في ذكراك رشيد ميموني .. الربيع .. لن يكون إلا جميلا
كتب الإعلامي القدير والكاتب الصحفي إبراهيم قارعلي * في جريدته الحائطية هذه الجدارية التي راح يقول فيها : في ذكرى ،، رحيل .. الروائي رشيد ميموني !. يجب تكريم بكي بن عامر !!.. مدير الثقافة الأسبق لبومرداس !!!...
وقد راح إبراهيم بحسه الإعلامي المهني الاحترافي يضع هذه الكلمات على صورة التقطها بعدسته على قبر المرحوم في الذكرى الواحدة والعشرين لرحيل الروائي ، وإذا كان إبراهيم قد راح يستفز ذاكرتي استفزازا جميلا ، فقد كتبت من جهتي أقول .. صديقي الحر ، إبراهيم قارعلي ،، عندما رفعنا التحدي ، الذي كان يبدو مستحيلا وقلنا أن واجبنا الأول : أن نعيد الكاتب المرحوم رشيد ميموني إلى بومرداس وإلى الجزائر من منفاه الاضطراري . كان يبدو الأمر بعيد التحقق . ولكن بتوفر الارادة الطيبة والموقف الشجاع حققنا الطبعة الأولى في عام 2004 والتي كانت استثنائية في كل شيء . وكان اللقاء عائليا ضم العائلة الصغيرة للمرحوم والعائلة الكبيرة من مثقفيين وكتاب ومحبيين لأعمال هذا الرجل العظيم الذي غادرنا كما تغادر العصافير سماء الغناء وكما تغادر النوارس زرقة البحر وكما تغادر الفراشات شمس الربيع بصمت نادر وهدوء رائع يشبه حياته التي لم تكن صاخبة في اي شيء والتي أمضاها معتكفا على إبداع عظيم يصور حياة شعب وجد نفسه في منعطفات التاريخ الذي لا يرحم وفي مهب العواصف التي تريد أن تجتث جذوره وأسسه فكان شاهد المحنة وشهيد الحلم الكبير وهو الذي ولد وعاش بين الوردة والسيف وبين البهاء والرماد .
اليوم نقول مرة آخرى خارج منابر المؤسسات الثقافية :أن روح كاتب لا يمكن إلا أن تبقى مرفوفة في الأثير .. تحيا في قلوب وضمائر الناس وتنبض بالكلمات التي تشرق في الكتب التي تواصل حضورا يعانق الخلود..لنقول أيضا أن ما يتركه الادباء والمثقفون هو ما يبقى وهو ما يعطي للحياة معنى .. إن الرجال يذهبون ويرحلون ولكن اعمالهم وانجازاتهم هي التي تخلد ذكرهم ولم أقم وقتها الا بما تقومون به وهو اشعال شمعة في الظلام ومحاربة الجهل والتخلف والوفاء للتقاليد الحضارية .
ونجاهر أن من يعمل لا ينتظر لا جزاء ولا شكورا ولكنه الإيمان بانتصار الحقيقة على الزيف والعلم على الجهل والكرم على نكران الجميل . شكرا إبراهيم إنك تذكرت وذاكرتك دوما نظيفة وأصيلة شكرا لك مرة أخرى .
(*) مؤسس ملتقى الروائي رشيد ميموني