تتوقع المصالح الفلاحية لولاية سيدي بلعباس جني أزيد من 456 ألف قنطار من مادة البطاطا هذا الموسم، وهي الكمية التي من المفترض تناسبها مع الطلب الكبير على هذه المادة الأساسية، التي تعتبر سيدة المائدة الجزائرية بامتياز، نظرا لاستهلاكها الواسع من قبل كل فئات المجتمع على اختلاف مستوياته. هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان.
وأرجعت ذات الجهة سبب الإكتفاء المذكور إلى توسيع المساحة المخصصة لغرس البطاطا والتي فاقت الموسم الجاري 80 هكتارا، بالإضافة إلى توسيع أماكن التخزين من خلال برنامج دعم الفلاحين في هذا المجال والذي إنطلق السنة الماضية، حيث أتاح لستة فلاحين إنجاز غرف للتبريد بعد حصولهم على دعم مالي قدر بستة آلاف دج للمتر المكعب الواحد وقد بلغت المساحة الإجمالية لأماكن التبريد المنشأة حديثا 23 ألف متر مكعب، وعلى الرغم من ذلك أكدت المصالح الفلاحية نقص الإقبال على هذا النوع من الدعم من باقي الفلاحين، الأمر الذي يفتح باب المضاربة في حالة الندرة ويدفع بالمخزنين إلى إخراج مادة البطاطا بأسعار مرتفعة تضر بالمستهلك البسيط.
ويبقى سبب عزوف الفلاحين على مثل هذا الدعم هو التكاليف الباهظة لإنجاز غرف التبريد، باعتبار أن دعم الوصاية لا يتعدى نسبة 50 بالمائة بعدما يقوم الفلاح باستصدار رخصة بناء في إطار قانوني.
وللإشارة، فإن السعة الإجمالية لغرف التبريد المتواجدة على المستوى المحلي تبلغ في مجملها 55 ألف متر مكعب منها 30 ألف تستغل من طرف الديوان الوطني لتخزين اللحوم و25 ألف تستغل من طرف 5 خواص وتعد غرف التبريد ذات أهمية كبيرة في الحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلك وفي تشجيع الفلاحين لتطوير إنتاجهم والزيادة من حجمه دون التخوف من التلف والفساد.
وتتجه الأهداف المسطرة حاليا لبلوغ مرحلة التصدير والتموقع بالأسواق الخارجية في خطوة لتنويع الصادرات الفلاحية والمساهمة في بناء اقتصاد متوازن، خاصة وأن ولاية سيدي بلعباس تحتل المرتبة العاشرة وطنيا في إنتاج مادة البطاطا والثانية بالجهة الغربية بعد ولاية معسكر، كما تعد رائدة في إنتاج بذور البطاطا التي تسوق لعديد الولايات خاصة المعروفة بإنتاجها للبطاطا كولاية الوادي، وهو ما جعلها قبلة لفلاحي الولايات المجاورة الذين وجدوا في أراضيها الخصبة ومياهها الجوفية ملاذا لهم لتطوير إنتاجاتهم الفلاحية لهذه المادة الأساسية.
الأمر هذا دفع بالجهات الوصية أيضا إلى متابعة الفلاحين من خلال تقديم جملة من النصائح والإرشادات وكذا الحلول من أجل الوقوف أمام المشاكل التي تواجههم على غرار التسيير المالي للعملية الإنتاجية باعتبار أن إنتاج البطاطا يكلف تقنيات عديدة وحديثة بداية بانتقاء البذور ذات الجودة العالية، تحضير الأرض، السقي وكذا الوقاية باستعمال مختلف المبيدات للقضاء على الأمراض المختلفة التي تصيب المحاصيل، وفي مقدمتها فطر الميليديو الذي يعد أخطرها، حيث يتسبب في تلف عام للمحصول وخسائر بالجملة للفلاحين.