طباعة هذه الصفحة

ألان ميشال (مدرب شباب بلوزداد) لـ “الشعب”:

الأفضل لمحــرز وغولام البقـاء في نــاديهمـا

حاوره : محمد فوزي بقاص

بعد تألق الدوليين الجزائريين في البطولات الأوروبية مع فرقهم، وباتوا يتصدرون عناوين كبرى وسائل الإعلام الدولية، اتصلنا بالتقني الفرنسي ومدرب شباب بلوزداد “ألان ميشال” الذي أكد لنا بأن اللاعب الجزائري يتميز بالمهارات العالية وتكوين الدوليين الجزائريين في مدارس الكرة في أوروبا وتقمصهم للألوان الوطنية فتح لهم باب التألق مع كبرى الأندية، في هذا الحوار:

«الشعب”: أولا كيف تقيّمون مستوى الدوليين الجزائريين الناشطين في البطولات الأوروبية؟
ألان ميشال: مستوى  اللاعبين الجزائريين في البطولات الأوروبية متباين، فالذين عودونا على التألق في المواسم الماضية تراجع مستواهم كثيرا هذا الموسم، في صورة “فغولي” الذي كان يودّ الرحيل وعدم التجديد لفالنسيا، لكنه الآن يتمنى البقاء في فريقه بعد تراجع مستواه جراء ابتعاده عن المنافسة الرسمية منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي، بالإضافة إلى براهيمي الذي كان يتصدر صفحات الجرائد البرتغالية لكنه هذا الموسم أصبح في خبر كان جراء كل المشاكل التي واجهته في بداية الموسم مع مدربه والتي جعلت نتائج الفريق تتراجع محليا وقاريا خصوصا أن الفريق ككل فشل في التأهل إلى دور المجموعات من رابطة الأبطال الأوروبية التي تألق فيها النادي الموسم الماضي ما اعتبر نكسة للفريق، وبالمقابل الذين كانوا في بداية مشوارهم الاحترافي على غرار (غولام، محرز وسليماني) هم الذين يصنعون الحدث الأوروبي حاليا بتألقهم في كل جولة، كما أن تراجع مستوى كل من بن طالب، مجاني، حليش، مبولحي، بلكالام، وآخرين لأسباب مختلفة قد يكون له أثر كبير عن المنتخب الجزائري مستقبلا، لكن أعتقد أن غوركوف يملك الخيارات المناسبة لتعويض الغائبين. عموما  اللاعب الجزائري مشبّع بالمهارات وعندما يلقى تكوينا جيدا يمكنه صنع المعجزات.
 (محرز، غولام وسليماني) يتصدرون البطولات التي يلعبون لها، هل ترون بأن أحدهم قادر على التتويج بلقب البطولة؟
 بطبيعة الحال، الممتاز هو أن يتمكّن الثلاثي من التتويج بلقب البطولة وهو ما أتوقعه، ولما لا يتمكن “براهيمي” من الفوز بكأس البرتغال هو الآخر بعدما توّج بها “سليماني” الموسم الماضي، لكن الأمر الأهم من التتويج هو أن لاعبي المنتخب الجزائري هم من يصنعون الحدث في فرقهم على غرار “محرز” و«سليماني”، اللذَان أصبحا يمثلان 80 بالمائة من الفريق، حتى جعل بعض المحللين يربطون نجاح ليستر وسبورتينغ إذا كان أحد الجزائريين في يومه أولا، مثل ما حدث مع “محرز” في المباريات الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، التي أخفق فيها ليستر عن التهديف كما ضيع ركلتي جزاء، وهو ما جعل محللي أكبر القنوات الانجليزية والعالمية يلقبونه بالمحرك، بعد تسجيله لـ 14 هدفا وتقديمه لـ 10 كرات حاسمة ما نصبه أفضل صانع لفرص التهديف في البريمر ليغ في أفضل وأكبر بطولة في العالم وهذا ليس بالأمر الهين، والأمر المدهش في كل هذا أنه لاعب عانى الكثير من الانتقادات في فرنسا بسبب نحافة جسمه وكان على وشك التوقف عن اللعب وإرادته القوية هي التي جعلت منه ظاهرة كروية هذا الموسم، كما أني أتذكر جيدا الانتقادات اللاذعة التي وجهت لهاليلوزيتش لما استدعاه للعب كأس العالم بالبرازيل، وكأنه الآن يرد على كل منتقديه بأدائه في البطولة الانجليزية الممتازة وبعد تتويجه بالكرة الذهبية التي زادت من عزيمته وجعلته يبرز أكثر بعد ذلك التتويج وهو في الطريق الصحيح أعتقد ليفوز بجائزة أفضل لاعب في أكبر بطولة في العالم وهذا ما سيزيد من كبر منتخبكم، بالإضافة إلى “محرز” هناك لاعب خارق للعادة اسمه “سليماني” ثاني أفضل هداف في البرتغال سجل 21 هدفا في كل المنافسات و80 بالمائة من ما سجله من أهداف حاسمة وجلب النقاط الثلاثة التي قادت سبورتينغ للتربع على عرش البطولة البرتغالية وتتجه بخطى ثابتة نحو التتويج باللقب، وهو ما أصبح يقلق الفرق المنافسة ما جعلهم يطالبون بمعاقبة “سليماني” لإضعاف قوة الفريق، لكن تطوره هو المحير أكثر في الأمر، لأنه هذا الموسم تطور كثيرا مقارنة من الموسم الذي قبله وحتى على صعيد المنتخب أعاد الخضر من بعيد في لقاء تانزانيا وسجل ثنائية هناك وبالجزائر كما أنه بلغ 7 أهداف مع المنتخب، وهو ما يجعل منه أحد أنجع المهاجمين في البطولات الأوروبية، خصوصا لما نتذكر بأنه تخرج من فريق جزائري مغمور، ولعب في المحترف الأول 4 سنوات فقط قبل أن يلتحق بسبورتينغ، لما قدمت إلى البطولة الجزائرية كان مهاجما عاديا لديه بعض الإمكانيات لكن في كل سنة كان يتطور ويعمل والتحاقه بالأسود فجر طاقته، أما “غولام” مستواه لم يتغير وهو كما عهدناه سابقا لا يخطئ ويطبق تعليمات المدرب فتارة تراه يصعد للهجوم وأخرى لا يتعدى فيها خط الوسط، والمدربين يعشقون اللاعبين المنضبطين تكتيكيا وهو ما جعله من بين اللاعبين الأساسيين في تشكيلة نابولي، كما أن كراته دقيقة ومركزة في الهجوم، ومن الصعب جدا فرض نفسك في دفاع فريق كبير اسمه نابولي، خصوصا أن الايطاليين هم من طوروا اللعب الدفاعي في العالم، وعند انتقائهم لـ “غولام” لم يخطئوا لأنهم وجدوا فيه كل المواصفات التي يتمتع بها لاعب رواق خلفي، وبخصوص نيلهم البطولة من عدمه أعتقد أن بالنسبة لـ “غولام” مباراة فريقه ضد جوفنتوس ستكون فاصلة في تحديد البطل، وبالنسبة لـ “محرز” عليهم الفوز على أرسنال لتوسيع الفارق وعدم تضييع النقاط في الخمس جولات القادمة لأنها بطولة لا تعترف لا بالصغير ولا بالكبير وفي أية لحظة يمكن أن تتغير الأمور، أما سبورتينغ فعليه أن يدافع جيدا على “سليماني” في الإتحادية البرتغالية، كي يتمكن الأخير من إهداء اللقب لفريقه.
 وما تعليقكم على ما يقدمه غزال مع ليون؟
 أعتقد أن “غزال” كان من بين اللاعبين الذين همشوا كثيرا في ليون، وما يقدمه بات يطرح العديد من التساؤلات عن قضية وضعه جانبا، لأنه بعد المباريات الأربعة الأخيرة التي قدمها القنوات الفرنسية أصبحت تقارن أهدافه ومروغاته باللاعب الهولندي لبايرن ميونخ “أريان روبن”، ومتأكد من أنه لاعب سيكون له شأن كبير مستقبلا، تحرّر بعد تغير الطاقم الفني وأنسى الجميع في نجم منتخب الديكة “نبيل فقير” المصاب، والفرصة مواتية كي يفرض نفسه ويبرز قدراته مع ليون.
هل تعتقدون أنه من الأفضل على الثلاثي المذكور سابقا أن يغير الأجواء الموسم المقبل؟
سيكون من الصعب على سبورتينغ الاحتفاظ بسليماني نظرا للعروض التي تتهاطل على اللاعب كل ميركاتو والتي بلغت في سوق التحويلات الشتوية الأخيرة 21 مليون يورو، كما أن سليماني بلغ 28 ربيعا وحان الوقت كي يتنقل لفريق أكبر، لأن مسيرته الكروية توشك على النهاية، وعليه أن يعيش مشاعر ونشوة في اللعب أكبر من التي يتواجد فيها حاليا، وإذا فضل البقاء فأتوقع له أن ينهي مسيرته الكروية بألوان سبورتينغ ويحطم كل أرقام النادي، أما “محرز” أعتقد أن الأفضل له هو البقاء مع فريقه، خاصة أن الطاقم الفني سيتم الاحتفاظ به وزميله “فاردي” تم تجديد عقده، إلا إذا تريد الإدارة بيعه لجب 4 أو 5 لاعبين من طينته في البطولة الفرنسية، “محرز” يلعب في أكبر بطولة ومن الأفضل أن يبقى مع ليستر كي يطور إمكانياته أكبر، ولأمر بسيط هو نجم الفريق. لكن عندما يتنقل إلى أحد أكبر الفرق الانجليزية سيكون أحد نجوم النادي وربما لن يتمكن من فرض نفسه، لذا عليه المواصلة وتأكيد مستوى الموسم الحالي، وبالنسبة لـ “غولام” أعتقد أن الأفضل له هو البقاء في نابولي ومواصلة العمل خاصة أن الفريق سيكون أقوى الموسم المقبل وسيشارك في رابطة الأبطال، وأعتقد أن الوقت حان لـ “غزال” لتوديع البطولة الفرنسية حتى يتمكن من البروز مثل ما حدث لكل من (براهيمي، فغولي ومحرز)، أما “براهيمي” فيتوجّب عليه إيجاد فريق آخر لأنه بدأ يختفي عن الأضواء، عكس “فغولي” الذي أنصحه بالبقاء في فالنسيا حتى لا تنتهي مسيرته الكروية باكرا