تكريسا لتعزيز الهوية الوطنية من خلال تثمين البعد الأمازيغي وإدماجه في الثقافة الوطنية عبر حماية وترقية الترات الثقافي المادي واللامادي، يتم، اليوم، بقصر الثقافة مفدي زكريا، وتحت إشراف وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، مراسم توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين وزارة الثقافة والمحافظة السامية للأمازيغية.
تهدف الاتفاقية، بحسب بيان الوزارة، تحصلت«الشعب» على نسخة منه، إلى تثمين مجهودات الدولة الجزائرية المبذولة في مجال تعميم اللغة الأمازيغية والتي ترجع أساسا إلى سنين عديدة، كما أنها تدخل في إطار تنفيذ السياسة الوطنية في مجال التعاون بين مؤسسات الدولة.
تأتي هذه الاتفاقية أياما قليلة بعد الإعلان الرسمي عن المشروع التمهيدي المقترح تعديل الدستور الذي بادر به رئيس الجمهورية وأفصح عنه أحمد أويحي وزير الدولة رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، «تقدما جديدا على مستوى المادة الثالثة مكرر من خلال ترقية الأمازيغية إلى مكانة لغة وطنية ورسمية، بالإضافة إلى إنشاء أكاديمية لها تكون تحت إشراف رئيس الجمهورية مكلفة بتوفير الشروط المطلوبة لهذه المكانة للغة الأمازيغية، وذلك بمساهمة خبراء في هذا المجال».
من المؤكد أن قطاع الثقافة سيلعب دورا هاما في قضية تكريس الأمازيغية كلغة وطنية وخصوصا في الحفاظ والتعريف بكل الثقافة الأمازيغية وإعطائها المكانة التي تستحقها سواء على الساحة الوطنية أو الدولية.
الجدير بالذكر، أن الكثير من العمل ينتظر هذا القطاع الهام والمحوري في كل ما يتعلق بالهوية الوطنية، خاصة في مجال جمع وإصدار وأرشفة وتقديم كل التراث الأمازيغي الثري والمتنوع الذي تزخر به الجزائر، وكذا فتح المجال أمام المثقفين والفنانين والمبدعين باللغة الأمازيغية للتعريف بمواهبهم وإنتاجاتهم الفكرية والأدبية والفنية إلى الجمهور الجزائري والدولي.
بإمضاء هذه الاتفاقية بين وزارة الثقافة والمحافظة السامية للأمازيغية، سيتسع نشاط هذه الأخيرة، المعول عليها كثيرا في البرامج الوطنية القادمة والعديدة، الهادفة إلى تهيئة وتحسين كل الظروف ووضع كل الوسائل والإمكانات المادية والبشرية اللازمة لترقية الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية الجزائرية.