طباعة هذه الصفحة

الأمسية الشعرية الفلسطينية بقسنطينة

شعراء ينتصرون بالقوافي للقدس الجريحة  

قسنطينة / أحمد دبيلي

نشط أمس، شعراء فلسطينيون بمعية شعراء من الجزائر، أمسية شعرية فلسطينية احتضنها قصر الثقافة «محمد العيد آل خليفة» احتفاء باختتام الأسبوع الثقافي الفلسطيني بالجزائر، وهذا في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية.
 اعتلى منصة الشعر في هذه الأمسية التي سجلت حضورا مميزا، شعراء من فلسطين «أمان الله عياش»، «خالد جمعة» و»فارس سباغة» ومن الجزائر «توفيق ومان»، «تقي الدين بن عمار» و»رياض بوحجيلة»، صدح فيها هؤلاء الشعراء بقصائد تنتصر لفلسطين القضية العربية الأبدية والأم الجريحة التي يحملها كل عربي في وجدانه.  
وكان الشاعر «أمان الله عياش» أول من افتتح هذه الأمسية، حيث خلع قبعته وانحنى إكبارا وإجلالا ـ كما قال ـ لشعب الجزائر. ألقى بعدها بصوته الجهوري ثلاث قصائد، كانت الأولى بعنوان «من فلسطين إلى الجزائر» عبّر فيها الشاعر عن فلسطين الأرض المسلوبة التي تربطها بالجزائر أواصر الأخوة والعروبة وتستلهم من ثورة الجزائر عزيمة التحرّر والانعتاق من نير الاستعمار، وقد تجاوب الحضور مع هذه القصيدة المقفاة والتي حملت عباراتها القوية هذا التلاحم بين الثورتين، حيث يقول في مطلعها: «إلى الأحرار قد مدت جسوري».. يتنقل بعدها الشاعر بين أبيات جميلة يقول في آخرها:
« نذرت قصائدي ونذرت نفسي عسى أن تقبلوا مني جذوري.
قليل عندكم عندي كثير فكاسي منكم قد ملأت بحوري.
ألف تحية مني وإني إذا قصرت عذرا عن قصوري.
يلقي بعدها الشاعر قصيدته الثانية «لغتان» ثم يختتم بقصيدة «جمل المحامل» التي تتحدث عن وضعية الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال.
أما الشاعر «خالد جمعة» فألقى هو الآخر ثلاث قصائد «غزة تنتظر ولم يأت أحد»، «عندما تنتهي الحرب» و»عن ناري ابتعدي»، اعتلى المنصة بعده الشاعر الجزائري الموهوب «توفيق ومان» في قصيدتين جميلتين من الشعر الملحون أبرق من خلالهما رسائل تتحدث عن فلسطين الأرض والعرض وخيانة الحاكم وتقهقر العزيمة والإرادة في تحرير الأرض السليبة، فكان للقصيدتين وقع على الجمهور وشعراء فلسطين الذين تفاعلوا مع هذه الأبيات، التي حملت هما عربيا مازال جرحه ينزف حتى اليوم.
وكان آخر ضيف من شعراء فلسطين «فارس سباغنة»، ألقى خلال هذه الأمسية قصيدة مطوّلة بعنوان « تراب» وهي قصيدة تعبيرية تتحدث عن الإنسان الفلسطيني ومعاناته تحت الاحتلال وتحمل في ذات الوقت سيلا من الصور والتساؤلات الفلسفية، حيث يقول الشاعر في آخر بيت من القصيدة: «.. سوف تنتصر القصيدة في النهاية فالقصيدة من تراب»، و هو معنى يتضمن ربطا بين نداء تحمله قصيدة صنعت من تراب أرض تتحرّر فيه هذه الأرض في الأخير من صدى هذا النداء.