تضاربت أراء الخبراء في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، حول مدى استعداد الجزائر التام للمرور إلى السرعة الفائقة وإطلاق الجيل الرابع، بين من يرى ضرورة تقوية الجيل الثالث قبل المرور إلى الجيل الرابع الذي ـ حسبهم ـ استثماراته مكلفة، وسرعة التدفق لن تختلف عن الجيل الثالث، وآخرون طالبوا بتطوير محتوى الأنترنيت محليا وتحسين الخدمات، والتفكير في خلق الثروة والمساهمة في الإنتاج الداخلي الخام، متسائلين عن انعكاسات تقنية الجيل الرابع على المواطن البسيط من حيث السعر.
أوضح فيصل بساح، مدير الاستراتيجية والتخطيط لمؤسسة «موبيليس»، في مداخلة له أمس خلال منتدى الأفكار لتطوير تكنولوجيات الإعلام والاتصال في طبعته الثالثة بفندق السوفيتال، أن استخدام الجزائر تقنية الجيل الثالث كان نفعي ومناسب، ويساعد على المرور بكل سهولة إلى تقنية الجيل الرابع، كما أن تكلفته لن تكون بقيمة كبيرة بحكم توفر الأجهزة المستخدمة من قبل في تقنية الجيل الثالث، مضيفا أن المتعاملين الاقتصاديين يمكنهم تغطية ثلاث ولاية بالانترنيت بنسبة 20 بالمائة كمرحلة أولى، وفق ما ينص عليه دفتر الشروط، مستطردا قائلا: «لا يمكن الحكم على مردودية هذه التقنية دون معرفة المحتوى».
من جهته، أعطى فريد لفكير نائب رئيس الجمعية الجزائرية لتكنولوجيات الاتصال ومدير الشركة المتوسطية لخدمات الإعلام الآلي، نظرة سوداوية عن نسبة التدفق الانترنيت في الجزائر، قائلا أن نسبة التدفق التي يحصل عليها الزبون ضعيفة جدا، وأن هناك 20 بالمائة من المؤسسات التي تستخدم محتوى الانترنيت لتسيير مؤسستها.
وحسب لفكير، ينبغي تعزيز وتقوية معدات الربط وكذا بذل مجهود من طرف المتعاملين في تكنولوجيات الإعلام والاتصال للمساهمة في الإنتاج الداخلي الخام، الذي يمثل نسبة مساهمة بـ1 بالمائة فقط بسبب ضعف نوعية خدمات الانترنيت، مشيرا إلى أن استثمارات إطلاق الجيل الرابع مكلفة جدا، وأنه من الأجدر تقوية تقنية الجيل الثالث قبل المرور إلى هذه التقنية.
وفي هذا السياق، دعا مدير الشركة المتوسطية لخدمات الإعلام الآلي إلى اقتناء جهاز «سمارت فون» كونه يلتقط تقنية الجيل الثالث بشكل جيد، مضيفا أنه يجب العمل لأن الحلول متوفرة، وقياس ردود الأفعال وحسبه سجل سنة 2016 ثلاثة ملايين مشترك، كما رافع المحاضر من أجل تعزيز المكاسب المحققة في مجال تنصيب أجهزة الانترنيت لتطوير المحتوى المحلي ونوعية الخدمات.
وموازاة مع ذلك، أوضح لفكير أن ميدان تكنولوجيات الإعلام والاتصال هي ثورة علمية وأداة لتحسين محتوى الانترنيت وتحقيق مردودية للمؤسسة، وحسبه لابد من التحام وطني حول المحتوى، واستشارة الفاعلين في القطاع، ووضع قوانين جادة قائلا أنها مسؤولية الجميع من وزارة المالية والعدالة، مع وضع متعاملين افتراضيين.
وأشار بن شريف أرسلان خبير دولي في التكنولوجيات الحديثة، إلى أن الأولوية حاليا هي إطلاق خدمات الدفع الالكتروني، قبل الذهاب إلى تقنية الجيل الرابع كون الجزائر تسجل تأخرا في الدفع الإلكتروني، من جهته قال زياد مالوش المدير الإقليمي لما قبل البيع في مجال الإذاعة وانترنيت الهاتف النقال بفرنسا، أن تقنية الجيل الرابع تعتبر مكمل، نظرا للاحتياجات والتحولات في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، مشيرا إلى أن هذه التقنية مربحة للسوق الأمريكية.