تشهد ولاية سيدي بلعباس وعلى غرار باقي ولايات الوطن موجة صقيع حادة نتجت عن شح الأمطار وتأخر المغياثية، وهي الوضعية التي تسببت في تلف العديد من المحاصيل الزراعية وأضحت تثير مخاوف الفلاحين من بوادر موسم فلاحي جاف في حال استمرار تأخر التساقطات المطرية.
وفق مصالح الأرصاد الجوية لسيدي بلعباس فقد بلغت كمية الأمطار التي شهدتها الولاية خلال الأربعة أشهر الماضية 73,2 ملم وهي الكمية التي اعتبرت بالقليلة جدا مقارنة بالمواسم الماضية، حيث كانت الكمية تفوق 130 ملم، وما زاد من تفاقم الوضع موجة الجليد التي صاحبت نقص الأمطار، والتي ظهرت آثارها السلبية وبشكل جلي على المحاصيل الزراعية هذه الأخيرة التي تأثرت في مراحل نموها الأولى وهو ما أثار وبشكل كبير مخاوف الفلاحين الذين سارع بعضهم لإيجاد حلول مستعجلة من أجل إنقاذ المحاصيل من خلال الإستعانة بالسقي التكميلي في حين عزف البعض الآخر من الفلاحين البسطاء عن هذا الحل نظرا لتكلفته المالية الكبيرة.
وفي ذات الصدد طالب هؤلاء بضرورة إعادة النظر في برنامج الدعم الخاص بحفر الآبار لغرض السقي الفلاحي والذي يعوض الفلاح بنسبة 30 بالمائة فقط بعد انتهاءه من عملية الحفر التي تكلف أموالا باهظة، حيث طالبوا بالتعويض الشامل لتسهيل العملية التي أضحت أكثر من ضرورة خلال السنوات الأخيرة بسبب نقص الأمطار وحتمية الاستعانة بالسقي التكميلي لإنقاذ الموسم الفلاحي.
وطالب الفلاحون أيضا وعلى لسان بلحول بوعدنان نائب رئيس الغرفة الفلاحية كافة التعاونيات بجملة من التسهيلات لإعادة عمليات البذر.
ومن جهتهم منتجو الخضر والفواكه بسهل المكرة أكدوا أن البذور التي زرعت مؤخرا تعيش حالة من الاختناق داخل التربة بفعل الجفاف الذي أثر بشكل كبير حتى على محاصيلهم الموسمية الباكرة والتي تم زرعها بداية شهر سبتمبر كالجزر واللفت و الخس وغيرها بعد أن تعذر عليهم جنيها بسبب قساوة الأرض بفعل الجفاف، وهو ما يتطلب توفير مياه السقي لتدارك المشكل كمياه سد الطابية التي تم تخصيصها لهذا الغرض.
أما موالو المناطق الجنوبية للولاية والتي تقع بمحور الهضاب العليا فهم يعيشون أوضاعا جد صعبة بسبب نقص الأمطار وما انجر عن ذلك من تقلص في مساحات الكلأ بالمناطق الرعوية بكل من مرحوم، رأس الماء وغيرها، وهو ما أجبرهم على اقتناء الأعلاف التي ترتفع أسعارها في مثل هذه الأوضاع بسبب المضاربة أين يصل سعر القنطار الواحد من مادة الشعير إلى أزيد من 3 آلاف دج.
وفي المقابل أكد العديد من الفلاحين أن الحديث عن الجفاف بمفهومه الحقيقي سابق لأوانه بدليل أن الموسم لم ينتهي بعد حيث قام العديد منهم بعمليات الحرث والبذر وهم بانتظار الفرج .هذا وللإشارة فإن المعهد الوطني للأراضي بادر بمراسلة المديرية الوصية لتحسيس الفلاحين وتوعيتهم بأهمية السقي التكميلي وحفر الآبار لإنجاح الموسم الفلاحي الذي يعد حاليا من أهم القطاعات التي يعول عليها الإقتصاد الوطني .
ترحيل 263 عائلة إلى سكنات إجتماعية جديدة
قامت يوم أمس السلطات المحلية لولاية سيدي بلعباس بترحيل 230عائلة تقطن بالسكنات القصديرية الكائنة بالمجمع السكني الإخوة عدنان بحي الصخرة إلى سكناتها الإجتماعية الجديدة بطريق زروالة، وهي العملية التي تدخل في إطار القضاء على السكن القصديري والهش وتحسين الظروف المعيشية للمواطن، هذا وكانت السلطات المحلية يوم أول أمس قد قامت بترحيل 33 عائلة من سكناتها الهشة الكائنة بحي القرابة العتيق إلى السكنات الإجتماعية الجديدة بطريق معسكر، وبهذا تكون السلطات المحلية قد طوت ملف القرابة الذي لطاما أرّقها وشكل نقطة سوداء لعاصمة الولاية وسكانها، وللإشارة فإن عملية الترحيل مسّت أيضا 15 عائلة تقطن بالسكن الفوضوي بمزارع الطاهر موسطاش، خير الدين وسي صالح،الذين إستفادو من سكنات ريفية بالجواهر، المحاديد والطوايطة، هذا وسيتم أيضا ترحيل حوالي مائة عائلة أخرى شهر جانفي الداخل بعد الفروغ من أشغال ربط هذه السكنات بشبكتي الغاز والكهرباء.