طباعة هذه الصفحة

أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي لجثمان الراحل يوم الخميس

كبار المسؤولين إلى جانب عائلة الفقيد ومناضلي الحزب ومواطنين كانوا في استقباله بمطار الجزائر

جلال بوطي

أسى عميق في توديع الدا الحسين رمز الانسانية والنضال

حشــــــــود بشريـــــــة لإلقاء النظرة الأخيرة على الراحل

قبيل وصول جثمان الراحل المجاهد حسين آيت احمد إلى مطار الجزائر الدولي هواري بومدين، توافد المئات من المواطنين على قارعة الطريق الوطني المؤدي إلى المطار، حيث وقفت الجموع على حواف الطريق لمشاهدة الموكب الذي حمل جثمان الفقيد الرمز بعد وصوله إلى أرض الوطن قادما من سويسرا في تمام الساعة الرابعة مساء على طائرة الخطوط الجوية الجزائرية. هذا مارصدته «الشعب» بعين المكان.
تماشيا مع الترتيبات التي وضعتها الدولة لتنظيم مراسم الاستقبال الرسمي لجثمان الراحل حسين آيت أحمد بحضور كبار المسؤولين في الدولة تقدمهم رئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني والوزير الأول، نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي والطاقم الحكومي وجمع كبير من المواطنين وأقارب الفقيد.
وأثناء وصول الجثمان أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للجثمان، حيث قدّم الحرس الجمهوري عرضا خاصا يليق بجلال الفقيد الذي حمل الجزائر في قلبه طيلة مشوار حياته، ليقف الجميع وقفة ترحم بالقاعة الشرفية للمطار بعد أن سجي جثمان الفقيد بحضور عائلته وأقاربه ثم قرأت الفاتحة على روحه الطاهرة والدعاء له بالرحمة والمغفرة.
وقبيل خروج الموكب الجنائزي إلى الطريق تواصلت الحشود البشرية قادمة من كل حدب وصوب لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش الزعيم التاريخي، رغم الطوق الأمني الذي فرضته السلطات الأمنية على قارعة الطريق تنظيما لحركة المرور وتسهيل عبور الموكب بكل انسيابية.
وأمام مدخل المطار لتنظيم حركة المرور، بعد غلق المنافذ المؤدية إلى الطريق الرئيسي بين الدار البيضاء مرورا ببن عكنون ثم إلى المرادية بشارع بوجمعة سويداني لينقل فيما بعد جثمان الراحل إلى مقر حزب جبهة القوى الاشتراكية بأعالي العاصمة.
وسط حشود من المواطنين اصطفت بمحاذاة الطريق الذي مرّ منه موكب الفقيد حسين آيت أحمد لتوديع فقيد الجزائر إلى مثواه الأخير بعد قدومه من مدينة لوزان السويسرية، استمر توافد المودعين من كل الأعمار صغارا وكبار وشيوخا أبو إلا أن يكونوا حاضرين في هذا اليوم التاريخي الذي يشهد مرور واحد من كبار قادة الثورة التحريرية إلى مثواه الأخير، وبمقابل هذا وضعت السلطات الأمنية مخططا محكما لمرور الموكب إلى مقر الحزب، حيث شارك في تأمين الطريق أفراد الأمن الوطني والدرك الوطني وحتى الجيش الوطني الشعبي ببعض النقاط التي مرّ منها الموكب، فضلا عن تخصيص طائرة عمودية رافقت موكب الجثمان إلى مقر الحزب الذي وصله في الوقت المحدد.
مئات المواطنين انتظروا وصول الجثمان إلى مقر الحزب
لم تكن لحظات عادية بشارع بوجمعة سويداني بأعالي العاصمة بالمرادية مقر حزب جبهة القوى الاشتراكية، حشود من المواطنين على حافتي الطريق اصطفوا منذ وقت طويل لانتظار وصول جثمان الفقيد الرمز الذي ملك الجزائريين بقلبه واستطاع بحق أن يوحّد الصفوف ضد المستعمر الفرنسي إبان الثورة المظفرة.
ملامح الحزن خيّمت على الحضور وصمت رهيب عم مقر جبهة القوى الاشتراكية الذي زين بصور الراحل، حيث كان يقيم جلساته واجتماعاته رفقة أصدقاء الدرب ممن أبو الحضور رغم الوضعية الصحية التي ألمت بالبعض منهم، إلا أنهم أتوا لاستقبال جثمان الرمز الذي كافح وناضل لاستقلال الجزائر.
وفي حدود الساعة الخامسة مساء وصل جثمان حسين آيت أحمد إلى مقر الحزب محمولا على أكتاف أفراد الحماية المدنية ومسجى بالعلم الوطني الذي ناضل لأجله طيلة حياته، وسط هتافات الحضور مرددين: «على العهد باقون يا دا حسين»، و»الله أكبر» مترجمة في آذان الحضور قيمة الراحل في نفوسهم، كيف لا وهو زعيم الانسانية بامتياز.
وقد وضع جثمان المجاهد حسين آيت أحمد الذي توفي عن عمر ناهز89 سنة، بمقر حزب جبهة القوى الاشتراكية للسماح للجزائريين بإلقاء النظرة الأخيرة على هذه الشخصية التاريخية.