تولي السلطات المحلية بتيبازة اهتماما متميّزا لكل من التكوين عن طريق التمهين والمعابر بما يسمح للمتربصين إبراز قدراتهم وتقوية تحصيلهم المعرفي، وفق ما يتطلبه سوق الشغل وما تقتضيه المرحلة الجديدة لورشات التنمية محليا.
في ذات السياق، أشارت مصادرنا من مديرية القطاع بالولاية إلى فتح 10 تخصصات لنمط التكوين عن طريق المعابر لدخول فيفري لهذه السنة لفائدة 250 متربص، ناهيك عن وجود أكثر من 50 متربص حاليا عبر العديد من المراكز يتابعون تكوينهم وفق هذا النمط، الذي يتيح وضع المعابر بين مختلف التكوينات في نفس التخصص أو الشعبة المهنية، وهو ما يسمح بالانتقال من مستوى تكويني الى مستوى آخر، مع التطور نحو مهنة أخرى أكثر دقة وعمقا في التخصص في الحياة العملية، بحيث اعتمد هذا النمط كإجراء تحفيزي في حدود المناصب المتوفرة يتم من خلاله قبول المتربصين والممتهنين المتفوقين الأوائل في الدفعة لمتابعة التكوين في درجات أعلى بمعية ممتهنين آخرين سبق لهم ممارسة التكوين في مراحل سابقة، مع اكتساب قدر وافر من التجربة الميدانية، ويسمح هذا النمط الارتقاء من مستوى شهادة التأهيل المهني الى مستوى تقني قبل الانتقال الى مستوى تقني سامي في مرحلة لاحقة. وما يثير الاهتمام في هذا النمط كونه يستقطب المتربصين من داخل الولاية ومن ولايات مجاورة بالنظر الى توفر التخصصات المطلوبة والاقامة المريحة داخل مراكز التكوين.
أما فيما يتعلق بالتكوين عن طريق التمهين، فقد عرضت مصالح القطاع 2173 منصب لدورة فيفري لهذه السنة، من بينها 1206 منصب موجّه لذوي المستوى المحدود، إضافة إلى 25 منصب موجه لمستوى السنة الثالثة ثانوي للحصول على شهادة تقني سامي و238 منصبا للتكوين على مدار 24 شهرا يرتقب بأن تتوّج بشهادة تقني و290 منصب للتكوين على مدار 18 شهرا للحصول على شهادة تحكم مهني. ولغرض تمكين أكبر شريحة من الشباب من التكوين وفق هذا النمط، فقد أبرمت مصالح القطاع عدّة اتفاقيات تعاون مع عدّة قطاعات ومؤسسات أخرى تقضي بتمكين المتربصين من التمهين على مستواها مع الاستفادة من يوم واحد للدروس النظرية خلال كل اسبوع، كما أحصت مصالح القطاع وجود 6363 متربص في هذا النمط التكويني بمختلف مراكز التكوين عقب انطلاق الدخول الرسمي لدورة سبتمبر المنصرم، من بينهم 3092 متربص يلتحقون بالتكوين لأول مرّة، مع الاشارة إلى أن 244 من هؤلاء من فئة الراغبين في الحصول على مستوى تقني سامي بالمعهد الوطني للتكوين بحجوط.
التّعاقد والاتّفاقيات
تأتي في مقدمة هذه الاتفاقيات تلك الموقّعة مع المديرية العامة للأمن الوطني، والمتعلقة بتكوين الأعوان الشبيهين لـ 11 ولاية من وسط البلاد على عدّة مراحل، تقضي بتكوين 1072 متربص في 7 دورات من 3 أشهر لكل دورة بداية من مارس 2015، وتتضمن الاتفاقية عدّة تخصصات مهنية كالحلاقة، الترصيص الصحي، صناعة الحلويات، الدهن، النجارة، الميكانيك، تصليح السيارات، كهرباء العمارات وكهرباء السيارات والبناء.
كما أبرمت مصالح القطاع اتفاقية أخرى مع المركز الوطني للتعليم المهني عن بعد، ترمي إلى تكوين 120 سائق سيارة أجرة لفترة 3 أشهر و60 معلم سياقة لفترة 5 أيام، إضافة إلى 434 متكون للحصول على الرخصة الخاصة لفترة 10 أيام، وبلغ عدد العمليات المندرجة ضمن هذه الاتفاقية 614 عملية، وحظي قطاع العدالة بدوره باتفاقية نوعية مع قطاع التكوين تقضي بتكوين 1079 متربصا لفترة 6 أشهر في 12 تخصصا مهنيا، وتم تكوين 263 متربصا في الفلاحة لفترة 3 أشهر وفقا لاتفاقية مبرمة مع قطاع الفلاحة تعنى بزراعة الخضروات، واستفاد 10 سعاة بريد من تكوين خاص بمركز التكوين المهني لعاصمة الولاية وفقا لاتفاقية مبرمة ما بين القطاعين تعنى بالاتصال والتجارة لفترة شهر واحد، كما أبرمت مصالح القطاع أيضا اتفاقية اخرى مع مديرية الادارة المحلية ترمي الى تكوين الموظفين التابعين للأسلاك الخاصة وإدارة الجماعات الاقليمية في اطار ما يدعى بالتكوين التحضيري. ومن المرتقب بأن تمكّن هذه الاتفاقية من تكوين 108 موظف لفترة 3 أشهر بكل من شرشال وحجوط والقليعة وبوسماعيل، وبذلك يصل عدد المستفيدين من التكوينات الخاصة المنبثقة عن الاتفاقيات المبرمة مع عدّة قطاعات الى 2368 متكونا.
المعاهد الوطنية المتخصّصة
بخلفية التكفل الأمثل بخريجي السنوات الثالثة ثانوي غير الحاصلين على شهادة البكالوريا، برمجت مصالح التكوين المهني بتيبازة مشاريع إنجاز 4 معاهد وطنية متخصصة بكل من حجوط وشرشال وتيبازة وبوسماعيل، شرع في إنجازها على فترات متتالية وتشهد حاليا نسب إنجاز متفاوتة، بحيث توشك أشغال إنجاز معهد وطني للتكوين المهني متخصص في تكنولوجيا الاعلام والاتصال ببوسماعيل على نهايتها، غير أنّ افتتاحه في وجه المتربصين تأخر من مارس القادم الى غاية سبتمبر المقبل بالنظر الى تاخر استلام ونصب مختلف التجهيزات التقنية التي تكفّلت بها مؤسسة اتصالات الجزائر الشريك الرسمي للقطاع في هذا المعهد، الذي يسع لـ 300 منصب تكويني من بينها 120 منصب في النظام الداخلي، كما توشك الأشغال على نهايتها أيضا بالمعهد الوطني للتعليم المهني بحجوط، والذي تم تخصيصه للفندقة والسياحة بقدرة استيعاب تصل الى 1000 منصب تكويني، من بينها 300 منصب في النظام الداخلي، فيما تعرف أشغال إنجاز معهد الكهرباء والالكترونيك والطاقة بشرشال تأخرا ملحوظا باعتبارها لم تبلغ بعد عتبة الـ 50 بالمائة، وهو المعهد الذي يسع لـ 300 منصب تكويني من بينها 120 منصبا في النظام الداخلي. ومن المرتقب أن يشرع قريبا في إنجاز معهد وطني آخر بعاصمة الولاية تخصص الفندقة والسياحة، وبقدرة استيعاب تصل الى 300 منصب من بينها 120 منصبا في النظام الداخلي، وذلك عقب انتهاء الدراسات التقنية ومباشرة إجراءات الصفقات العمومية التي يقتضيها المشروع. وباستكمال هذه المشاريع مجتمعة تكون مصالح التكوين المهني بتيبازة، قد أعدّت العدّة لتكوين جموع المنحدرين من مستوى السنة الثالثة ثانوي غير الحاصلين على البكالوريا وفقا لرغباتهم المهنية المعبر عنها، لاسيما وأنّ كلّ معهد يحوي على عدد لا يستهان به من الأسرّة المرافقة للنظام الداخلي، بحيث ستقدّم هذه الهياكل مجتمعة القيمة المضافة اللازمة للهياكل المستغلّة حاليا، والتي تضمّ 20 مؤسسة تكوينية تشمل معهدا وطنيا متخصصا و15 مركزا للتكوين و4 ملحقات تكوينية، مع الاشارة إلى أنّ هذه المؤسسات مجتمعة تضمن تقديم 2300 وجبة يوميا لصالح المتربصين، وتضم في طياتها 780 سريرا للاقامة عبر 11 داخلية معتمدة.
وعرضت مصالح التكوين المهني لدخول فيفري الجاري 7034 منصب تكويني جديد، من بينها 2175 منصب خاص إقامي و2173 منصب خاص عن طريق التمهين و1055 منصبا للمراة الماكثة بالبيت و675 منصب للدروس المسائية، إضافة الى 505 منصبا للتكوين الأولي التأهيلي و320 منصبا للتكوين التعاقدي و75 منصبا للتكوين لفائدة محو الأمية والتأهيل و56 منصبا خاصا تكوين نزلاء مؤسسات إعادة التربية. وبالنظر الى تطور سوق الشغل محليا، فقد اقترحت المصالح المعنية 4 تخصصات جديدة لاعتمادها في التكوينات الجديدة لهذه الدورة تعنى بكل من تسيير المخزون والشراء والتموين والتدفئة المركزية ومراقبة النوعية في صناعة الأغذية الزراعيةا بحيث تختلف الشهادات المحصل عليها على حسب نوعية التخصص المشار اليه، غير أنّ الذي لا يزال يؤرق القائمين على القطاع كون بعض التخصصات المقترحة لا تزال تشهد عزوفا ملحوظا من لدن المتربصين، ممّا يجبر الجهات المعنية على غلقها مؤقتا في انتظار عرضها مجددا خلال دورات لاحقة.