عودة التساقط يبعث الارتياح والسقي بالتقطير ضرورة لإنقاذ المحاصيل
فتحت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، باب الدعم لتشجيع إقامة مستثمرات فلاحية مندمجة في الشعب الاستراتيجية، على غرار الحبوب والحليب، بهدف تقليص فاتورة استيراد المواد واسعة الاستهلاك، والخروج من «قوقعة» البلد المستهلك فقط، خاصة وأن الإمكانات المادية والبشرية متوفرة لتطوير الإنتاج الوطني والتخلص من التبعية للخارج في المجال الغذائي.
قرار وزارة الفلاحة يأتي في ظرف يحتم تنويع مصادر الدخل خارج قطاع المحروقات، المتضرر من أزمة تقلب الأسعار في الأسواق العالمية.
ولأن التجربة السابقة أثبتت عدم قدرة بعض المشاريع المنجزة في القطاع على المنافسة محليا، وطنيا ودوليا، بسبب ضعف التنسيق بين الوحدات الصناعية والفلاح، أو المربي، تقرر دعم إنجاز المستثمرات أو المزارع الكبرى.
وقد تم، لأجل تجسيد هذا المسعى، تنصيب فوج عمل على مستوى وزارة الفلاحة، أوكلت له مهمة دراسة ملفات المستثمرين ومساعدتهم على إيجاد الأوعية العقارية لإنجاز مشاريعهم، مثلما صرح به، أمس، وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري سيد أحمد فروخي، خلال زيارة عمل وتفقد قادته إلى ولاية غليزان.
وأحصى فروخي وجود 20 مشروعا استثماريا في مجال المستثمرات الكبرى، يخص تربية الأبقار الحلوب من 1000 إلى 10 آلاف رأس، يعكف فوج العمل المنصب بالوزارة، على إيجاد أوعية عقارية لتجسيده على أرض الواقع.
نفس العمل يجري بالنسبة لشعبة الحبوب والأشجار المثمرة، وهو الإجراء الذي ترمي من ورائه الوصاية إلى رفع قدرات الإنتاج في هذه الشعب، لتلبية طلبات السوق الداخلي بطرح منتوج كمي ونوعي وبأسعار معقولة وتصدير الفائض للأسواق الخارجية.
وأعلن فروخي تمسّكه بمشروع الشراكة الجزائري - الفرنسي، القاضي بمنح الدعم التقني لمربي الأبقار، والذي استفادت منه ثلاث ولايات، من بينها غليزان، حيث أكد سعي مصالحه لتعميمه على باقي الولايات وذلك بالعودة إلى الهيئات الوطنية، والفرنسية المعنية بتجسيد المشروع.
وقد أوصى الوزير، لدى تفقده ملبنة لأحد الخواص بالولاية، بتقديم الدعم التقني للمربين، لرفع طاقة الإنتاج، فالمؤشرات الحالية تشير إلى نقص مردود البقرة الحلوب المستوردة، التي تعطي معدل 15 لترا في اليوم، في وقت تمنح بموطنها الأصلي 40 لترا يوميا. وقد فسر المختصون هذا الفارق باعتماد المربي بالجزائر على الأعلاف الجافة، وهو ما ينبغي استدراكه بالتوجه إلى إنتاج الأعلاف النباتية الخضراء.
بالمقابل، أكد وزير الفلاحة، دعم مصالحه لعمليات التصدير الأولى لمادة البطاطا التي قام بها متعاملون اقتصاديون باتجاه أسواق قطر والإمارات العربية مؤخرا، لتشمل روسيا وبعض الدول الأوربية قريبا. وإن لم يعط رقما للحصة المصدرة، إلا أنه أعرب عن تشجيعه للمبادرة، التي آمل أن تتوسع إلى منتجات ودول أخرى.
بخصوص التخوف من تسجيل سنة فلاحية بيضاء، قال فروخي إن عودة تساقط الأمطار يبعث على الاطمئنان ويسمح بتفعيل الاستثمارات الفلاحية في كل المناطق، مؤكدا أن توسيع المساحات المسقية التي تجاوزت مليون هكتار حاليا، ونطمح رفعها إلى مليوني هكتار آفاق 2019، كفيلة بإخراجنا من هذه الاضطرابات، حاثا الفلاحين سيما منتجي الحبوب على اعتماد السقي بالتقطير، كونه يسمح بترشيد المياه ويضاعف المردود ثلاث مرات.