طباعة هذه الصفحة

تساؤلات عن الحواجز المائية المبرمجة ببومرداس

مســـاحــات الولاية تتطلّب تصوّرا حيــويــا

بومرداس: ز ــ كمال

تشكّل مشاريع توسيع المساحات الفلاحية المسقية أكبر تحدي يواجهه القطاع في الظرف الراهن بولاية بومرداس لمواجهة ظاهرة نقص كمية الأمطار المتساقطة، وهي وضعية تصل إلى حد التناقض أحيانا ما بين القدرات الفلاحية الكبيرة التي تميز الولاية، وضعف نسبة المساحة المخصصة للسقي التي لا تتجاوز 22 بالمائة، وذلك لأسباب عديدة كعدم اكتمال البرنامج الخاص بتجسيد مشاريع الحواجز المائية، بما فيها محطات التطهير المنتظر أن تساهم بشكل أساسي في توسيع نطاق السقي إلى حدود 20 ألف هكتار مثلما أعلن عنه في السابق ورفع النسبة إلى 45 بالمائة.
نظريا وإذا عدنا إلى التقارير المقدمة من طرف قطاع الموارد المائية لولاية بومرداس خلال السنة المنقضية، نلاحظ تسجيل عدة مشاريع لتدعيم شبكة الري وأخرى كانت قيد الدراسة والانجاز كمحاولة لتنمية النشاط الفلاحي والاستجابة لحساسية الظرف الاقتصادي الحالي شملت 12 حاجزا مائيا، وانطلاق إعادة تهيئة 8 حواجز مائية أخرى لتوسيع مساحة السقي إلى 150 هكتار، إتمام دراسة إعادة تهيئة 3 محيطات سقي في كل من ساحل بوبراك بسيدي داود، سباو السفلى ببلدية بغلية ورأس جنات، وكذا الانطلاق في أشغال إعادة تهيئة حاجزين مائيين بمنطقة بن بختة ببلدية قورصو وبن توشنت ببلدية بودواو لرفع مساحة السقي إلى 50 هكتار. كما شمل البرنامج أيضا دراسة تشخيص وإعادة تأهيل شبكة السقي الفلاحي لمحيط لسد الحميز، حيث من المنتظر أن يسمح المشروع بتوسيع المساحة المسقية إلى 400 هكتار، ودراسة أخرى تتعلق بإمكانية استغلال المياه المستعملة عبر ثلاثة محطات للتطهير ببومرداس، الثنية وزموري من أجل رفع الكمية إلى حوالي ٥ . ٩ مليون متر مكعب سنويا لسقي مساحة تصل إلى 2107 هكتار، واستغلال حوالي 2000 طن كأسمدة فلاحية حسب التقديرات، وفي حالة ما تم تجسيد المشروع على الأرض، وهناك دراسة ثانية تتعلق بالمخطط التوجيهي للتطهير يشمل ثلاثة أحواض مائية على غرار الحوض المائي للحميز والحوض المائي ليسر قصد جمع أكثر من 300 نقطة صب على مستوى 15 بلدية واقعة في الحوضين الهيدروغرافيين بالولاية.
الإشكالية التي تبقى مطروحة في كل مرة حسب المتتبعين للشأن الفلاحي، هو مدى التجسيد الفعلي لهذه المشاريع، خاصة وان منها من تم تسجيلها منذ سنوات أو كانت مقترحة للانجاز مثل سد واد جمعة الضخم بيسر الذي ظل حبرا على ورق، كما أن التحديات الحالية لإعادة النهوض بالقطاع لا تتطلب مزيد من التأخير ولا حتى إمكانيات كبيرة بالنظر إلى الطابع الفلاحي الصرف لولاية بومرداس التي لا تتطلب جهود جبارة لاستصلاح الأراضي وإيصال قنوات المياه على مسافة طويلة، فالمنطقة تحمل كل مقومات النهوض بالقطاع الفلاحي بمساحة تزيد عن ٥ . ٩٨ ألف هكتار منها ٧ . ٦٤ ألف هكتار صالحة للزراعة وامتلاكها لعدة سدود كسد قدارة، الحميز ومجاري مائية كبيرة كواد يسر ووادي سيباو، بكميات تقدر بملايين الأمتار المكعبة التي تذهب سدى دون استغلال عقلاني، وهي الوضعية التي دفعت بفلاحي المنطقة الشرقية من الولاية وأصحاب المستثمرات، إلى المطالبة بإعادة تفعيل الديوان الوطني للسقي الفلاحي وتنظيم شبكة السقي على مستوى آبار واد سيباو والحواجز المائية لكل من الناصرية، رأس جنات وواد الأربعاء بسيدي داود بغرض إنعاش القطاع من جديد.