كشف المدير العام للديوان الوطني للتطهير نصر الدين بن زرقة، في تصريح لـ “الشعب”، عن استرجاع ١،٢ مليار متر مكعب من المياه المستعملة، ومعالجة 80 بالمائة من المياه الملوثة الناجمة عن اختلاط مياه الصرف بالمياه الشروب وهي الإشكالية التي كانت تعاني منها عدة ولايات من الوطن.
أكد بن زرقة على هامش الصالون الدولي للتجهيزات والخدمات في قطاع المياه والبيئة الذي تختتم فعالياته اليوم بقصر المعارض “صافكس”، أن 80 بالمائة من مشكل الاختلاط بين مياه الشرب ومياه الصرف تم معالجته في إطار برنامج إصلاح القنوات، ولم يقتصر العمل على هذا الحد، “بل قمنا بجمع المياه المستعملة وتصفيتها، سواء تعلق الأمر بمياه الوديان التي تصب في أحواض السدود، وهناك كمية تصب في البحر متسببة في تلويث مياهه .”
وبفضل هذا البرنامج كما أضاف، تم حماية كل السدود بما فيها سد بني هارون الذي يعد أكبر سد بطاقة استيعاب تصل إلى 900 مليون متر مكعب من خطر التلوث، مفيدا بأن هناك 4 محطات تصفية السدود يتم إنجازها سنة 2016.
وأضاف بأن الكمية التي يتم تطهيرها “نربح ١،٢ مليار متر مكعب سنويا، جزء منها يوجه لإعادة ملء طبقة المياه الجوفية، خاصة في ظل الظروف المناخية المتميزة بشح في الأمطار، “بمعنى أننا نربح 80 بالمائة من المياه التي ننتجها إما من خلال المياه الباطنية أو من السدود “.
و أوضح أن 60 بالمائة من المياه المطهرة توجه للسدود، والنسبة الباقية يعاد صبها في الوديان، و«بالتالي نكون قد طهرنا البحر والسدود من التلوث حسب تعهدات برشلونة المتعلقة بتطهير مياه الحوض المتوسطي، ولم يتبق سوى محطتين منها محطة المرسى بن مهيدي بوهران”.
22 محطة تصفية هي حاليا في طور الإنجاز
وذكر في معرض حديثه أن الديوان يستغل حوالي 122 محطة تصفية على مستوى القطر الوطني وهناك جزء تقوم به المديريات الولائية بالشراكة مع الديوان، مفيدا أنه في 2016 سيرتفع عدد المحطات إلى 171 محطة تصفية وهناك 22 محطة تصفية هي حاليا في طور الإنجاز، مشيرا إلى أن عددها لم يكن يتجاوز 16 سنة 2000 .
كما تستعمل هذه المياه المطهرة والمعالجة في سقي الفلاحة، حيث لفت بن زرقة إلى أن الديوان يعمل في إطار الشراكة مع الديوان الوطني للسقي، من خلال وضع شبكة مياه للسقي، منها تلك المتواجدة في “حنين” بتلمسان، مشيرا إلى أن كمية المياه التي يستعملها الفلاحون من الوديان بعد تطهيرها لا يدفعون أي سنتيم مقابلها، كما يستغلون مياه السدود.
وتحدث المدير العام في سياق متصل عن تعليمات تم تلقيها في إطار الإستراتيجية التي وضعتها الدولة لتسيير المرحلة الاقتصادية الحالية، التي تتطلب العقلنة والترشيد في استعمال “ عنصر الحياة “، لتوسيع مجال استعمال السقي ليشمل كل الخضراوات بعدما كان مقتصرا على الأشجار المثمرة .
3 محطات تتوفر على تقنية معالجة ثلاثية
وكشف بأن هناك مخططا لتزويد كل المحطات بتقنية معالجة ثلاثية، لضمان تطهير كامل و«معمق” للمياه التي يستعملها الفلاحون في سقي الأراضي للمنتوجات الفلاحية كالخضر، مشيرا إلى أن هذه التقنية تكلف باهظا، وهناك 3 محطات تصفية بالتقنية المذكورة في بوفاريك وبني مراد وفي التنس .
غير أن هناك إشكالية مطروحة حسب ما ذكر بن زرقة متمثلة في الطين الناتج عن عملية التطهير، قائلا في هذا الصدد “نحاول استخدام تقنية الحرق لاستعماله كأسمدة من قبل الفلاحين، الذين تقدم إليهم في الأول مجانا “، مشيرا إلى أن كل عملية التطهير مكلفة، وهذا ما يجعل من الضروري بمكان المحافظة على المياه وعدم تبذيرها، بسلوكات بسيطة.