طباعة هذه الصفحة

في تقريره حول التنمية البشرية للسنوات الثلاث الأخيرة

«الكناس» يدعو لتصحيح اختلالات المنظومة التربوية

فضيلة بودريش

1,5 مليون طفل معرض للرسوب ونصف مليون آخرين يغادرون المدرسة مبكرا

تصدّرت فئة الشباب جوهر التقرير الوطني للتنمية البشرية للثلاث سنوات الفارطة، وبدا تشخيصه أقرب للدقة واعتمد الشفافية، حيث قدم عدة ملاحظات لاستدراك النقائص من خلال التوصية برفع التحصيل العلمي والتكوين والعناية الصحية، وتفعيل مشاركة الشباب في الترقية الاجتماعية عن طريق التعليم، وتمكينهم من العمل والمشاركة الاقتصادية، علما أن أرقام الخبراء التي تم الكشف عنها تشير إلى تسجيل نسبة بطالة وسط الشباب لا تقل عن سقف 29.9 بالمائة، وتم التأكيد أن الجزائر في مجال التنمية البشرية قد تقدمت خلال 2015 بعشر مراتب.
تحدث تقرير “الكناس”  في الفترة الممتدة من2013 إلى2015 ، باستفاضة عن حرص الجزائر الكبير لرفع جودة التنمية البشرية الوطنية في مجالات التعليم والتكوين والصحة، والتكفل بالفئات الهشة والمحرومة وكذا ذوي الاحتياجات الخاصة.
وذكر أن المعطيات القطاعية التي تشمل دعم مسار التنمية البشرية سمحت بشكل محسوس بتحديد التحديات والمسارات التي ينبغي انتهاجها من بينها جودة وقوة مشاركة الثروة البشرية في التنمية من خلال شريحة الشباب، ولكن نبّه التقرير إلى أن ذلك لن يتحقق إلا عن طريق تنمية قدرات الأطفال بداية من المدرسة ثم التكوين والتعليم العالي.
غير أن ذات التقرير شدّد في سياق متصل على ضرورة أن يعكف على تحسين فرص التحاق الطفل بالدراسات العليا أو تكوين مؤهل من أجل إنجاح الاستثمار في المجال التربوي، ولم يخف التقرير في نفس المقام أن ما لا يقل عن 1.5مليون طفل معرض للرسوب وحوالي نصف مليون طفل يغادرون المدرسة مبكرا، واصفا أن هذا المؤشر يعكس نقص فعالية المنظومة التربوية.
واقترح معدو هذا التقرير الحد من مغادرة الأطفال لمقاعد الدراسة، مع السهر على الارتقاء بمستوى التعليم العالي لينفتح على الابتكار وتبنى فيه الشراكات مع الآلة الإنتاجية للمساهمة في بناء الاقتصاد الوطني. وجاءت دعوة التقرير واضحة لتكامل المنظومة التربوية بجميع أطوارها الأولى وكذا التعليم العالي، لتسخير جميع القدرات واستغلالها بشكل جيد، ونص إلى جانب ذلك على تثمين وبلورة إمكانيات الشباب ومكافحة السلوكات المنحرفة حتى يتجنبوا الوقوع فيها ولكي يتفرغوا للعمل والابتكار.
وتضمّن آخر تقرير للكناس العديد من التوصيات التي تساعد على ترقية أداء واستغلال الثروة البشرية، نذكر منها تكريس مبدأ المساواة في السياسات العمومية وتطوير المقاولاتية وتوجيه أجهزة الدولة بشكل فعّال نحو الفئات التي تجد صعوبة في تطوير إمكانياتها الإبداعية من خلال تحضير مسار تكوينها في حرف جديدة حتى تساهم الثروة البشرية الحيّة بفعالية في التنمية الاقتصادية. وخلص هذا التقرير إلى التأكيد أن بناء اقتصاد قوي من شأنه أن يوفّر العديد من مناصب الشغل خاصة لشريحة الشباب، بينما قياس التنمية البشرية المرتكزة على الشباب تشكل قيمة إضافية معتبرة خاصة في ظل جودة التعليم والمشاركة الاجتماعية الفعالة وكذا العمل.
الجزائر في المرتبة 83 في التنمية البشرية
من جهتها كرستينا أمارال المنسقة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة “البنود” اعترفت أن الجزائر سجلت تطورا محسوسا في التنمية البشرية فتقدمت خلال السنة الفارطة بعشر مراتب، وقالت أن المنطقة العربية تنام على ثروة بشرية هائلة من الشباب، حيث يسجل نحو 60 بالمائة من شبابها أعمارهم تقل عن حدود 29 سنة، بينما بالجزائر يسجل 58 بالمائة من الشباب أعمارهم تقل عن 30 عاما.
وذكرت السيدة أمارال في سياق متصل أنها السنة الأولى لتأهيل التنمية البشرية المستدامة، معتبرة في سياق متصل أن أهداف التنمية المحلية تعد أهدافا عالمية أي من ضمن 17 هدفا مسطرا للتطوير الاقتصادي والاجتماعي، ووصفت فئة الشباب بالقوة الإيجابية للتغير والتطوير، وخلصت إلى القول بأن هذا التقرير يسمح بطرح الحلول وفرصة للتكفل بانشغالات اليوم وغد.
بينما الخبير “جاك شارم” خلال عرضه لتقرير حول التنمية البشرية لعام 2015 قال إن نسبة البطالة في الجزائر وسط فئة الشباب ناهزت خلال السنة الفارطة 29.9 بالمائة، وتحدث بلغة الأرقام أن الجزائر تتموقع في المرتبة 83 من بين 185 دولة ضمن فريق الدول التي تعرف تنمية بشرية مرتفعة.
وأوضح في نفس المقام أن الجزائر منذ عام 1990 سجلت تقدما سنويا متوسطا ناهز 1.04بالمائة ويفوق المعدل و النسبة المسجلة لدى الدول التي تعرف تنميتها البشرية تطورا معتبرا حيث تسجل هذه الدول  سنويا 0.95 بالمائة، بينما نسبة هذا النمو في البلدان العربية لا تفوق 0.90 بالمائة. وتطرقت الخبيرة كوثر زروالي كذلك لمؤشرات نمو الثروة البشرية، وتناولت أهمية عنصر التعليم وجودته، ورهانه على الأجيال للمشاركة بإيجابية في المعركة التنموية.