بلادنا والرؤية المستقبلية الرامية إلى تثبيت مقومات الوحدة الوطنية.
في الافتتاحية تأكيد على مواكبة الجيش لمسار الدولة الجزائرية في البناء والتطور مثلما ورد فيها: «أن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، يثمن الحيز الذي خصصه الدستور للمؤسسة العسكرية مما يزيده عزما وتفانيا في أداء مهامه الموكلة إليه. وهو على يقين تام بأن الجزائر تستمد قوتها من تاريخها المجيد. وكله عزم وإرادة على تطهير بلادنا من آفة الإرهاب والجريمة المنظمة ليعيش الشعب الجزائري آمنا مطمئنا».
على هذا الدرب، يسير الجيش الوطني الشعبي متّخذا من توجيهات القيادة العليا خارطة طريق في تقوية السياسة الدفاعية عبر تكوين الموارد البشرية وتأهيلها وتزويدها بآخر التكنولوجيا المتطورة والتسلح برؤية استشرافية في مواجهة أخطار وأزمات معقدة تستدعي استراتيجية في مستوى التحديات... هذه الرؤية، التي تمثل صمام الأمان لاستقرار الجزائر وسيادتها، تجربة حية تتبع في الميدان وتيقنتورين الشاهد الحي.