طباعة هذه الصفحة

بعث مهرجان الفيلم العربي في طبعة جديدة

فعاليـات ثابتـــة وأخــرى متحولـة، تصنـع الحـدث

وهران ٬: براهمية مسعودة

شهدت عاصمة الغرب الجزائري، وهران عام 2015 أحداثا ثقافية وفنية حافلة، تركت في نفوس الجماهير، بصمات  ثابتة لا تمحى، ولعل أبرزها، المهرجان الدولي للفيلم العربي في نسخته الثامنة، الذي احتل الريادة على المستوى العالمي من خلال إقامة الفعاليات والأنشطة الأدبية والفنية والفكرية التي تندرج في إطار رؤية الجزائر التي ترتكز في أحد عناصرها على خلق حالة من الحراك الثقافي والفني، وسط مختلف الشرائح الاجتماعية وفيئاتهم العمرية.
المهرجان الدولي للفيلم العربي، أقيم بوهران شهر ماي المنصرم، بعد تأجيل دورته الثامنة عن الموعد المعتاد، بحضور نخبة من الشخصيات الوطنية وجمع من الفنانين والمخرجين العالميين من صناع السينما حول العالم والوطن العربي، شهد عروض بانوراما سينمائية عربية وأفلاما دولية عددها 38 فلما من17 دولة عربية وعربية، إلى جانب ورشات حول السيناريو، تجسد ثقافة أبنائها في مجال الفنون والإبداع.
الأغنية الوهرانية ورقة طريق للغرب الجزائري
 عرفت “الباهية” من الشعر الملحون، لتمتع عشاقها بأجمال الأغاني الوهرانية والبدوية في مهرجان متخصّص، وعلى ايقاعات الأصالة، استمتع الجمهور بأجمل الوصلات الغنائية لمطربين من مختلف أجيال هذا الفن الموسيقي الغنائي العريق، أمثال عميد الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري.
مسرح الهواء الطلق في الموعد
احتضنه مسرح الهواء الطلق حسني شقرون في الفترة الممتدة من 27 إلى 31 أوت المنصرم بمشاركة فنانين جزائريين من الضفتين، على غرار ديموقراكوس، الداي، ايمزاد، توكس، فريكلان، و«ديوان البهجة”، إضافة إلى الفنانين ريم ك، كايا سامت، لاكريم والنجم الجديد لموسيقى الراب بفرنسا هايس لمسي المنحدر من منطقة حاسي مسعود، فيما يكمن الهدف الرئيسي منه في لم شمل الفنانين المقيمين بالخارج، وإشراكهم في كل ما من شأنه  دعم هذه المشاركة لمصلحة الوطن.
في هذا السياق، أكد السيد محمد جلاطة، رئيس مصلحة الفنون والآداب بالمديرية الولائية للثقافة،  أن “التنافس” الذي ظهرت به مختلف الأطراف الفاعلة في المجال، أهم ما مميز وهران خلال 2015، في إشارة منه إلى مديرية الثقافة، دار الثقافة، المتحف الوطني أحمد زبانة، المسرح الجهوي عبد القادر علولة وقسم الشؤون الثقافية التابع لبلدية وهران.
كما شهد المسرح الجهوي، عبد القادر علولة، حراكا نشطا، يأتي ضمن الأهداف العامة لهذه المؤسسة، وتنصبّ مجملها في إطار دعم الحراك المسرحي وتحقيق المشروع التنموي الذي  تقوده عاصمة الغرب الجزائري على أكثر من صعيد، حسبما جاء على لسان، المكلفة بالإعلام لدى المؤسسة، السيدة سناء الزاوي.
ويسعى المسرح الجهوي، عبد القادر علولة، أن ينمي العلاقة الوطيدة بينه وبين الجمهور الذي تجاوز منذ بداية السنة وإلى غاية نوفمبر المنصرم 15213 متفرجا من فئة.
ومن أهم هذه العروض المسرحية “حمّام بغدادي” للمخرج العراقي جواد الأسدي الذي قُدم على المسرحي الجهوي عبد القادر علولة بوهران، بدعوة من  وزارة الثقافة،  كما احتلت الفرقة الموسيقية  “الثلاثي خوري” المساحة الكبرى من المشهد بعروض عالمية، تنوعت بين كلاسيكيات المسرح من التراجيديات الإغريقية إلى فن الباليه، فالكوميديا الديلارتية.
وعن الأثر الذي تركته الفعاليات المختلفة في قلب وهران، وفي ذاكرة الجمهور الجزائري، أكدت الزاوي على أهمية المسرح في حياة الناس، لما يلعبه من دور فاعل في تقدم خدمات اجتماعية، تربوية وترفيهية لكافة الشرائح العمرية، من خلال صياغات فنية عالية المستوى، تفجر مناطق الإبداع لدى الجمهور، وتعمل على حثه على الجوانب الاجتماعية الإيجابية ورفض العديد من السلوكيات غير المرغوبة.