الشريعة، بوعرفة وسيدي المدني تستعيد حركيتها ووجهها السياحي
إحياء لليوم العالمي للمناطق الرطبة، قامت جمعية «أحباب البليدة» بتنظيم ثاني عملية توزيع للأشجار المثمرة، بهدف استعادة المناطق الجبلية لقيمتها الفلاحية والإنتاجية في بعض الأنواع من الفاكهة.
فيما فضلت جمعية أصدقاء الشفة، القيام بحملة تشجير وتنظيف واسعة ببحيرة الضاية وغابات سيدي المدني إلى الحدود الجنوبية مع الشفة... «الشعب» كانت بعين المكان ورصدت هذا النشاط غير المسبوق.
تطوير الاقتصاد المحلي في عودة النشاط للمناطق الجبلية
وزعت على فلاحي وسكان المناطق الجبلية في البليدة وبوعرفة والشريعة، 5 آلاف شجيرة زيتون، بعد أن استفادوا منذ أسبوعين من 8 آلاف شجيرة لوز، بحسب رئيس جمعية أحباب البليدة «محمود بن عزوط».
الهدف من توزيع هذه الأنواع من الأشجار، خاصة اللوز والجوز والزيتون والرمان والخوخ، إعادة أحياء عادات اقتصادية كانت تمتع بها المناطق الجبلية الجنوبية والشرقية بالخصوص، خاصة وأن العشرية الدامية تسببت في نزيف أخضر وهجرة الفلاحين وسكان المناطق الجبلية، وهم اليوم يسعون للعودة إلى هذه الربوع بمساعدة الجمعية ودعم من السلطات المحلية لاستعادة تقليدهم التاريخي الفلاحي، وتحقيق اكتفاء ذاتي مثلما كانوا عليه سابقا في هذه الأنواع من الفاكهة الطبليعية الجبلية.
قال بن عزوط لـ «الشعب»، إن الجمعية الفتية النشأة تقوم بهذا النشاط الذي يدرج ضمن التنمية الريفية المدمجة، قامت من قبل بحملات التطوع لتنظيف المحيط من البلاستيك والأوساخ...
وشملت الأنشطة مرتفعات سلسلة الأطلس البليدي بجبل تمزقيدة، أين تنام بحيرة «الضاية» المشهورة في شمال إفريقيا، حيث قام نشطاء بجمعية أصدقاء البيئة، بالتنسيق مع مقاطعة الغابات ومشاركة طلبة بالتكوين المهني، بحملة تنظيف بمحيط البحيرة الجبلية، حتى تبقى المنطقة على عذريتها وسحرها الطبيعي، والذي أصبح يجلب السياح من شرق البلاد وسطها، غربها وجنوبها، خاصة في فصلي الربيع والصيف وعند تساقط الثلوج.
جاءت الحملة، عقب عملية تنظيف محيط منطقة سيدي المدني بالشفة، منذ أيام، من أثار الرمي العشوائي وغير المسؤول للأوساخ، خاصة قنينات المشروبات بوسط تلك الغابات الطبيعية الساحرة.
في السياق ذاته، دعا مواطنون وعشاق الطبيعة في الشريعة ورفعوا صوتهم عبر منبر «الشعب»، إلى ضرورة تحلي بعض السياح وزوار حظيرة الشريعة بالمسؤولية وتفادي تحويل مساحات وأماكن عامة طبيعية وجبلية إلى ما يشبه المفرغات العمومية.
وكشف المواطنون أنهم اندهشوا أيام نهاية الأسبوع، كيف تحولت تلك المناطق العذراء بحظيرة الشريعة، إلى أماكن تنتشر عبرها أكياس وقنينات البلاستيك، بشكل شوه المناظر الطبيعية ونفّر العائلات الوافدة للتمتع وطلب الراحة والاستجمام.
بدوره كشف رئيس جمعية الأزرق بمطقع الأزرق في حمام ملوان مراد سالي لـ «الشعب»، أن نسبة التساقط أصبحت شحيحة هذه السنة، وأن من بين الأسباب التي جعلت نسبة التساقط تقل جرائم الحرائق العشوائية التي باتت تهدد الغابات والغطاء النباتي، وتحدث في الغالب وتنجم عن طهو الطعام من قبل زوار وسياح وسط تلك الغابات، ونتيجة أيضا رمي الزجاج والمعادن التي تساعد في الاشتعال، وهي أسباب دمرت الثروة الغابية وأفضت إلى إتلاف نحو 10 آلاف هكتار، مست غابات الأطلس البليدي منذ العشرية السوداء.
استمرار الأمر على هذا النحو، سيقضي على ما تبقّى من غطاء نباتي، ومعه ستتحول مناطق ومساحات خضراءإلى مناطق جرداء، تقضي حتى على الثورة الحيوانية التي تعيش بها.