مشـاريع وإنجـازات للتكفل بالمواطنـين وتحريـك التنميـــة المحليـــة
متابعة لتجسيد برنامج رئيس الجمهورية، يقوم الوزير الأول عبد المالك سلال، اليوم، بزيارة عمل وتفقد إلى ولاية الأغواط مرفوقا بطاقم حكومي هام، يدشن خلالها بعض المشاريع التنموية ويضع حجر الأساس لأخرى يعول عليها في إحداث الحركية بهذه المنطقة، بوابة الصحراء ونقطة تقاطع مع الهضاب.
وقد زار سلال الولاية في ماي 2013 وأقرّ بها برنامجا تكميليا بأكثر من ألف مليار سنتيم هو قيد الإنجاز.
سلال خلال زيارته للأغواط مرفوقا بوزراء من الطاقم الحكومي، بينهم الداخلية والتعليم العالي والسكن والصناعة والفلاحة والأشغال العمومية، يدشن المشاريع التنموية التي انتهت بها الأشغال ويضع حجر الأساس لأخرى ذات أهمية استراتيجية في حياة المواطن وتنمية الاقتصاد الوطني.
مركز وطني لإصدار بطاقة التعريف البيومترية
من أهم المشاريع التنموية المنتظر تدشينها في هذه الزيارة الحكومية في مجال الجماعات المحلية ومواكبة التكنولوجيا، مركز تسيير الوثائق البيومترية الذي يعتبر ملحقا للمركز الوطني لإصدار وتسيير بطاقة التعريف الوطنية البيومترية، حيث ستوكل لهذا الهيكل الهام الثاني من نوعه في الجزائر، بعد مركز الحميز بالعاصمة، عملية إصدار الوثائق البيومترية، كبطاقة التعريف وجواز السفر البيومتري بأكثر من 6 آلاف بطاقة يوميا، بعد انتهاء أشغاله التي كلفت ما يقارب من 300 مليار سنتيم.
سجل هذا المشروع في 18 جوان 2012 وتولت إنجازه مؤسسة كوسيدار في مدة بلغت 36 شهرا، لتنتهي الأشغال وعمليات التجهيز في هذا الشهر بعد استكمال إنجاز مبنى الإنتاج والإدارة بثلاثة طوابق وقاعة للمحاضرات بأكثر من 170 مقعد وتوفير 230 منصب دائم في هذا الهيكل الإداري الهام الذي سيسمح بتوفير الوثائق البيومترية ومسايرة التكنولوجيا الحديثة وتطوير الإدارة الجزائرية.
أولى الولايات في ازدواجية الطريق العابر للصحراء
من أبرز المشاريع التي أولوتها الحكومة اهتماما خاصا، ازدواجية الطريق الوطني رقم واحد الرابط بين البليدة والمنيعة بغرداية على مسافة تقارب 600 كيلومتر، حيث ستكون ولاية الأغواط السباقة في إنجاز الشطر المزدوج المار بإقليمها بعد الانتهاء من ذلك في جويلية القادم.
المشروع هذا استفادت منه الولاية في إطار المخطط الخماسي ٢٠١٠ / ٢٠١٤ ضمن رخصة برنامج تصل إلى 11 مليار دينار للتكفل بالازدواجية على مسافة 103 كيلومتر، بما فيها الطريق الاجتنابي لمدينة بليل الجديدة والمجمع السكني ببوزبير، قصد تحويل الطريق الوطني رقم واحد إلى طريق سيار شمال - جنوب.
وقد أوكل المشروع المسجل في أفريل 2013 والذي يضم 6 محولات و15 منشأة فنية و16 معبرا مائيا وحماية 13 أنبوبا غازيا، إلى سبع مؤسسات وطنية، على أن يسلم 51 كيلومترا من هذا الطريق من مفترق الطريق لبن الزوبير إلى مدينة بليل في جانفي الجاري، بينما يسلم 39 كيلومترا بين بليل وحاسي الرمل في مارس المقبل و13 كيلومترا الباقية إلى غاية حدود الولاية مع غرداية في جوان القادم أي قبل العطلة الصيفية.
قطب ومستشفى جامعي لبوابة الصحراء
أصبحت الأغواط مدينة جامعية حقيقية بفضل الهياكل الجامعية التي استفادت منها في السنوات الأخيرة واستقطاب أكثر من 26 ألف طالب جامعي، موزعين على معهد للتربية البدنية ومدرسة عليا للأساتذة وست كليات، من بينها كلية الطب التي تستقبل في عامها الثاني، بحسب الأستاذ الدكتور جمال بن برطال، رئيس جامعة الأغواط، 210 طالب وطالبة من ثلاث ولايات هي الأغواط والجلفة وغرداية.
انطلقت أشغال إنجاز ألفي مقعد خصصت لهذه الكلية التي يؤطرها 11 أستاذا استشفائيا جامعيا من أصل 30 أستاذا في مختلف المواد، وإنجاز عدة مخابر ومدرجات ومكتبة تضم مختلف العناوين في العلوم الطبية لتدعيم الهيكل الاستشفائي الجامعي الذي أقرّه رئيس الجمهورية سنة 2011 في افتتاح السنة الجامعية ودعوته وزيري التعليم العالي والصحة لفتح هياكل استشفائية جامعية بالجنوب وكذا استحداث ثلاث كليات للطب بالجنوب بورقلة، بشار والأغواط.
كما تدعمت ولاية الأغواط بفتح مركز وطني للبحوث في العلوم الإسلامية والحضارة، هو الوحيد على المستوى الوطني، حيث انطلقت أشغاله في أواخر سنة 2011 على مساحة 4 آلاف متر مربع من أصل 9800 متر مربع مخصصة للمشروع، ويحوي عدة مكاتب للباحثين وثلاث قاعات متعددة التخصصات وقاعة للمحاضرات من 200 مقعد ومكتبة تضم 80 مكتبا وإقامة للباحثين مجهزة.
واعتبر الدكتور بن برطال لـ “الشعب” أن المركز يضطلع بدور علمي وفكري وثقافي، حيث يهتم بعدة محاور تخص الاقتصاد والهندسة المعمارية والمخطوطات والترجمة والجانب الفقهي ودور الزوايا الديني والفكري والثقافي.
مصنع للإسمنت لتغطية احتياجات سكان الجنوب
يجري ببلدية البيضاء في أقصى الجهة الشمالية للولاية، إنجاز مصنع للإسمنت يعد الأول من نوعه بالجهة والمنطقة، اختيرت أرضيته بمنطقة “جبل لعلق” على مساحة إجمالية قوامها 63 هكتارا، لتوفر المنطقة على مادتين أوليين رئيسيتين هما الكلس والطين المتوفرتين بكثرة بالمنطقة.
ومن المنتظر أن يوفر المصنع، الذي تصل طاقة إنتاجه إلى 6.000 طن يوميا، أي ما يعادل مليوني طن سنويا، حوالي 1.950 منصب شغل، منها 450 منصب دائم وفق البطاقة التقنية للمشروع المجسد في إطار الاستثمار المحلي بمبلغ إجمالي يتجاوز 35 مليار دينار، تمثل نسبة التمويل الذاتي ما يقارب 11 مليار دينار والباقي عبارة عن تمويل بنكي، على أن تستغرق آجال الإنجاز 32 شهرا وتنتهي الأشغال التي أوكلت لمجمع دانماركي وانطلقت في أكتوبر الفارط في بداية سنة 2018 للدخول في الإنتاج.
محطة لتدعيم إنتاج الكهرباء بحاسي الرمل
من بين المشاريع الطاقوية في زيارة سلال، مشروع المحطة الكهربائية الجديدة بتيلغمت المنجزة من طرف الشركة اليونانية “ميتكا” لتدعيم إنتاج الطاقة الكهربائية بقدرة 368 ميغاواط وبغلاف مالي إجمالي بلغ 272 مليون أورو.
يضاف هذا المشروع إلى المحطة الكهربائية الهجينة بالغاز والطاقة الشمسية بقدرة 150 ميغاواط لتدعيم الطاقة الكهربائية وتفادي انقطاعات الكهرباء، لاسيما خلال فصل الصيف.
كما يضم برنامج الزيارة تفقد مصنع للمواد المسترجعة والبلاستيك لمجمع عموري الذي يشغل 6 آلاف عامل في ست ولايات، من بينها الأغواط، ومحيط فلاحي للمستثمر خويلدي عيسى الممتد على مساحة 193 هكتار ببلدية البيضاء، منها 165 هكتار مسقية لإنتاج الحبوب والأشجار المثمرة وكذلك الحليب بطاقة 1200 لتر يوميا.
أرقــام فـي الواجهــة
تعد ولاية الأغواط بوابة الصحراء وإحدى الولايات ذات التاريخ العريق، فعاصمتها تجاوزت العشرة قرون وقصورها القديمة المنتشرة في بعض البلديات كتاجموت وتاجرونة وتاويالة وعين ماضي، وأيضا النقوش الصخرية، شاهد على أصالة وتاريخ المنطقة.
تتربع ولاية الأغواط على مساحة 25052 كيلومتر مربع، يقطنها أكثر من 630 ألف نسمة، موزعين على 24 بلدية وعشر دوائر.
تتوفر الولاية على مؤهلات عدة، أبرزها المساحة الفلاحية المسقية التي تجاوزت 73 ألف هكتار بمحيطات تنتج الحبوب والبطاطا ومختلف الخضروات والأشجار المثمرة، وثرة مائية جوفية وسطحية هامة وأيضا باطنية ومنجمية، وكذا ثروة حيوانية فاقت مليوني رأس.
يضاف إلى ذلك قدرات طاقوية هامة، باعتبارها تضم حقل الغاز بحاسي الرمل وشبكة للطرق بها أربعة طرق وطنية، أبرزها الطريق الوطني رقم واحد الرابط بين الجلفة وغرداية، ومطار مولاي أحمد مدغري الذي لا يبعد عن عاصمة بـ15 كيلومترا، ضف إلى ذلك التراث الديني ومقر الخلافة العامة للطريقة التجانية بعين ماضي، ناهيك عن الصناعات التقليدية لاسيما صناعة النسيج وفن الترميل، وهياكل اجتماعية وتربوية، أبرزها جامعة عمار ثليجي وملحقتها بمدينة آفلو، ومستشفى احميدة بن عجيلة الذي ينتظر ميلاد مستشفى جامعي بنواته، ووحدات صناعية كمصنع قطنيات الجنوب ومطاحن الأغواط ومياه الميلق ومشروبات مولاي ومشاريع استثمارية أخرى قيد الإنجاز.
تضم الأغواط، بحسب آخر الإحصائيات، ما يقارب 200 ألف عامل في مختلف القطاعات، منهم 25 من المائة في قطاع الخدمات كالنقل والتجارة ونفس النسبة في قطاع البناء والأشغال العمومية، مقابل 18 من المائة في الوظيف العمومي و15 من المائة في الفلاحة ونفس النسبة في الصناعة.
هذا التوزيع جعل نسبة البطالة تتراجع إلى حدود 9 من المائة على مستوى الولاية، بعدما كانت 36 من المائة سنة 1999، و21 من المائة سنة 2004، وهذا بفضل برامج التشغيل ومناصب العمل المقترحة في القطاعين العمومي والخاص، ومساهمة آليات التشغيل في تقديم عمل في عدة مجالات، لاسيما وكالة دعم تشغيل الشباب التي استحدثت 401 مشروع سنة 2014 بقيمة مالية تجاوزت المليار دينار.
كما أن نسبة التوصيل بمختلف الشبكات، تبرز مجهودات الدولة في هذه الولاية، بعدما بلغت نسبة الربط بالتيار الكهربائي 97 من المائة والغاز الطبيعي 90 من المائة وهي أعلى نسبة على المستوى الوطني، بعد توصيل جميع البلديات بهذه الطاقة، فيما بلغت نسبة الربط بالماء الصالح للشرب 97 من المائة والتوصيل بشبكة الصرف الصحي 98 من المائة.