أكد رئيس الغرفة الفلاحية لوهران براشمي مفتاح الحاج، أن الجهود المبذولة من قبل الوزارة تهدف لتثبيت أسعار الشعير لمربي الأبقار الحلوب عند مستوى 1500 دينار للقنطار الواحد، شريطة أن يكون المستفيد حاملا للبطاقة المهنية.
قال براشمي، أن أغلبية المطاحن التابعة للقطاع الخاص بعاصمة الغرب الجزائري، تبيع النخالة بأسعار تتراوح بين 2500 و3000 دينار للقنطار الواحد، موضحا لـ«الشعب”، أن النخالة أو الردة هي الطبقة الخارجية الصلبة من الحبوب وتمثل 30٪ من الفرينة المدعمة حكوميا.
وأضاف براشمي: “أن برنامج المرافقة الذي وضعته الدولة في هذا الإطار، ينصّ على ضرورة توزيع مادة النخالة بسعرها الحقيقي حسب اتفاقية مسبقة بين المربين المستوفين الشروط والمطاحن الخاصة، وعددها بوهران يناهز الـ 20 مطحنة خاصة إضافة إلى فرع المطحنة العمومية الرياض”.
وقال رئيس الغرفة أنه تم تسجيل إلى يومنا هذا 800 مربي، عبّر عن نيّة الانخراط في هذا البرنامج، فيما أحصت اللجنة الولائية المكلّفة بالعمليّة والتي تضم في عضويتها كل من الغرفة ومديرية المصالح ومفتشية البيطرية وتعاونية الحبوب والبقول الجافة نحو 1100 بقرة يسهر على تربيتها زهاء 1600 مربي.
وحسب مفتاح الحاج، فإن البقرة الواحدة المستوردة من إسبانيا، تنتج بموطنها الأصلي من 30 إلى 40 لتر يوميا، أما في وهران فإنتاجها في أحسن الأحوال لا يزيد عن 20 لتر يوميا، بسبب سوء التغذية وضعف شروط الرعاية مبيّنا أن النخالة مادة غذائية مكمّلة وليس الغذاء الأساسي.
ولفت في الختام إلى تجربة زراعة الذرة العلفية بعاصمة الغرب الجزائري، قائلا أنها “تجربة رائدة ويمكن اعتمادها كزراعة ذات ريع ممتاز لافتا إلى أهمية التفكير الجدي في إيجاد صيغة لدعم “السقي بالتنقيط” الموجه لهذا النوع من الزراعة، لزيادة تكرار موجات الجفاف المرتبطة بالأحوال الجوية.
وفي هذا الإطار حاورت “ الشعب “بلعالية علي، فلاح ومربي أطلق مؤخرا تجربة زراعة وإنتاج “الذرة العلفية” على مستوى بلديّة البرية التابعة لدائرة وادي تليلات، والذي عبّر عن مساعيه الجادة لتوسيع المساحة المزروعة من 15 هكتارا إلى 45 هكتارا الموسم المقبل، في حالة توفر وسائل الحرث من جرارات وعتاد خاص بالحرث والبذر.
وقال بلعالية، إن تطوير هذا القطاع يتطلب مجموعة من الإجراءات الحكومية ومنها “توفير آليات حصاد الذرة لسرعتها في جني المحصول”، مؤكّدا بأنّ قلّة عدد الحصادات أخرّت هذه العمليّة لمدة فاقت الـ«10” أيام على مستوى مزرعته التي بلغت مردوديتها 43 طنا في الهكتار.
وأشار بلعالية إلى أن أسعار هذا النوع من الآليات بالسوق الأوربية، يزيد عن 800 ألف أورو، تشمل الحصاد والدرس في عملية مجمعة، تقوم بها آلة واحدة، تحقق للمزارع وفرا كبيرا في الوقت والتكاليف وتقلل من تلف المحصول بالإضافة إلى ما تحققه من تغطية للعجز المسجّل في اليد العاملة.
وأشاد بلعالية في سياق متّصل بالإجراءات المتخذة من قبل الوزارة التي شرعت مطلع السنة الجديدة في إطلاق صور جديدة لدعم شعبة إنتاج الحليب، من خلال دعم شراء بذور الأعلاف الخضراء بـ50٪، فيما يستفيد المزارع المنتج للحليب والمحوّل من سعر مدعم بـ 30٪ أي أن الموال يستفيد عن كل كوطة بـ 10 قناطير من 4200 دج.
كما تنقلت “الشعب” إلى مقر الشركة الجزائرية “plus agro”، الكائنة بمنطقة حسيان الطوال التابعة لدائرة بئر الجير ونقلت تأكيدات المؤسسة بنجاح تجربة الذرة الصفراء بنوعيها، حبوب جافة أو كعلف أخضر.
واستغلّ مسير الشركة المكلفة بإنتاج وزراعة الذرة العلفية بجهة “المنيعة” بولاية غرداية وكذا “وهران” على مستوى مزرعة بن شكور في بلدية بن فريحة، تواجد “الجريدة” للحث على بذل مزيد من الجهود لمواكبة التطورات الحاصلة في المجال، باعتماد التكوين والتوعية بأهمية زراعة الذرة.
واعتبر أنّ جهة “المنيعة”، من أكثر المواقع الجزائرية، إنتاجا للذرة العلفية والتي تمثّل ـ بحسبه ـ70٪ من تغذية الأنعام، كحبوب مع المركزات أو كعلف اخضر وفي صناعة السيلاج، مؤكّدا أن مردودية الذرة “سيلاج” تزيد عن الـ60 قنطارا في الهكتار، فيما فاقت مردودية الذرة “الجافة” الـ 120 قنطار في الهكتار.
وتابع أن احتياجات الجزائر من الذرة العلفيّة، تعادل 300 ألف هكتار، فيما لا تزيد المساحة الإجمالية من “الذرة الموجّة لعلف الأنعام والأبقار عن 4 آلاف هكتار، وهو ما يعكس حجم صادرات الجزائر من هذه المادة المهمة في تغذية قطاع الثروة الحيوانية، يضيف، نفس المتحدّث “ولعل أهميتها بالنسبة للجزائر، تكمن في تحملها للجفاف والحرارة صيفا”.
واختتم بالتأكيد على أهمية اعتماد خطط إستراتيجية للنهوض بقطاع الأعلاف، وتطويره عبر إدخال التقنيات الحديثة، وبناء منظومة إنتاجية رصينة تسد الاحتياجات المحلية من هذه المادة.