قامة في الثبات على مواقفه والوفاء لمبادئه
عبّر سكان قرية آيت أحمد ببلدية آيت يحيى، مسقط رأس حسين آيت أحمد، على غرار باقي ولايات الوطن عن حزنهم العميق لفقدان الراحل، مدركين أن الموت حق وأن الأقدار شاءت أن يفارق الحياة، وما عساهم إلا القول “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
«الشعب» انتقلت إلى قرية المجاهد الفذ آيت أحمد، الذي سجل اسمه بأحرف من ذهب عبر الصفحات الخالدة لتاريخ الجزائر، وشهدت زاوية الشيخ محند توافد أعداد كبيرة من المواطنين الذين قدموا تعازيهم لعائلة الفقيد.مؤكدين أن الجزائر فقدت برحيل حسين آيت أحمد رجلا مثاليا في النضال والتضحية والوفاء لقيم ثورة أول نوفمبر، وتميّز طيلة حياته بنضاله إبان الثورة ومعارضته الإيجابية وحبه لوطنه.
وفي هذا الصدد أكد بن بلحاج، لـ «الشعب» أن المرحوم آيت أحمد قامة في الثبات على مواقفه ووفي لمبادئه، وعمل بإخلاص لوطنه، ولم تكن لديه أي أغراض أخرى سوى تحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية.
ومن جهته قال بن بلقاسم مراد، آيت أحمد بمثابة أب للثورة المجيدة وقدم الكثير لوطنه، منذ كان عمره لا يتعدى 16 سنة ليواصل نضاله لأزيد من 70 سنة من حياته، كما تمكّن بفضل حنكته من تجاوز الخلافات وإخماد الفتنة في مهدها.
أما صالحي أعراب، فقال أن المرحوم مثال للقدوة، وعلينا مواصلة مسيرته النضالية من أجل مصلحة البلاد والعباد، حيث كانت علاقته وطيدة بوطنه، وقد اختار أن يدفن في قريته ما يعكس مدى تمسكه بأرضه.
وقد توالت التصريحات مجمعة، على أن الرجل سيبقى دائما في الذاكرة وعلى الأجيال الصاعدة التأسي بمبادئه وأفكاره، لأنه كان وفيا لمبادئ ثورة أول نوفمبر المظفرة، وناضل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للجزائر، وناضل من أجل تأسيس دولة ديمقراطية اجتماعية تحترم حقوق وحريات الأفراد.
البجاويون يعبّرون عن حزنهم
ما زال البجاويون متأثرين بوفاة الزعيم حسين آيت أحمد، بعد مسيرة تاريخية من العطاء والإخلاص لوطنه، ما جعله يحظى بمكانة كبيرة في قلوبهم، كيف لا وهو القائد السياسي والثوري الذي دافع دون هوادة عن الوحدة الوطنية وتفتح الحريات و الديمقراطية.
وفي هذا الصدد أكد الأستاذ حميطوش حميد، أن آيت أحمد يعد وجها بارزا في الحركة الوطنية، وقدم تضحيات جسام من أجل وطنه خلال الثورة التحريرية وبعد الاستقلال، وقد صدم الجزائريين لخبر وفاته، فهو أحد رواد الثورة وقائد شجاع له مواقفه الثابتة، وزعيم تاريخي ناضل من أجل الوحدة الوطنية، وخطط مع إخوانه للثورة التحريرية، كما ناضل بعد الاستقلال لتحقيق الحرية والديمقراطية .
مضيفا أن المرحوم مجاهد من الرعيل الأول، وعلى الجيل الصاعد الاقتداء به، وبشخصيته الوطنية كواحد من الزعماء الكبار الذين أحبوا وطنهم وكانوا ضمن طلائع الوطنيين الذين مهّدوا للكفاح المسلح، وانضموا إلى قيادة الثورة التحريرية المباركة بشجاعة وإقدام ووفقوا في تحقيق النصر.