تنطلق اليوم بعاصمة الغرب الجزائري، وهران، فعاليات “المهرجان السنوي الأول للتضامن مع فلسطين والقدس”، الذي تنظمه هيئة المجتمع المدني لوهران..متضامنون”، خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 26 فيفري الجاري، تحت شعار “متضامنون.. من الجزائر الثورة إلى فلسطين الانتفاضة”.
حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان، يجري بمقر منظمة أبناء الشهداء، ابتداء من الساعة الرابعة مساءا، تسبقه ندوة أدبية على مستوى قاعة سينما الفتح، على الساعة الثانية بعد الزوال.
وأكّد في هذا الإطار، بوعبد الله بن مسعود، محافظ الكشافة الإسلامية الجزائرية وعضو الهيئة المجتمع المدني لوهران، التي أطلقت على نفسها تسمية “متضامنون”، على أهمية تكاثف الجهود الرسمية والمدنية في سبيل تعزيز الموقف الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية، لافتا إلى سعي “الشبكة” الجاد لإسماع صوت القدس والمسجد الأقصى إلى العالم الدولي.
وقال بن مسعود، أنّ الهيئة تسعى من خلال المهرجان، إلى البحث عن الآليات القانونية وأنجع السبل لتعزيز الدعم الشعبي لنصرة القضية الفلسطينية، من باب الروابط التاريخية المتينة بين الجزائر وفلسطين، مع التركيز على التفاعل الجماعي واﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ تنظيمات المجتمع المدني، إضافة إلى الجامعة والمؤسسات الثقافية والإنسانية.
ولفت الدكتور عبد الرزاق براهمي، أستاذ جامعي ورئيس جمعية شباب وهران إلى أن المشروع، يأتي ضمن جهود المجتمع المدني لنصرة قضية فلسطين، من خلال تنسيق الجهود وتعزيز روابط الأخوة والصداقة بين الشعبين، الجزائري والفلسطيني، مؤكدا بأن المهرجان السنوي للتضامن مع فلسطين والقدس، عمل محلي موحد، يحقق رؤى المجتمع المدني لولاية وهران، والأهداف الوطنية السامية من وراءه.
وتحدث زروقي إبراهيم الأستاذ بكلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة وهران 2، بنظرة الأكاديمي عن اليوم الدراسي لهذا المهرجان، تحت مسمى “إشكالية التضامن المجتمعي مع فلسطين: التحديات والمأمول”، أن المهرجان يناقش آليات تفعيل التضامن مع فلسطين، من خلال تحليل الظروف وتشريح الواقع بكل تجلياته.
وقال زروقي لـ«الشعب”: “سنحاول من خلال هذا اليوم الدراسي، المزمع تنظيمه يوم 25 فيفري على مستوى كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة وهران 2، تشريح بعض الاتفاقيات الدولية التي تتلاعب بها المنظمات الدولية وتحاول تحريفها، بما فيها الاتفاقيات التي تحمي حقوق الطفل في العالم والطفل الفلسطيني على وجه الخصوص”، منوّها في سياق متّصل بالعلاقات المتينة التي تربط مخبر حقوق الطفل التابع لكلية الحقوق والعلاقات السياسية بجامعة وهران 2، بالدول الكبرى، في إشارة منه إلى فرنسا، اسبانيا، سويسرا، بلجيكا وغيرها.
وقال الأستاذ عباس بن مسعود من جمعية الفضل الثقافية، أنّ التضامن والتحسيس بالقضية الفلسطينية، واجب إنساني والتزام أخلاقي، وهو أكبر من أن تحتويه جمعية أو هيئة بذاتها، كما أنّه، لا يثمر إلا بتفاعل جماعي وتنسيق مجتمعي، يعبر عن حقيقة الحب الذي يكنه الشعب الجزائري لفلسطين والقدس، وعلى الفاعلين في المجتمع المدني، أن يحملوا لواء هذا التضامن، من خلال تعزيز قيم “المواطنة” التي تعد الركيزة الأساسية لبناء أجيال المستقبل.
ويأمل عزوز أحمد، الأمين الولائي لمنظمة أبناء الشهداء، أن تكون هذه التظاهرة، دعما فاعلا للشعب الفلسطيني ورسالة قوية من الشعب الجزائري، الذي ستبقى ثورته من أعظم الثورات التي سجلها التاريخ عبر العصور، لافتا أن هذا الالتفاف الكبير حول “هذه التظاهرة”، يرجع إلى أهميّتها التوعية والتحسيسية، بأهمية فلسطين والقدس في ضمير الأمة العربية والإسلامية.
ويشار إلى أن هذا الحدث التاريخي الهام، تشارك فيه أكثر من 28 جمعية ومجموعة، سطّرت برامج متنوّعة، تشمل معارف ثقافية وإعلامية وأيام دراسية ومنتديات للشباب، وكذا ورشات تربوية للناشئة وعروض فنية ورياضية استعراضية وأنشطة تطوعية وغيرها، على أمل مشاركة عدد من القيادات الفلسطينية بالجزائر في المهرجان.
وأبرز محدثونا، بأنّ اللقاء الأخوي الودي الذي جمع المنتحب الوطني الأولمبي بنظيره الفلسطيني صرخة استغاثة، يصل صداها إلى المنظمات الدولية، من خلال الجماهير الغفيرة التي غزت ملعب 5 جويلية، لمشاهدة هذه المباراة الأخوية، من بينها ولاية وهران التي أرسلت أزيد من 2000 مناصر من مختلف شرائح المجتمع عبر عدة حافلات.
وقال بدر الدين غربي، مدير الشباب والرياضة لولاية وهران، بأنّ هذا اللقاء التاريخي، الأول من نوعه على أرض الجزائر، يبعث على الفخر والاعتزاز لجميع أبناء الشعب الجزائري، مشيدا بما لمسه من روح معنوية عالية وإصرار على دعم ومساندة القضية الفلسطينية التي تعد واجب إنساني والتزام أخلاقي.
بدوره أكّد الأستاذ، عبد الرحمان، الأمين العام لاتحاد طلبة فلسطين لولاية وهران، أنّ الطالب الفلسطيني المقيم بالجزائر الذي يزاول دراسته بالجامعات الجزائرية، يعتبر همزة وصل بين المجتمع المدني الجزائري والمجتمع المدني الفلسطيني إلى جانب شبكات التواصل الاجتماعي، لافتا في سياق متّصل إلى أهمية الدعم المعنوي في تعزيز الشعور بالقوة والتمّاسك.
وأجمع محدثونا في الختام، على أنها أحداث كبيرة، تحمل أبعادا سياسية ونضالية، من حيث تأكيد الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، فضلا عن تأكيد القدرة العالية للمجتمع المدني الجزائري، للتكتّل المنظم والتضامن مع القضايا الإنسانية العادلة التي تعد ـ بحسبهم ـ واجب إنساني والتزام أخلاقي.