أضحى الميركاتو الشتوي في السنوات الأخيرة محطة مهمة لمعظم أندية الرابطة الأولى لتدعيم صفوفها من خلال النقائص التي لاحظها الطاقم الفني في المرحلة الأولى من المنافسة، حيث أن الاستقدامات الجديدة قد تكون الحلول المناسبة لفريق ما لإعادة توازنه أو إعطاء قوة أكبر للتشكيلة التي تلعب مثلا على لقب البطولة ...
وبالتالي، فإن فتح مرحلة انتقال اللاعبين يهم كل الفرق التي تشكل الرابطة الأولى، وكل بحسب الدراسة التي قام بها الطاقم الفني والامكانيات المتوفرة لدى الادارة .. هذه الأخيرة التي تكون معنية بالدرجة الأولى بالمفاوضات و تسخير الأموال لتجسيد جلب اللاعب الى النادي من فريق آخر.
شهدت ظاهرة جلب اللاعبين “ازدهارا “ كبيرا في البطولة الوطنية خلال السنوات الماضية، في المرحلتين الصيفية والشتوية والتي أثرت كثيرا على الاستقرار التقني للعديد من الأندية ولم تكن نافعة في العديد من الأحيان، خاصة وأنه يتم الاستغناء عن عدد معتبر من اللاعبين و جلب آخرين لتكون النتائج عكسية لما أريد له، والأمثلة كثيرة في هذا المجال و الذي يخص بالدرجة الأولى أندية كبيرة كمولودية الجزائر و شبيبة القبائل في السنوات الماضية.
3 لاعبين فقط ..
بما أن الميركاتو الشتوي يعني إلا عددا ضئيلا من اللاعبين الذي يمكن فريق ما من الحصول عليهم، فإن الاشكال سيكون صغيرا مقارنة بفترة التحويلات الصيفية .. ذلك أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم حدّدت العدد بـ 3 لاعبين فقط يمكن لأي فريق الحصول على خدماتهم في هذا الميركاتو الشتوي الذي يمتد الى غاية 15 جانفي الحالي .. و يجب التذكير هنا أن فريق واحد بإمكانه الحصول على اجازات 4 لاعبين و هو فريق شبيبة القبائل كون لاعبه قعقع تعرض لإصابة خطيرة مع المنتخب الوطني الأولمبي في الدورة الافريقة مؤخرا و الذي سيغيب عن المنافسة، الى غاية نهاية الموسم الحالي، كما أنه لا يحق لفريق واحد دخول سباق الانتدابات، وهو فريق أمل الأربعاء بسبب عدم ايفائه بوعوده تجاه لاعبيه من الناحية المالية.
أمل الأربعاء .. مشاكل مالية وراء النزيف
للحديث عن أمل الأربعاء الذي يصنع الحدث، هذا الموسم، كونه يحتل المركز الأخير في البطولة و مهدد للعب الموسم القادم في الرابطة الثانية، الى جانب الغيابات المتكررة للاعبيه الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية حيث يعد الميركاتو الشتوي بمثابة جرعة أوكسجين بالنسبة لهم لتغيير الأجواء عن طريق لجنة المنازعات للفاف التي أعطت الضوء الأخضر للبعض منهم للالتحاق بالفرق الأخرى .. و في هذه النقطة، فإن معظم المتتبعين لاحظوا أن فريق أمل الأربعاء يضم لاعبين ممتازين تأثروا بوضعية الفريق المالية .. و ما “ تهافت “ أكبر الفرق في البطولة على خدماتهم إلا دليل على امكانياتهم الكبيرة .. و يكون فريق شبيبة القبائل قد تحصل على ورقة تسريح صانع ألعاب أمل الأربعاء حروش لتدعيم صفوفه بعد أيام من المفاوضات، خاصة وأن وفاق سطيف كان الأقرب للفوز بالصفقة .
لم تكن الخيبة كبيرة بالنسبة للوفاق الذي استفاد من عودة مدلل جماهير “الكحلة “ جابو الى الفريق قادما من النادي الافريقي التونسي، ليكون ورقة رابحة من الناحيتين المعنوية و الرياضية لأشبال المدرب غيغر .
من جهة أخرى، فإن الميركاتو الشتوي الحالي لن يكون كما تعود عليه الجمهور الرياضي الجزائري بسبب عدة عوامل دخلت في الحسبان هذا الموسم والتي تصّب كلها في محاولة منح الاستقرار الفني الضروري للأندية، ومن الممكن تلخيصها في المشاكل المالية الكبيرة التي تمرّ بها بعض الفرق والتي لا تريد الدخول في مشاكل كبيرة من هذه الناحية بصرف أموال أخرى على “شراء” إجازات لاعبين آخرين.
كما أن أندية كبيرة “فهمت الدروس” من خلال التجارب السابقة على أن الاستقرار و العمل المستمر هو الذي يأتي بالنتائج الكبيرة، و على سبيل المثال، فإن أندية مولودية الجزائر وإتحاد العاصمة و شباب بلوزداد ...أصبحت شبه غائبة في الميركاتو الحالي، لأنها تعتمد على الامكانيات الموجودة و التي تعتبر متوفرة بكثرة في تشكيلاتها.
منع التحويلات الداخلية للاعبين الأجانب
الى جانب كل هذا، فإن “الفاف “ منعت التحويلات الداخلية للاعبين الأجانب بين الأندية الجزائرية خلال هذا الميركاتو الشتوي، بعد أن كانت قد منعت انتداب اللاعبين الأجانب، بداية من جانفي الحالي، وذلك من أجل الحد من المشاكل المالية للأندية ..
يلاحظ أن تغييرات في الاستراتيجية مسّ أندية الربطة المحترفة الأولى هذا الموسم، التي وبعد التحول الى التربصات المحلية لتحضير مرحلة العودة بدلا من التربصات الخارجية، فإنها هذه المرة لم تكن “شهيتها” كبيرة لتدعيمات كبيرة، و لو أن بعض الاختصاصيين يؤكدون أن عدم وجود لاعبين “مميّزين بدرجة كبيرة” في “السوق” حاليا هو الذي زاد من عدم اهتمام الأندية بجلب لاعبين آخرين لأن المدربين يتوّفرون على لاعبين من نفس المستوى في فرقهم، وقد يمنحوا الفرصة للاعبين من الأمال في حالة الضرورة، الأمر الذي سيكون مفيدا للكرة الجزائرية في المستقبل القريب.