طباعة هذه الصفحة

السباق إلى الرئاسة الأمريكية يحتدم

«تيد كروز” يتقدم الجمهوريين ومعركة مفتوحة بين “كلينتون” و«ساندرز”

تمكنت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون من إنقاذ حملتها لانتخابات الرئاسة الإميركية عبر فوزها في ولاية آيوا بفارق طفيف، ما وضعها في المسار الصحيح لنيل ترشيح حزبها، لكن معركتها مع منافسها بيرني ساندرز ستكون أصعب مما كانت تتوقع.
كلينتون التي عبّرت عن سعادتها الشديدة بالفوز في المجالس الناخبة في ولاية آيوا بوسط الولايات المتحدة، غادرت على الفور إلى نيوهمشاير (شمال شرق) التي ستكون ثاني ولاية تصوّت في إطار الانتخابات التمهيدية في 9 فيفري.
وشاركت، مساء أمس، مع خصمها الديمقراطي بيرني ساندرز (74 عاما) في لقاء مع الناخبين قبل مناظرة تلفزيونية جديدة، مساء اليوم الخميس، بين المرشحين الديمقراطيين اللذين لايزالان في السباق.
وفوزها بفارق طفيف جدا في آيوا أول ولاية تصوت في الانتخابات التمهيدية (49,8% من الأصوات مقابل 49,6% لساندرز)، جنّبها الفشل المدوي الذي عاشته في 2008، حين حلت ثالثة في هذه الولاية خلف السناتور الشاب غير المعروف تقريبا آنذاك باراك أوباما، وسناتور آخر هو جون إدواردز.
وإذا تمكنت كلينتون من تحقيق نتيجة “جيدة” في نيوهمشاير، فستخوض انتخابات ولايات الجنوب والغرب من موقع قوي نسبيا، نظرا لأنها تضم عددا كبيرا من الناخبين السود والمنحدرين من دول أميركا اللاتينية وقاعدة ناخبة تقليدية من البيض. ويؤكد محللون أن هذه الشريحة “تؤيد الزوجين كلينتون”.
وفي آيوا الولاية التي تعد غالبية من البيض (91%) ولا تمثل بقية البلاد، حققت كلينتون (68 عاما) أفضل نتائج لها لدى شريحة المسنين، حيث نالت أصوات 69% من الذين تفوق أعمارهم 65 عاما، فيما صوت 26% منهم لساندرز.
وفضل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و29 عاما التصويت بكثافة لساندرز (84% مقابل 14%) بسبب وعوده بـ “ثورة سياسية” لصالح الطبقات المتوسطة وضد وول ستريت.
لكن تعبئة الناخبين جاءت أقل مما كانت عليه في العام 2008 (171 ألف ناخب ديموقراطي مقابل 240 ألف).

معركة طويلة

قد تستمر معركة الانتخابات التمهيدية لفترة أطول مما كانت تتوقع المرشحة الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض السباق الرئاسي، في بداية الحملة.
فقد جاء أداء بيرني ساندرز، أفضل مما كان متوقعا في استطلاعات الرأي في آيوا، وهذا الأمر سيتيح له مواصلة جمع الأموال لمواصلة حملته في الولايات الأخرى، كما قال روبرت شابيرو.
لكن الخبراء لايزالون على قناعة بأنه في نهاية المطاف ستكون هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسة.
وبعد نيوهمشاير، تنظم نيفادا “مجالس ناخبة” للديمقراطيين في 20 فيفري، فيما تبدأ الانتخابات التمهيدية في كارولاينا الجنوبية في 27 من الشهر.

من هي هيلاري كلينتون؟
شغلت هيلاري رودهام كلينتون منصب وزيرة الخارجية الأمريكية خلال الفترة بين عامي 2009 و2013 في ظل حكم الرئيس باراك أوباما.
وتعد كلينتون شخصية بارزة على الساحة الدولية. وتنتمي للحزب الديمقراطي. وينظر إليها باعتبارها مرشحة تتمتع بحظ كبير في الانتخابات الرئاسية لهذا العام 2016.
وكلينتون هي زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.

تيد كروز يتقدم بين الجمهوريين

تمكن تيد كروز من الفوز بالانتخابات التمهيدية للجمهوريين على حساب دونالد ترامب في ولاية آيوا. ويعرف كروز بفصاحته وكان أقسم على القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية بوابل من القنابل”، ويعتبر مدافعا شرسا عن إسرائيل وأحد الرافضين للاتفاق النووي مع إيران.
قبل بضعة أشهر، كان السناتور تيد كروز، القادم من تكساس، مرشحا جمهوريا بين آخرين، وكان دونالد ترامب يشيد بمواقفه الحازمة ضد حكومة الرئيس باراك أوباما، لكنه تمكّن، الأثنين، من هزم ترامب، مرشح الحزب الأوفر حظا، في الانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا.
وكان زملاء كروز ينظرون إليه على أنه شخص “غريب الأطوار”، إلى أن أصبح المنافس الرئيسي لدونالد ترامب في سباق الحزب إلى البيت الأبيض. وتحول بالتالي إلى الهدف الرئيسي لرجل الأعمال النيويوركي الذي يستهدفه باستمرار، متهما إيّاه بأنه شخص فظيع أو أنه ولد في كندا، قبل 45 عاما، ملمّحا بالتالي إلى أنه غير مؤهل لرئاسة الولايات المتحدة.
ولا شك أن فوز تيد كروز بغالبية 27 من المئة من الأصوات على دونالد ترامب (24 من المئة)، على الرغم من أن استطلاعات الرأي كانت أعطت الأفضلية لهذا الأخير.