أكّد السيد رشيد بعوش رئيس الغرفة الفلاحية لولاية بجاية، أنّ محصول الزيتون لهذه السنة عرف ارتفاعا كبيرا، حيث يصل إلى أزيد من 19 مليون من الزيت، من مجموع المساحة الكلية للولاية المقدرة بـ 56 ألف هكتار منتجة للزيتون، مضيفا أنّ مردودية القنطار في الهكتار من الزيت تتراوح بين 20 و35 لتر في الهكتار، وكل الظروف هيأت لضمان مباشرة معاصر الولاية عملها، حيث تم فتح هذه السنة 432 معصرة زيتون، وعرفت توافدا كبيرا للعائلات بغرض عصر زيتها.
علما أنّ عملية جني وجمع الزيتون انطلقت في شهر نوفمبر الفارط بقرى بجاية، حيث شهدت الحقول والمزارع توافد العائلات رجالا ونساء وأطفالا لجمع الغلة، التي تتواجد بأنواع مختلفة باختلاف نوعية التربة، كما يختلف حجم الزيتون بين الصغير والكبير.
هذا وبالرغم من هذه الوفرة، إلا أن أسعار زيت الزيتون شهدت ارتفاعا صاروخيا، حيث بلغت عتبة 800 دينار للتر الواحد، بعدما بيعت قبيل موسم الجني بين 500 و600، وهو ما لقي استياءً كبيرا لدى المستهلكين.
وفي هذا الصدد، يقول السيد عمراني فريد: «نتوقّع انخفاضا في أسعار الزيت لهذه السنة بالنظر إلى الوفرة التي ميزت موسم جني الزيتون، لكنّنا فوجئنا بارتفاع مدهش، الأمر الذي استاء منه المواطنون، سيما أن هذه المادة لديها فوائد غذائية وصحية ذات قيمة عالية، لكن المضاربة التي يتسبب فيها التجار الموسميون، الذين لا يهمّهم إلا الربح السريع على حساب جيوب المواطنين، حالت دون ذلك انخفاض الاسعار، حيث يقومون بتخزين كميات من هذه الزيوت لدى السكان بأسعار منخفضة، ليفرضوا أسعارا ملتهبة خلال باقي أيام الموسم».
وللتذكير، فقد تدعّمت ولاية بجاية بآليات دعم جديدة لصالح الفلاحين، لا سيما القاطنين بالمناطق الجبلية النائية، حيث تم تزويدهم بمختلف الوسائل والإمكانيات التي يحتاجون إليها، لاسيما توسيع مجال الاهتمام بالزراعة الجبلية، ما من شأنه إعادة الحيوية والنشاط والتقليص من مساحات البور غير المستغلة.
وقد سخّرت مديرية الفلاحية كافة الإمكانيات لإنجاح العملية، بتوفير 432 معصرة، من بينها 207 معصرة تقليدية، و157 نصف أوتوماتكية، و76 معـصرة أوتوماتكية، بالإضافة إلى 36 معـصرة مدعمة من طرف الدولة.
كما خصّصت مساحة إجمالية بـ 2850 هكتارا عبر بلديات الولاية، وذلك لغرس 285 ألف من شجيرات الزيتون، حيث أحصت ذات المصالح 7930 فلاحا، تقدّموا بملفات الاستفادة من الدعم المتعلق بغرس أشجار الزيتون وتم توزيع أشجار الزيتون لفائدتهم.
وكل هذه المساعي تهدف إلى توسيع المساحة المغروسة بأشجار الزيتون، والجهود تكرس حاليا من أجل تطوير هذا الفرع، ورفع مردود ونوعية منتجات الزيتون، وتحتل فيها زراعة الزيتون مساحة قدرها 56 ألف هكتار، وتضم 4 . 4 مليون شجرة زيتون، وتتمتع بقدرات هامة لاستخراج زيت الزيتون.