المكتبات لتقريب المعرفة من المواطن
شكّلت فكرة ربط “الطفل بالكتاب “ وإخراجه من عالم الكتاب المدرسي وتوسيع تطلعاته لتشمل آفاق المطالعة الواسعة، أمس، موضوع الندوة التي نظمتها المكتبة الوطنية الجزائرية بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي للعاصمة، تحت رعاية وزارة الثقافة، تحت عنوان” المقروئية و كتاب الطفل”، أين كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، عن مشروع “ كتاب لكل طفل، الذي يهدف إلى توسيع اهتمامات الطفل لتشمل عالم المطالعة.
وأكد ميهوبي في مداخلته لدى افتتاح فعاليات الملتقى الذي احتضنته قاعة المحاضرات بالمكتبة الوطنية الجزائرية، أن المواطن الجزائري مولع بالمطالعة والكتاب، هذا عكس ما يشاع عنه، لكنه يفضل ممارسة هوايته في الفضاءات المغلقة، لا في الأماكن العمومية، وهو الأمر الذي تحاول وزارة الثقافة اليوم عكسه بغية تعميم المطالعة وتعميم ثقافة حب الكتاب”
وعن المشروع الذي كشف عليه الوزير أمس، تحدث قائلا إنه يدخل في إطار برنامج وتوجيهات رئيس الجمهورية، يهدف إلى تقديم وتجسيد بعض الأفكار التحفيزية لربط الطفل بالكتاب و من الممكن أن يكون 10 كتب لكل طفل بدلا من كتاب واحد.
وأضاف ميهوبي قائلا في ذات السياق “ أن على الهياكل التي أوجدتها الدولة كالمكتبات وفضاءات المطالعة أن تلعب دورها بامتياز ولتقريب المعرفة من المواطن وخاصة الطفل. لهذا على مستوى وزارة الثقافة قمنا بمبادرة أولى هي منح بطاقة اشتراك مجانية بالمكتبات لكل طفل تتبعها خطوة كتاب لكل طفل” .
كما عبّر الوزير عن أمله أن “ تدخل أطراف عديدة في دعم هذه المبادرة حتي يتشارك الجميع بربط الطفل بالكتاب، كون هذا الأخير أصل المعرفة، فلا يمكن إنشاء جيل يمتلك حاسة المعرفة، إن لم تكن له علاقة مباشرة بالكتاب ، ولا نقول الكتاب المدرسي، بل الكتاب الآخر”.
وذكر ميهوبي في سياق آخر بأن الدولة أنفقت مالا في مجال النشر، وهذه الكتب متاحة وتوزع على المكتبات العمومية وعلى الفضاءات التي نراها كفيلة بتحسين أداء المجتمع ثقافيا، مشيرا أن على الناشرين الذين يبلغ عددهم أكثر من 1200 ناشر المساهمة أيضا في إنجاح كل المشاريع المتعلقة بتوسيع اهتمامات المواطن والطفل لتشمل عالم المطالعة.
وفي ردّه على هامش اللقاء على سؤال خاص بالبرنامج الثقافي المسطر من قبل قطاعه لسنة 2016، قال الوزير إنه لم يتم وضع جديد بل ستسهر الوزارة على تحقيق المشاريع التي تدخل في إطار خارطة الطريق التي وضعها رئيس الجمهورية مثل تشجيع الاستثمار في الثقافة، المواصلة في فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، والتي هي حاليا في مرحلة حصاد البرامج المسطرة بداية التظاهرة التي ستختتم فعالياتها شهر أفريل القادم”.
وأضاف الوزير قائلا إن هناك مواعيد أخرى سطّرتها كل مؤسسات وزارة الثقافة، إلى جانب افتتاح أوبرا الجزائر التي تحتاج حاليا إلى تهيئة محيطها الخارجي فقط و تصور لبرنامج تنفيذي لبرامج كل الأوركسترا الوطنية و البالي الوطني و الفرقة الموسيقية الأندلسية.