خياطي: نقترح وضع هيئة للمراقبة واليقظة
استعرض أمس، البرفسور يحي مكي رئيس مصلحة بالمستشفى الجامعي بليون الفرنسية مختص في الفيروسات وخبير في المنظمة العالمية للصحة، خطر فيروس “زيكا” المسبب لالتهاب خلايا الدماغ وتقليل حجمه، بالنسبة للجنيني في بطن أمه المصابة، مشيرا إلى أن هذا النوع من البعوض المسمى “الزاعجة” كان منتشرا في دول إفريقيا ثم انتقل إلى دول أمريكا اللاتينية، داعيا السلطات المحلية للوقاية من خطر انتقال الفيروس بمحاربته عن طريق المبيدات وتنظيف المحلات وأسواق الخضر والفواكه من النفايات، والمستنقعات التي تعتبر الأرضية لتوليد الحشرات المضرة بالإنسان، لأنه ليس هناك دواء أو تلقيح لهذا الفيروس سوى الوقاية واليقظة الدائمة.
شدد البروفسور مكي لدى نزوله ضيفا بمنتدى “المجاهد” على ضرورة الوقاية من فيروس “زيكا”، الذي ظهر في قرى صغيرة بإفريقيا سنة 1945 وبالتحديد في أوغندا ونيجيريا، بعدها في الأدغال لأن القردة نقلته إلى الإنسان، ولم يعلن عنها كونهم لا يملكون مخابر تحاليل وأخصائيين بالأشعة عند النساء الحوامل، مضيفا أنه بفضل الهندسة الوراثية الجنية والتحاليل المتفاعلة، تم تشخيص المرض بالبرازيل كونها دولة متقدمة وتملك مخابر الفحوص والتحاليل واختصاصيين في علم الفيروسات والبعوض، مما دفعها إلى دق ناقوس الخطر وإعطاء الإنذار قائلا: “هذا يشجعنا في الجزائر، للقضاء على هذه الحشرات لحماية السكان، خاصة ونحن في أيام الربيع كي لا تتكاثر”.
وأشار البرفسور في هذا الإطار، إلى أن محاربة البعوض هي أيضا مكافحة فيروس “الضنك” المنتشر بكثرة والذي ينتمي إلى نفس عائلة “زيكا” بل أخطر، لأنه يعطي نزيفا دمويا والتهاب الكبد والقلب، قائلا: “إذا قضينا على البعوض فنحن نقضي على عدة فيروسات”، مؤكدا أن الفيروس يمكن أن ينتقل عن طريق البواخر والطائرات أو عبر إنسان مصاب يأتي من جزر أمريكا اللاتينية، حيث ظهر الفيروس في البرازيل سنة 2014 بإصابة 5 حالات، وسجل العام الماضي إصابة مليون و500 ألف شخص.
وأوضح في هذا السياق، أن البعوض يظهر في المستنقعات وأواني الورود التي يتحجر فيها الماء، وأسواق بيع الخضر والفواكه واللحوم التي تلقي بنفاياتها بعد عملية البيع، ومراقبة الحاويات، حيث تتكاثر عند الفجر وغروب الشمس وليلا، داعيا إلى اتخاذ كل تدابير الوقاية بإعطاء السلطات المحلية لتعليمات رسمية صارمة للقضاء على هذا البعوض، وتوعية التجار كي نتفادى انتشار الحشرات، والعمل على تنظيف تلك الأماكن، وجمع النفايات في أكياس وعدم تركها تتراكم مما يولد الحشرات الضارة، مع الرش بالمبيدات وإزالة وتدمير كل الدوالب التي ترمى من طرف الذين يصلحون الدراجات النارية والسيارات، لأنها الأساس المولد للحشرات التي تختبئ في أطر العجلات وكذا استعمال غطاء النوم.
وحسب البروفسور مكي، فإن العالم أصبح اليوم قرية صغيرة والجزائر بيت من هذه القرية، قائلا: “إن ظهرت حالة فلا داعي للقلق لأنه يمكن شفاء الشخص، الخطر في وجود البعوض الذي ينتقل إلى عدة أشخاص”، مؤكدا أنه لا توجد حالة فيروس “زيكا” في الجزائر وتبقى الإجراءات الوقائية أفضل علاج.
وفي رده عن سؤال حول الهجرة الشرعية وخطرها على الجزائر، أكد أنه لا يشكلون خطر بالنسبة لنقل فيروس “زيكا”، لأنهم في صحة جيدة، وحسبه أن الخطر الموجود يكمن في نقلهم لفيروس السيدا، مضيفا أنه حاليا أثبت البحث العلمي إنتقال فيروس “زيكا” عن طريق الجنس، لأنه أجرى تحليلا لمني رجلين وامرأة رجعا من أمريكا اللاتينية، حيث أصيبت الزوجة دون أن يكون لها لسعة من البعوض وهذا خطر على جنينها.
من جهته، أعلن مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “الفورام”، عن حملة تحسيسية للوقاية من الأوبئة والفيروسات، قائلا إننا نواجه وباء كبيرا أصاب العديد من الدول، مما يتطلب اتخاذ إجراءات فعالة لا تنحصر في الإمكانيات التقنية، وهي مهمة كل القطاعات، مضيفا أن هيئة الفورام تقترح وضع هيئة للمراقبة أي مؤسسات اليقظة، مشيرا إلى أنه لا يوجد خطر صفر لكن يمكن أن نشهد انتقال الفيروس، لهذا ينبغي الحذر واتخاذ إجراءات للحماية.