طباعة هذه الصفحة

الشعب ترصد أجواء الوداع بمقر «الأفافاس»:

شخصيات وطنية ووفود أجنبية تبكي القائد

جلال بوطي

توافد مئات المواطنين وشخصيات وطنية وسياسية وكذا وفود أجنبية إلى مقر حزب جبهة القوى الاشتراكية، أمس الأول، بأعالي العاصمة بالمرادية، لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان فقيد الجزائر الراحل الرمز حسين آيت أحمد، وسط جو مهيب و حزن شديد خيم على الحضور، مؤكدين على بطولية الراحل أثناء وبعد استقلال الجزائر.
لم يتسع مقر الأفافاس لاحتضان مئات من المواطنين والمسؤولين ووفود أجنبية وممثلي السلك الدبلوماسي بالجزائر من سفراء وقناصل، قدموا لتقديم العزاء وإلقاء النظرة الأخيرة على الراحل دا حسين الذي وضع في ساحة الحزب وفق المراسم التي سطّرتها قيادة الأفافاس لتمكين الوفود من توديع هذه الشخصية التاريخية.
وقد حضر إلى مقر الحزب المئات من المواطنين الذين جاؤوا من مختلف مناطق الوطن لاستقبال جثمان الفقيد المجاهد آيت أحمد وإلقاء النظرة الأخيرة عليه والترحم على روحه الطاهرة  إلى غاية الساعة السابعة صباحا من يوم أمس.
وتوجّه إلى مقر جبهة القوى الاشتراكية بداية ظهيرة أمس الأول مسؤولون وشخصيات وطنية بارزة على غرار والي العاصمة عبد القادر زوخ وسعيد شيبان عضو جمعية العلماء المسلمين، ورئيسا الحكومة الأسبقين مولود حمروش ومقداد سيفي والمجاهد لخضر بورقعة والوزير الأول الأسبق للمملكة المغربية، وسفيرا جمهورية تونس ودولة فلسطين للترحم على روح الفقيد.
لم تختلف الشخصيات السياسية الوطنية والأجنبية التي تنقلت إلى مقر جبهة القوى الاشتراكية  بالجزائر العاصمة مساء أمس الأول الخميس لإلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد المجاهد حسين أيت أحمد في وصف الراحل بالرجل الزعيم والمناضل الكبير من أجل التحرر من الاستعمار وإرساء الديمقراطية.
الغنوشي: الراحل خسارة للمغرب العربي
وفي هذا الصدد اعتبر رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي في تصريح للصحافة على هامش تأدية واجب العزاء أن الفقيد رمز من رموز الثورة بالعالم أجمع وبالخصوص في منطقة المغرب العربي.
مضيفا أنه كان ينظر إليه هو والرئيس الأسبق الراحل أحمد بن بلة في سنوات الخمسينيات كقدوة، وقال أن الراحل كان رمزا من رموز الثورة ومناهضة الاستعمار وهو خسارة للجزائر وللمغرب العربي الكبير ككل.
مقري:عمل على تكريس حقوق الإنسان
وبالنسبة لرئيس حزب حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري فإن الفقيد جاهد جهادين: الأول تحقق وهو الاستقلال أما الجهاد الثاني فهو كان من أجل تحقيق الديمقراطية وتكريس حقوق الإنسان التي ناضل من أجلها طيلة حياته.
بوشاشي: ناضل لتجسيد الديمقراطية
أما المحامي والنائب السابق لجبهة القوى الاشتراكية مصطفى بوشاشي فاعتبر أن إنصاف المجاهد الراحل آيت أحمد يجب أن يكون بتكريس المبادئ التي ناضل من أجلها طيلة حياته، متمنيا أن تكون وفاته هي تكملة لنضاله من أجل تجسيد الديمقراطية.
وأضاف في هذا السياق أن الحضور المكثف للوفود الأجنبية لتوديع أحد زعماء الثورة التحريرية دليل على مكانته الكبيرة على الصعيد الدولي، وأشار بوشاشي إلى أن تنقل الجزائريين من كل ربوع الوطن للترحم على المجاهد أكبر دليل على أن الجزائريين يستطيعون التمييز بين الذين ناضلوا بدون أي خلفيات من أجل إرساء الديمقراطية وبين أولئك الذين فضلوا الاستقالة من النضال.
واستمر توافد المواطنين إلى مقر الأفافاس دون انقطاع في جو من الحزن والأسى لفراق حسين آيت أحمد واستمر التوافد إلى غاية تمكين كل الوافدين من إلقاء النظرة الأخيرة وتوديع الراحل حسين آيت أحمد، مؤكدين خلال تعازيهم على وفاء الراحل للوطن ونضاله المستميت إبان الثورة التحريرية التي يعد أبرز قادتها.