يتّجه قطاع التكوين المهني والتمهين لبومرداس تدريجيا نحو التأسيس لقاعدة تكوينية تبنى أساسا على الصناعة، الفلاحة ومهن الصيد البحري والحرف اليدوية، تماشيا مع التحولات الاقتصادية المفروضة وخارطة التكوين الجديدة، ولو أن قطاع البناء والأشغال العمومية لا يزال يهيمن مقارنة بباقي التخصصات المعروضة على توجهات المتربصين بنسبة 25 بالمائة، فيما تبقى المهن ذات العلاقة بالنشاط الفلاحي بعيدة عن طموحات إعادة هيكلة وتدعيم القطاع بيد عاملة مؤهلة، فهي لا تتعدى حاليا نسبة 5 بالمائة.
مؤشّرات كان أعلن عنها مدير القطاع صادق سعادنة بمناسبة افتتاح دورة سبتمبر لسنة 2015، التي شهدت فتح 27 تخصصا مهنيا في مختلف أنطا التكوين عبر أزيد من 31 مركز تكوين وملحقة، اغلبها مرتبطة بالمهن اليدوية في أشغال البناء والري، لكن تبقى عملية توجيه وإقناع المتربصين بأهمية التوجه نحو الأنشطة الفلاحية، وتكييف تخصصات تتماشى وطبيعة النشاط، هو اكبر تحدي في الوقت الراهن، على الرغم من المجهودات المبذولة في الميدان لاكتساب اكبر شريحة من الشباب الملتحقين بمراكز التكوين المهني.
كما يعرض قطاعي السياحة والصيد البحري بولاية بومرداس فرصا كبيرة للنشاط المباشر، وإنشاء مؤسسات مصغرة في إطار أجهزة الدعم المحلية، وتدعيم الولاية بعدة مراكز ومعاهد وطنية للتكوين على غرار المعهد الوطني للفندقة والسياحة بالكرمة، وأربعة معاهد وطنية قيد الانجاز منها المعهد الوطني المتخصص في الصناعات الغذائية بيسر، بوداواو، بني عمران وخميس الخشنة ومراكز وفروع متخصصة في المهن ذات العلاقة بميدان الشغل، وبالتالي فإن الكرة حاليا في مرمى القائمين على القطاع من أجل التحرك الفعلي لتوجيه الشباب المتربص، بما فيهم الجامعيين الذين تزداد نسبة الذين يلتحقون بالتكوين المهني يوما بعد يوما رغبة في الحصول على مهنة على علاقة مباشرة بالواقع المهني والاقتصادي الذي تعرفه الجزائر، وحتى مرافقتهم ميدانيا بالتنسيق مع أجهزة الدعم وربطهم مباشرة بالمؤسسات الاقتصادية الناشطة بالولاية بناء على اتفاقيات التعاون العديدة المبرمة بين الطرفين.