بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس الأول، برقية تعزية إلى أسرة الفقيد المجاهد محمد الصغير مصطفاي، محافظ البنك المركزي الأسبق، أشاد فيها بتفاني الراحل في خدمة الجزائر وتطورها وبما قدمه الراحل من عمل في المجال الاقتصادي والمالي.
جاء في برقية رئيس الجمهورية قوله: “نمى إليّ نبأ انتقال المغفور له محمد الصغير مصطفاي إلى رحمة الله وعفوه، بعد عمر طويل قضاه في خدمة بلاده مناضلا في الحراك السياسي ومجاهدا في ثورة التحرير”.
ولما انتصرت الثورة ورفرف العلم الوطني مبشرا بالاستقلال وعودة السيادة الوطنية - يضيف الرئيس بوتفليقة - “إنبرى يعمل بهمّة ونشاط، إذ أهلته خبرته في المجال الاقتصادي لأن يشغل منصب محافظ بنك الجزائر، حيث استطاع هو ورفاقه، وما أقلهم، أن يجنّبوا الجزائر الهزات المالية في المرحلة الصعبة التي خلفها خروج المستعمر تاركا البلد يغوص في وهدة لا قرار لها من الفقر والتخلف، فترة كسب فيها بفضل إخلاصه وجدّه واجتهاده كثيرا من المعجبين والمحبين”.
وتابع قائلا: “لقد فقدت فيه الجزائر إطارا ألمعيا تمكن بإخلاصه المعهود وإصراره على رقي الجزائر وتطورها، أن يقدم لمجتمعه عملا جليلا في الميدان الاقتصادي والمالي الذي هو شريان الحياة ورمز التقدم والقوة والازدهار”، معتبرا أن “فقدانه اليوم لهو خسارة لبنات وأبناء الجزائر الميامين، غير أن عزاءهم فيه أن يقتدوا بسيرته ويستلهموا مآثره لتكون لهم وللأجيال القادمة صمام أمان في الملمّات”.
وخلص رئيس الجمهورية في برقية التعزية إلى القول: “وإذ أشاطركم الأسى على فراقه وأزجي لكم ولكل أهله وذويه وأقاربه أصدق التعازي وأبلغ عبارات المواساة، أسأل الله العلي القدير مجددا أن يكرم مآبه ويجزل ثوابه عدد حسناته وكفاء أعماله وأن يتغمده برحمته ورضوانه وأن يفسح له مكانا يرضاه في فسيح جنانه مع الصالحين من عباده. كما أسأله تعالى أن يعوّضكم عن المرحوم خيرا كثيرا وأن يضاعف لكم الأجر العظيم”.
«وبشّر الصّابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».