شكل المؤتمر المغاربي للطب الإشعاعي والتصوير الطبي في طبعته 13 فرصة هامة أمام الأطباء الجزائريين والمغاربة لتبادل المعلومات والخبرات والاطلاع أيضا على أحدث التقنيات التي تعتمد حاليا في مجال الطب الإشعاعي، حيث أجمع المشاركون على أن الجزائر حققت قفزة نوعية في مجال الطب الإشعاعي مقارنة بالسنوات السابقة، رغم قلة عدد الأطباء المختصين بسبب نقص مصالح الطب الإشعاعي في المستشفيات العمومية.
أكد رئيس الجمعية الجزائرية للأطباء المختصين في الطب الإشعاعي التابعين للقطاع الخاص، الدكتور كمال فرحاني، على هامش اختتام المؤتمر الخاص بمجال الطب الإشعاعي والتصوير الطبي بفندق الهيلتون، أن المشكل الذي لايزال قائما فيما يخص هذا الاختصاص في الجزائر، لا يتعلق بنوعية التكوين وإنما بقلة عدد الأطباء المختصين في هذا المجال، نظرا لنقص عدد المستشفيات العمومية، بالرغم من أهمية هذا النوع من الاختصاص في محاربة بعض الأمراض الخطيرة في حال تشخيصها في وقت مبكر، وهو ما جعل المرضى يتجهون إلى القطاع الخاص ويفضلون دفع أموال للحصول على نتائج سريعة.
فيما يخص بعض عيادات الطب الإشعاعي الخاصة التي أصبح هدفها تجاريا بالدرجة الأولى، أجاب الدكتور قائلا: ليس صحيحا أن العيادات الخاصة همها الوحيد ربح الأموال، نظرا لوجود إجراءات يتم العمل بمقتضاها، من بينها ضرورة جلب المرضى للوصفة الطبية التي يمنحها لهم الطبيب العام، كما لا يجب أن ننكر بأن مجال الطب الإشعاعي والتصوير الطبي في الجزائر عرف قفزة نوعية مؤخرا مقارنة بالسنوات السابقة.
في ذات السياق، أكد الدكتور فرحاني أن المختصين في الطب الإشعاعي والتصوير الطبي الخواص ساهموا بشكل كبير في تخفيف الضغط على مصالح الطب الإشعاعي بالمستشفيات الجامعية، والدليل أن المرضى أصبحوا يفضلون التوجه إلى القطاع الخاص للحصول على موعد قريب ونتائج سريعة عوض الانتظار لمدة طويلة بالمراكز الاستشفائية بسبب قلتها، مقارنة بعدد المرضى الذين يتوافدون عليها يوميا.
من جهته أوضح رئيس قسم مصلحة الطب الإشعاعي في استعجالات مستشفى ابن رشد بالمغرب، البروفيسور نبيل شيخاوي، أن هذا الملتقى المغاربي الذي ينظم كل سنة يرتكز على تبادل الخبرات في مجال الطب الإشعاعي والتصوير، لاسيما بالنسبة لأطباء المستقبل الذين يجب عليهم أن يكونوا على إلمام واسع بآخر الأبحاث والتقنيات الحديثة التي يتم الاعتماد عليها في مجال الطب الإشعاعي، كاشفا أن الطبعة 14 لهذا المؤتمر ستنظم في دولة المغرب.
وأشار البروفيسور شيخاوي، أن الجزائر حققت تطورا ملحوظا في مجال الطب الإشعاعي والتصوير الطبي، لاسيما فيما يتعلق بتوفير وسائل التشخيص كأجهزة السكانير التي تتواجد بمستشفيات الجزائر بعدد معتبر، وهو ما لا نجده، على حد قوله، في بعض الدول المغاربية.
في ذات السياق، أضاف أن الدول المغاربية تعتمد على نفس التقنيات الحديثة في مجال الطب الإشعاعي والتصوير الطبي التي يتم العمل بمقتضاها في الدول الأوروبية والأمريكية، زيادة على التطور الذي عرفته دولة المغرب وبعض الدول الشقيقة في مجال تكوين الأطباء المختصين في الطب الإشعاعي والتصوير الطبي، نظرا لأهمية هذا الاختصاص في تشخيص الأمراض في مرحلة مبكرة ومحاربتها.
من جهته أشار رئيس الجمعية الجزائرية للطب الإشعاعي والتصوير الطبي نوالدين بن ديب، أن تنظيم هذا المؤتمر، بالتعاون مع جميع مؤسسات الأشعة في المغرب العربي، يعد تكوينا للأطباء المختصين في الطب الإشعاعي، موضحا أن المؤتمر تناول واقع التشخيص وآخر الأخبار العلاجية وأحدث الابتكارات التكنولوجية للتصوير الطبي، زيادة على ذلك فإنه يشكل فرصة هامة لتبادل الخبرات في هذا المجال، نظرا لمشاركة كبار الخبراء في التصوير الطبي والأشعة من مختلف بلاد المغرب العربي.