نظمت الوكالة المحلية للتشغيل بولاية بومرداس، أمس، يوما تحسيسيا توعويا لمتربصي معهد التكوين المهني عبد الحق بن حمودة، خصص لتقديم شروحات وافية وتعريف المتربصين بتقنيات إعداد السير الذاتية وإجراء المقابلات المهنية وتحضيرهم لمرحلة ما بعد التكوين وولوج عالم الشغل الذي يبقى أكبر هاجس لهم مستقبلا، خاصة في ظل المتغيرات الاقتصادية التي تشهدها الجزائر.
الأيام التحسيسية المنتظر أن تشمل كافة مراكز ومعاهد التكوين المهني ببومرداس، بحسب المنظمين، تهدف إلى مساعدة المتربصين على كيفية إعداد سيرة ذاتية متكاملة عن المسار الدراسي والمهني وطريقة إجراء مقابلة شخصية ناجحة لدى أرباب المؤسسات والإدارات المحلية، وكذا تفعيل جانب المرافقة في الميدان بعد إنهاء فترة التربص التي تعتبر مرحلة انتقالية وحساسة بالنسبة لحاملي الشهادات قبل الظفر بمنصب شغل، سواء في القطاع الاقتصادي العمومي أو الخاص، أو عن طريق المبادرات الشخصية بإنشاء مؤسسة مصغرة في أحد التخصصات في إطار أجهزة الدعم المحلية «أونساج، أونجام وكناك».
لكن يبقى أكبر تحدي بالنسبة للوكالة المحلية للتشغيل ببومرداس وبمختلف فروعها، هو كيفية تكييف استراتيجياتها الخاصة بتشغيل الشباب، خاصة الجامعي منه وحاملي شهادات التكوين المهني، مع الظرف الاقتصادي الراهن الذي تمر به البلاد والسعي إلى إقناع الشباب بضرورة تركيز جهودهم واهتماماتهم على القطاع الاقتصادي المنتج للثروة عن طريق عقود العمل المدعمة أو تحرير المبادرات الشخصية بإنشاء مؤسسة والاستثمار في القطاعات الحساسة التي تميز الولاية كالقطاع السياحي، الفلاحة والصيد البحري والصناعات الخفيفة والتحويلية استغلالا للتدابير التحفيزية التي حملها قانون المالية في الإطار المخصص لمجال الاستثمار. وتفتح المنظومة البنكية للتجاوب مع هذه التحولات وبقاء هذه القطاعات الرئيسية عذراء ومساحات مفتوحة لكل أنواع المشاريع الاقتصادية، وبالتالي لا يبقى تفكيرهم منصبا على الوظيف العمومي والتوظيف الإداري الذي تقلصت حظوظه ولم يعد قادرا على تلبية الكم الهائل من طلبات اليد العاملة.