استعمال مواد البناء المحلية يقلل من تكلفة الانجاز بـ 40 بالمائة
كشف وزير السياحة والتهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية عمر غول، عن مشروع إنجاز 100 قرية سياحية بولايات الجنوب، لاستدراك النقص الفادح في الهياكل الفندقية التي تشهدها المنطقة، مشددا على ضرورة اعتماد الاحترافية في التكوين والتسيير وفق المواصفات الدولية، والمزج بين الهندسة المعمارية التقليدية والعصرية، وكذا وضع أسعار مدروسة قصد استقطاب السياح الوطنيين والأجانب، مؤكدا أن استعمال مواد البناء المحلية تساهم في التقليل من تكلفة الإنجاز بحوالي 40 بالمائة.
أبرز عمر غول على هامش زيارته التفقدية أمس لتميمون، حيث أشرف على وضع حجر الأساس لإنجاز مشروع قرية سياحية التابعة للديوان الوطني للسياحة، أهمية منطقة الجنوب كوجهة سياحية بامتياز لاستقطاب السياح لاسيما منطقة تيميمون بأدرار، كاشفا في هذا الإطار عن مشروع إنجاز 100 قرية سياحية بولايات الجنوب لتغطية النقص الكبير في عدد الهياكل الفندقية بالمنطقة، واستيعاب على المدى المتوسط التدفق السياحي للأجانب قائلا:»أردنا أن تكون القرية السياحية انطلاقة حقيقية فيما يخص السياحة بالمواصفات الدولية، لأنه لا يمكن الحديث عن السياحة دون مرافق وخدمات ذات جودة».
وموازاة مع ذلك ثمن الوزير، مشروع القرية السياحية التي تتوفر على خدمات جيدة، خاصة وأن المنطقة تشهد تدفقا معتبرا للسياح والجزائر بصدد تحريك السياحة الداخلية التي أعطتها أولوية، على حد قوله، داعيا إلى تكييف الخدمات والحاجيات السياحية الداخلية مع السياحة للأجانب، وضرورة توفر القرية السياحية على برنامج سياحي يتلاءم مع طبيعة المنطقة الصحراوية من مناطق ذات تراث تاريخي وأثري وطبيعي، وكذا جعل الأسعار مدروسة وفي متناول الجميع ووفقا لما هو معمول به عالميا.
وحسب غول فإن التكاليف السياحية والخدمات و الفندقة يجب أن تتكيف مع الفصول الثلاث للموسم السياحي بالجنوب، مطالبا المستثمرين بإنشاء فضاء للرياضة والتأهيل الرياضي، وفضاء آخر للتطبيب الصحي من خلال الردم في الكثبان الرملية يشرف عليه مختصون في الميدان الطبي، مع وضع خدمات مرافقة بالعصرنة مثلما هو معمول به عبر العالم.
وطالب أيضا المستثمرين باقتراح مسابقات وطنية وجهوية لركوب الجمال، وتنظيم زيارات للقصور والواحات لفائدة السياح للاستمتاع بالطبيعة الصحراوية الخلابة. وبالمقابل، شدد الوزير على التكوين والتسيير الاحترافي للقرية السياحية بمواصفات دولية، وحسبه فإن عملية استقطاب السياح تتطلب ميزانية خاصة للترويج والتعريف من خلال الوسائط الالكترونية التي أضحت ضرورة بحكم المنافسة، خاصة وأن منطقة تيميمون تشهد طلبا كبيرا في ظل نقص الكثير من المرافق الفندقية، قائلا:»يبقى التنظيم والتكييف مع متطلبات المرحلة، المداخيل التي تعطي مردودية هي ثمن الخدمات وليس الغرفة ومرافقتها بالنشاطات الثقافية الترفيهية مثلما اعتمدته القرية السياحية»، مشيرا إلى أن هناك برنامج عقود مع شركات ومؤسسات وطنية بالمنطقة وبالشمال.
وأكد غول، أن الدولة الجزائرية بصدد تشجيع استعمال مواد البناء المحلية في إنجاز المشاريع السياحية لتكون هناك تنافسية وجاذبية، داعيا إلى احترام الهندسة المحلية من حيث الألوان التي تخص المنطقة، قائلا أن هناك مؤسسات وطنية بالمنطقة تقوم بصناعة هذه المواد، مضيفا أن استعمال هذه الأخيرة المنتجة محليا تساهم في التقليل من تكاليف الإنجاز بنسبة حوالي 40 بالمائة، وتوفر الراحة في الغرف، حيث أثبتت نجاعتها في العديد من الدول على حد قوله، لكنه ركز على ضرورة التناسق بين ما هو هندسة عصرية وتقليدية تراثية عريقة.
وللعلم، فقد قام وزير السياحة بزيارة تفقدية لفندقي ماسين وقورارة بتيميمون، ثم توجه نحو أدرار لمعاينة مشروع إنجاز إقامة سياحية لشركة الكنتي ومشروع إنجاز فندق طور الإنجاز بثلاث نجوم، وزيارة معرض الصناعة التقليدية بالسويقة، ليختتم زيارته بلقاء مع متعاملي القطاع.