يشهد قطاع الصحة بالولاية سكيكدة تطورا كبيرا، بعد استلام وإنجاز العديد من الهياكل الصحية خلال السنة الماضية، زيادة على تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمرضى،
ويعمل القائمون على القطاع إلى الانضمام إلى الولايات العشر الأولى على المستوى الوطني نهاية السنة الجارية، من حيث مستوى التغطية الصحية ونوعيتها ومن الأرجح تحقيق ذلك بفضل استلام العديد من المشاريع التي هي قيد الإنجاز في قطاع الصحة التي ستعزز تلك المستلمة خلال السنوات الخمس الأخيرة، مما يمكنها من بلوغ معدل عيادة متعددة الخدمات الصحية لكل 20 ألف نسمة وهو معدل تتعامل به منظمة الصحة العالمية في الوقت الراهن، وحظي قطاع الصحة باهتمامات اجتماع لمجلس الولاية الذي اتخذ قرارا بضرورة تخصيص أكبر الأغلفة المالية للسنة الجارية لقطاع الصحة لأهميته، وبعد الديناميكية الكبيرة التي عرفها حيث تم تخصيص مليارين للقطاع.
أكد مدير الصحة للولاية محمد الناصر دعماش «أن قطاع الصحة بسكيكدة يعرف حركية كبيرة خلال السنوات الخمس الأخيرة لم تعرفها من قبل في هذا المجال، نتيجة العمل الكبير لمسؤولي القطاع الصحي، وتعززت هذه الولاية بمشاريع منها ما استلم ومنها ما هو قيد الإنجاز من شأنها أن تسهم بشكل كبير في تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وصرح مدير الصحة أن الإستراتيجية الرامية إلى تحسين الخدمات الصحية بهذه الولاية التي يقطنها مليون نسمة تتطلب تعزيز الطاقم الطبي وتجديد المعدات الطبية، وبهدف تلبية احتاجات المرضى تم تعزيز الطاقم الطبي، موضحا بهذا الخصوص «أن قطاعه لم يكن يحصي سنة 2009 سوى 55 طبيبا أخصائيا و360 طبيب عام ليتم بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلتها الدولة رفع هذا العدد إلى 203 طبيب أخصائي و699 طبيب عام سنة 2015 معتبرا هذه الحركية قادرة على تحسين الخدمات الصحية»،»إضافة إلى أنه في مجال العتاد لم تكن الولاية تملك سوى جهاز واحد للسكانير سنة٢٠١١ ليتعزز القطاع بعد ذلك بإقتناء 5 أجهزة جديدة تم وضع اثنين منها بالمستشفى القديم لسكيكدة والأخرى لمستشفيات كل من القل وعزابة والحروش، كما تم منذ ذلك الوقت اقتناء ثلاثة أجهزة للكشف عن سرطان الثدي»، وأضاف بأنه «تم استحداث جناح خاص بالأم والطفل مكون من جميع الأقسام على غرار قسم خاص بالولادة والأطفال حديثي الولادة وآخر لأمراض النساء وقسم لطب الأطفال، وذلك بالمستشفى القديم لسكيكدة».
واعتبر دعماش «أن هذا الجناح الذي يتسع لـ 120 سرير سيعزز الجناح المخصص للأم والطفل بالمؤسسة الاستشفائية عبد الرزاق بوحارة التي تم تدشينها سنة 2013 مما سيخفف الضغط على هذه المصالح».
وتعززت ولاية سكيكدة بمستشفى آخر لمعالجة الصدمات والرضوض والعمليات الجراحية للعظام والإصابات الناجمة عن حوادث المرور، واختيرت بلدية الحروش لاحتضان هذه المنشأة كون الطريق السيار شرق-غرب يمر بجانبها، وستتعزز الولاية أيضا بمستشفى بـ 240 سرير ببن عزوز، وآخر بـ100 سرير ببلدية عين قشرة ومستشفى بـ60 سريرا ببلدية أم الطوب بالإضافة إلى مشروع لإنجاز 15 عيادة متعددة الخدمات عبر الولاية.
كما استفادت مؤخرا بلدية عين الزويت الواقعة غرب مدينة سكيكدة بـ17 كلم، من مركز صحي جديد لعلاج الأمراض الصدرية، مع تدعيم القطاع الصحي بسيارة إسعاف وتجهيزه بأحدث المعدات الطبية، حيث يعد هذا الهيكل الصحي مكسبا كبيرا، لاسيما أن البلدية تحتوي على قاعة علاج وحيدة، وجاء ذلك في إحدى خرجات والي الولاية للبلدية.
من جهة أخرى ستضم منطقة بوزعرورة بالإضافة إلى هذا المشروع مركزا لنقل الدم من فئة مركز استشفائي جامعي ولائي خصص له غلاف مالي قدره 220 مليون دج فضلا عن عيادة متعددة الخدمات مسجلة بمبلغ 120 مليون دج.
وللإشارة فإن ولاية سكيكدة تتوفر على 7 مستشفيات تتسع في مجموعها لـ1521 سرير و5 هياكل صحية جوارية فضلا عن 36 عيادة متعددة الخدمات و165 قاعة علاج ومخبر ولائي للنظافة بالإضافة إلى 5 عيادات متخصصة تابعة للقطاع الخاص.
إنجاز المستشفى الجهوي للحروق الكبرى
ومن أهم الإنجازات التي تعزز بها قطاع الصحة بالولاية المستشفى الجهوي للحروق الكبرى الجاري إنجازه بالمدينة الجديدة بوزعرورة ببلدية فلفلة شرق مدينة سكيكدة «15 كلم» والذي من المتوقع استلامه نهاية 2016 وتبلغ نسبة الانجاز بـ20 ٪، وعرف تأخرا كبيرا.
وأكد دعماش خلال زيارة وزير الصحة أن هذا الهيكل الذي يكتسي أهمية بالغة للمنطقة وسيجهز بأحدث المعدات الطبية المتطورة وفقا للمعايير الدولية الخاصة بمعالجة كل الحروق الناجمة عن النشاط الصناعي، ومن المتوقع أن يستحدث هذا المستشفى 500 منصب شغل حيث سيعمل به حوالي 60 طبيبا بين مختصين وأطباء عامين وكذا 100 منصب شبه طبي.
هذا المشروع الذي تطلب إنجازه غلافا ماليا قدره 5 ملايير سنتيم لا يزال يشهد تأخرا كبيرا بسبب تماطل المؤسسة المنجزة، وأبدى الوزير استياءه الكبير بوضعية المشروع، موجها إنذارا شديد اللهجة لممثل المؤسسة إما بالشروع الفعلي في العمل الجاد أو ترك العمل نهائيا وأكد أنه سيعود بعد شهرين لتفقد الأشغال مرة أخرى.
زيارة وزارية كللت بتدعيم القطاع
تميزت زيارة وزير الصحة وإصلاح المستشفيات للولاية بتدشين أول مقاطعة صحية على المستوى الوطني بعاصمة الولاية، وفق المنظومة الصحية الجديدة وبرنامج وزارة الصحة الرامي إلى تفعيل التنسيق بين القطاع العام والخاص لتحقيق هدف الحكومة لخلق خريطة طبية تتكون من مؤسسات إستشفائية، أطباء خاصون وعامون، سيارات إسعاف وجعلها بؤرا لتسهيل معالجة المرضى، مؤكدا على تفعيل دور الدراسات اللوجيستيكية والسوسيولوجية، لتسهيل تشخيص المرض ومن ثم معالجته في أوانه.
واستفادت مؤسسات الصحة بولاية سكيكدة خلال السنة الجارية، من دعم في الأطباء المختصين، على أن يتم إطلاق مشروع «مستشفى لكل دائرة» اعتبارا من الخماسي المقبل لتقريب الخدمة الاستشفائية العمومية بمختلف تخصصاتها من المريض.
ويخضع المستشفى القديم لمدينة سكيكدة الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية إلى أشغال ترميم هذه البناية التي تتسع لأكثر من 300 سرير، وقد دعا وزير القطاع حينما عاينه إلى إشراك المهندسين الشباب وجعل من عمليات إعادة تأهيل هذا المعلم التاريخي نموذجا لباقي البنايات العتيقة بمدينة سكيكدة.
ومن الولاية ولأول مرة، كشف الوزير عن البرنامج الجديد الذي سنته الوزارة، يضم 43 ورشة ضمن آفاق سنة 2016، منها 5 مشاريع كبرى ستوجه إلى ولاية سكيكدة وستضاف هذه الورشات إلى 48 ورشة ضمن البرنامج الجاري بمختلف الملفات، وكلها ثقيلة وذات تأثير حسن ومرد ودية، وقال في جلسة عمل مع القائمين على القطاع أنه سيعلن عليها بالتفصيل لاحقا، وسيتم التركيز من خلالها على إعداد برامج لتطوير التخصصات، الإنعاش الطبي للصغار، جراحة القلب، الصدمات والحروق، كما أكد على القانون الجديد الخاص بالقطاع الموجود حاليا على مستوى رئاسة الجمهورية يتميز بالتوافقية والتكامل سيما وأنه تمخض عن مشاركة كل الفاعلين والشركاء في القطاع، كما تكللت الزيارة بإمضاء توأمة بين المستشفى الجامعي لعنابة وقطاع الصحة بسكيكدة للتكفل بالعلاج بالأشعة لمرضى السرطان.
كما تم تدشين العيادة متعددة الخدمات لبني بشير، والتي خرجت إلى النور بفعل تعليمات وتوجيهات السلطات الولائية وكذا القائمين على قطاع الصحة، في حين تجري أشغال توسعة مصلحة الاستعجالات الطبية لمستشفى محمد دندن التي وصلت نسبة الإنجاز بها إلى حدود50٪، وقد أكد الوزير في تعليماته على ضرورة تدارك التأخر من أجل استلام المشروع في آجاله التعاقدية، للإشارة فإن الأشغال تطلبت غلافا ماليا قدره 14 مليار سنتيم ضمن برنامج 2013.
ولدى طوافه بمختلف مصالح المستشفى دعا الوزير إلى التحلي بروح المسؤولية اتجاه المرضى كاشفا عن برنامج تكويني لفائدة الأطباء وممتهني قطاع الصحة، كما دعا إلى التركيز على الصحة الجوارية وتحقيق مبدأ طب العائلة، وأبدى الوزير رضاه بوضعية أجنحة المستشفى القديم الذي استعاد وجهه اللائق بعد عملية الترميم التي خضع لها العام المنصرم، مدشنا مصلحة تشريح الخلايا وكذا مصلحة تصفية الكلى.
وثمن بوضياف المجهودات الجبارة التي قام بها والي الولاية الذي حقق قفزة نوعية للقطاع على المستوى المحلي داعيا إلى مواصلة هذه الجهود من أجل راحة وصحة المريض.
وبمستشفى عبد الرزاق بوحارة، تفقد عبد المالك بوضياف الوضع الصحي لضحايا حريق نفطال الأخير، حيث اطلع على التكفل الجيد بهم ما يعكس الإمتثال للعلاج المقدم لهم من طرف فريق طبي مختص ومتكامل.
هياكل صحية جديدة لتخفيف الضغط وتحسين الخدمة
وفيما يخص المؤسسات الصحية وقاعات العلاج المتواجدة بالولاية والمقدر عددها بـ 192 قاعة، قال مسؤول القطاع « أنها جميعا خضعت لعمليات إعادة تأهيل على غرار مستشفى سكيكدة القديم الذي خضع لدراسة واسعة من قبل جهات مختصة وجهز بأحدث الوسائل والمعدات الطبية الجد متطورة، وتم سنة 2015 تسريع وتيرة أشغال إعادة تهيئة المستشفى القديم لسكيكدة الذي يعود تاريخ بنائه إلى الحقبة الاستعمارية وهي العملية التي خصص لها غلاف مالي بقيمة 550 مليون د.ج موجه لإعادة بناء 164 أرضية فضلا عن إنشاء غرف عمليات جديدة بالكامل على أن تستلم الأشغال خلال الثلاثي الأول من عام 2016، كما تم تهيئة عدة مصالح وأجنحة جديدة من بينها جناح خاص بالأمومة والطفولة بسعة 120 سرير، مضيفا أنه تم لحد الآن إعادة تأهيل 100 قاعة علاج.
وأنشأت مديرية الصحة سجلا خاصا بمرضى السرطان، الذي بموجبه تم فتح تحقيق طبي يتمحور حول الأسباب والعوامل المؤدية لاستفحال هذا الداء على مستوى الولاية وسبل الوقاية منه وطرق معالجته وذلك للتخفيف من معدل انتشاره، مضيفا أنه من أجل إنجاح هذه العملية تم إنشاء خلية على مستوى المختبر الولائي للصحة الكائن بحي مرج الذيب، يشرف عليه 35 مؤطرا بين أطباء أخصائيين وأساتذة ذوي كفاءة ودراية في ميدان الطب وشبه طبيين وضعت تحت تصرفهم كل الإمكانيات الطبية والتقنية اللازمة، والذي يعد الأول من نوعه على مستوى الولاية بهذا الحجم.
وبموازاة ذلك استفاد كل من مستشفيي سكيكدة وعزابة من جناحين طبيين للتكفل بمرض السرطان ووفقا للقرار الصادر من وزارة الصحة ستستفيد كل من المؤسسات الصحية بسكيكدة وعزابة والقل من أجنحة، خاصة لمعالجة مرض السرطان وإجراء العمليات الجراحية المعقدة يشرف عليها وبصفة دورية أطباء يأتون من المستشفيات الجامعية بقسنطينة وعنابة.
إنجاز عيادة متعددة الخدمات خاصة بالتلاميذ المتمدرسين
ومن المنتظر إنجاز عيادة متعددة الخدمات متخصصة في طب الأطفال وخاصة بالتلاميذ المتمدرسين، وحسب مدير الصحة بالولاية فإن هذا المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه على المستوى الوطني سيمول من طرف الوزارة الوصية، موضحا بأن هذه العيادة ستكون «هيكلا جد متخصص» موجه للأطفال المتمدرسين، حيث أنه سيضم جميع التخصصات الطبية التي تهمهم، وأنه سيتم التعاقد مع أطباء القطاع العام والخاص لتوفير خدمة نوعية للمتمدرسين، مؤكدا بأن الأطباء الخواص سيعملون بها مرة واحدة أسبوعيا مع تحديد الأيام لكل تخصص خاصة طب العيون وطب الأسنان، وأضاف أنه إن أثبتت هذه التجربة التي سترى النور بولاية سكيكدة ابتداء من سبتمبر 2016 نجاعتها سيتم تعميمها على باقي ولايات الوطن.