أطلع القائم بالأعمال لدى السفارة الأندونيسية بالجزائر السيد سويديانتو سوماردي، أمس، رجال الأعمال بالإجراءات التي اتخذتها جاكرتا لجلب الاستثمار وتشجيع الشراكة وفق قاعدة تقاسم الربح والعبء.
تتمثل هذه الإجراءات التي اعتمدها الرئيس منذ توليه الحكم، في تسهيلات عقارية وإعفاءات جبائية وجمركية تصل إلى حد عشر سنوات.
وقال سويديانتو وهو يوجه كلامه للمتعاملين الجزائريين في لقاء بفندق لالة دوجة بحي سيدي يحي، في منخفض بارادو، إن أندونيسيا ذاهبة إلى الأبعد في منح المستثمرين الجزائريين حق الأفضلية والأولى بالرعاية، انطلاقا من عمق الروابط التاريخية وعرى الصداقة المرسّخة في الميدان والعلاقات السياسية المميّزة التي تحافظ على حرارتها منذ مؤتمر باندونغ ولم تعرف أي طارئ.
وأضاف القائم بالأعمال لـ “الشعب”، أن رئيس الجمهورية سوسيلو بنبان يولو يونو، اعتمد هذا النهج منذ تولية الحكم سنة 2009 ويتمسك به في خياراته منذ تجديد الثقة فيه العام 2014، معتبرا الانفتاح مبدأ مقدسا في سياسة أندونيسيا التي حققت الرواج الاقتصادي بفضل تشجيع النمو المولّد للثروة والقيمة المضافة وليس الريع الآيل للزوال.
وتحتل الجزائر الصدارة في انفتاح البلد الاقتصادي ودعوته للمستثمرين لأنجاز مشاريع في مناطق التوسع الصناعي والأنشطة الاقتصادية والسياحية.
«لا يمكن الإبقاء على التبادل التجاري في وضع هزيل لا يتعدى 620 مليون دولار لبلدين مضربين للمثل في الروابط السياسية المميزة وهما الجزائر وأندونيسيا. رفع التبادل التجاري وتنويع الاستثمار والشراكة هي قاسم مشترك للبلدين، شددا عليه أثناء زيارة مرزوقي علي رئيس البرلمان الأندونيسي للجزائر العام 2013 وانتزاعه صفقة بترولية بقيمة 1.8 مليار دولار”، هكذا صرح القائم بالأعمال لنا وهو يقدم رؤية استشرافية للعلاقات الثنائية التي تزداد قوة وصلابة أثناء زيارة الرئيس الأندونيسي للجزائر العام الداخل 2016.
علي عبد الرحمان بارة، رئيس شركة المساهمة “ويزا” للاستيراد والتصدير، فتح مكتبا بجاكرتا، يرى أن هناك عناية بالمتعامل الجزائري في أندونيسيا التي تمتلك أكثر من 30 مليون مؤسسة مصغرة، ونجحت في أن تصبح قطبا صناعيا في مجموعة 20. ودليل ذلك، ما تقدمه السفارة الأندونيسية من تسهيلات في منح التأشيرة تمتد إلى 30 يوما، بعدما كانت لا تتعدى الأسبوع. يضاف إلى ذلك، المرافقة الدائمة للمستثمر في أنجاز المشاريع من قبل مكتب الاستثمار الأندونيسي وتوجيهه نحو القطاعات الاستراتيجية التي لا تطبق فيها أية تعريفة جبائية وجمركية مثل المناطق السياحية النموذجية الثماني التي يعفى فيها أي مشروع من أية ضريبة مدة 10 سنوات.
اعترف متعاملون في تدخلهم بجدوى التعامل مع إندونيسيا التي يقطنها 250 مليون نسمة. غالبيتهم من إتباع الزاوية الرحمانية، لكنهم طالبوا بمزيد من التسهيلات في منح التأشيرة تصل إلى العام أو أكثر لتجنب المرور الدائم عبر القنصلية إو السفارة في الذهاب إلى البلد الأسيوي الناشئ بسرعة غير مسبوقة وتنافسه مع كبريات الدول في صناعة الطائرات والسفن والسيارات والشاحنات دون الإبقاء تحت أسر البترول الذي ينتج منه 900 ألف برميل يوميا ويستورد ما تبقى لحاجياته من الجزائر.
مع العلم، أن هناك 3 شركات استثمارية كبرى أندونيسية في الجزائر، منها “برتامينا” التي تنشط في مجال المحروقات منذ 2013 وقد اشترت أسهم الشركة الأمريكية “كونوكوفيليبس” ولها استثمار بـ1.75 مليار دولار، و«أندومي” المختصة في إنتاج العجائن التي تتطلع لإنجاز معمل بقيمة استثمارية بـ500 مليون دولار وهناك شركة ثالثة “ويجايا كاريا” المختصة في إنجاز المنشآت القاعدية من طرق، مطارات وجسور وهي الشركة التي تعاملت مع “كوجال” اليابانية في إنجاز السيار شرق - غرب بدءاً من ولاية برج بوعريريج إلى الحدود الجزائرية التونسية بولاية الطارف.