تجديد شبكة الألياف البصرية بنسبة 70٪ وكابل بحري بوهران للقضاء نهائيا على انقطاع الاتصالات
استعرضت إيمان هدى فرعون، وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، مشاريع القطاع، إنجازاته وعصرنته، مؤكدة أن أهم أهداف دائرتها الوزارية هو تعميم وإيصال خدمة عمومية ذات نوعية لكافة المواطنين، لاسيما حرية وديمقراطية استعمال أفضل التكنولوجيات، والمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني وتحويله إلى اقتصاد رقمي مثلما هو معمول به بالدول المتقدمة، حيث خطت الجزائر خطوات كبيرة في هذا المجال، كاشفة عن أن سنة 2016 ستكون لاستحداث مناصب شغل كثيرة عبر أكثر من 20 ولاية.
أبرزت الوزيرة في ندوة نقاش بمنتدى جريدة “الشعب”، أمس، حول مشاريع القطاع وخطط تطويره وعصرنته ومستجداته، الأهمية التي يوليها القطاع لتحسين الخدمة العمومية في مجال شبكة الأنترنت والألياف البصرية وإيصالها بشكل متساوٍ لكل المواطنين عبر كافة التراب الوطني، قصد المساهمة في تنمية القطاعات الأخرى وكذا الاقتصاد الوطني وتحسين صورة الجزائر وولوجها القرن 21 في مجال التكنولوجيات الحديثة.
وأضافت هدى فرعون، أن الجزائر أنفقت خلال السنوات الماضية أموالا طائلة من أجل استكمال واستحداث شبكة تواصل في مجال الأنترنت الثابت والنقال وشبكة بريدية عبر كافة التراب الوطني، بغية الوصول إلى نقطة انطلاق للاقتصاد الوطني نحو الرقمية، مثلما هو معمول به في دول العالم إثر التقلبات التي نشاهدها من حيث تذبذب الأسواق المالية وانخفاض أسعار المحروقات، حيث أن كل دول العالم تعتمد على الاقتصاد الرقمي وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في تنمية الاقتصاد وحماية البيئة والحفاظ على صحة المستهلك.
وأكدت الوزيرة في هذا الإطار، أن الجزائر خطت خطوات جبارة في استحداث شبكة تشمل كافة التراب الوطني، واليوم يجري التفكير في استعمال الأنترنت وشبكة التواصل من أجل تطوير القطاعات الأخرى.
في عرضها لحصيلة بريد الجزائر، قالت إن المجهودات متواصلة خلال هذه السنة لاستكمال خطة عمل بريد الجزائر بــ100٪ لكافة المكاتب وإنشاء 600 موزع إلكتروني جديد، خاصة عبر ولايات الهضاب العليا والجنوب، 50 موجهة للهضاب العليا والجنوب، مع تحديث نظام الدفع الإلكتروني والشروع في دفع الفواتير العامة وفواتير الكهرباء والمياه عبر الأنترنت، ثم التحول للدفع عبر الهاتف النقال.
بريد الجزائر أكبر المؤسسات استحداثا لمناصب الشغل
أشارت الوزيرة إلى أن بريد الجزائر من أكبر الشركات الوطنية الموظفة للموارد البشرية، حيث تشغل حاليا 27 ألف عامل، إلا أنه في ولايات الجنوب مايزال يسجل نقص في اليد العاملة، كاشفة عن أن سنة 2016 ستكون استحداث مناصب شغل كثيرة عبر أكثر من 20 ولاية.
وبالنسبة للشق المتعلق بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، قالت الوزيرة إن سنة 2016 ستشهد الاستحداث الفعلي لقانون التصديق الإلكتروني على أرض الواقع، من خلال إنشاء هيئة تهتم بهذا المجال وتتابع تجسيده في الميدان ودخولها حيز التنفيذ في 2017، مضيفة بأن 2015 شهدت انطلاق أشغال استحداث كابل بحري جديد يصل وهران والجزائر العاصمة وينتظر العمل به بداية من 2017.
وقالت إيمان فرعون، إن 2015 شهدت تغطية 48 ولاية بتقنية الجيل الثالث للهاتف النقال، واستكمال دفتر الشروط للجيل الرابع للنقال، آملة في أن يستطيع المتعاملون بداية بتسويق المنتوج على أقصى تقدير شهر نوفمبر أو ديسمبر 2016، والشروع لأول مرة، العام الماضي، في الخدمة الشمولية لتكنولوجيات الإعلام والاتصال.
وأوضحت هدى فرعون، أنه شرع هذه السنة في تغطية المناطق النائية التي تم إحصاؤها بما يزيد عن 1100 منطقة منذ صدور القانون في 2012 كانت تخص بريد الجزائر، قائلة: “تقريبا مليونا جزائري محرومون من كل التغطية، بعضهم لا يملك تغطية الأنترنت وتقنية جياسام والبعض الآخر له تغطية قليلة”، مضيفة أنه بالتعاون مع سلطة الضبط قامت الوزارة الوصية بتنفيذ الشروط.
أعلن الأسبوع الماضي عن نتائج المناقصة وأول خطوة ستخص 200 ألف مواطن عبر 77 منطقة في الهضاب العليا والجنوب، وخلال 2016 سيتم الإعلان عن مناقصة أخرى فيما يخص مليوني مواطن الباقين لاستكمال التغطية بإرادة إيجابية للمتعاملين.
موازاة مع ذلك، عرفت 2015 إعادة تجديد الأنترنت من الشبكة الأرضية للألياف البصرية بنسبة 70٪، آملة في الانتهاء من تحديث الشبكة هذه السنة. كما تم توزيع مليون جهاز نفاذ عبر 48 ولاية التي سمحت بحصول اتصالات الجزائر على 830 ألف زبون جديد موصل بالألياف البصرية وأكثر من 280 ألف خط هاتفي جديد بنسبة إيجابية مقارنة بالسنوات الماضية التي كان فيها تراجع رقم عدد الزبائن في اتصالات الجزائر، وأكثر من 1000 منطقة تم إيصالها بـ353 جهاز توصيل، حيث استثمرت مؤسسة اتصالات الجزائر 26 مليار دج من أجل تحديث الشبكة، ونفس المبلغ تقريبا رصد لهذه السنة لاستكمال المشاريع.
وقالت الوزيرة أيضا، إن هناك أكثر من 71 ألف كلم من الألياف البصرية واليوم حصة الجزائر من الشريط تقدر بـ485 جيغا بايت.
علما أن اتصالات الجزائر توظف أكثر من 21 ألف عامل وموبيليس أكثر من 5 آلاف عامل، ومع استحداث خدمات بنوك المعلومات والمحتوى عبر الانترنت، ستبقى هذه الشركات موظفة للموارد البشرية، خاصة مع النقص المحسوس في مناطق الجنوب.
ستشهد السنة الجارية طريقة جديدة للتسيير والتشغيل في هذه الشركات، وأول هدف لاتصالات الجزائر هو إمكانية النفاذ إلى شبكة الانترنت لكافة المواطنين بأي وسيلة، وديمقراطية الولوج إلى هذه الشبكة حسب برنامج رئيس الجمهورية، أضافت الوزيرة.
بالمقابل، ذكرت فرعون بإنشاء أكثر من 3600 مكتب بريدي، فيها أكثر من 18 مليون حساب بريدي جاري، تشغل أكثر من 27 ألف جزائري، ويسير أكثر من 600 مليار دج عبر الحسابات الجارية للمواطنين، ويسجل أكثر من 400 مليون عملية سحب تقدم خدمة عامة للمواطنين، وتساهم فيها الدولة بأكثر من 2.4 مليار دج من أجل خدمة عامة غير تجارية.
كما أنجز بريد الجزائر 48 مكتبا بريديا جديدا واستحدث 166 مكتب تم غلقها خلال السنوات الصعبة التي مرت بها البلاد، ناهيك عن إعادة تهيئة 29 مكتبا بريديا في ولايات الجنوب، 14 مكتبا بريديا للرسائل واستقبال الطرود، بالإضافة إلى استكمال 70٪ من تحديث الشبكة الإلكترونية لمكاتب البريد، والشروع في إنجاز 800 وصلة خاصة بالأنترنت بالمكاتب البريدية وأكثر من 450 ألف مكتب حساب بريدي تم فتحها في 2015، وتوزيع أكثر من 400 ألف بطاقة دفع إلكترونية في بريد الجزائر.