اشتكى عدد كبير من الحرفيين المشاركين في فعاليات الصالون الوطني للصناعة التقليدية المنظم بقصر المؤتمرات أحمد بن أحمد بوهران في طبعته الثانية من الصعوبات التي تواجهها الصناعة التقليدية في الجزائر، جراء مشاكل التسويق وارتفاع أسعار المواد الأولية المستوردة.
أكد هؤلاء بأن العقبة التي تواجه الحرفيين، غياب الحلول التسويقية الناجعة، في إشارة منهم إلى الإجراءات الطويلة والمعقدة في عملية التصدير، بحيث تفوق الشهرين للطلب الواحد مما يكلف خسائر كبيرة في بعض الأحيان، لا سيما عزوف الزبون، بسبب التأخر في التسليم.
تطرق حرفيون إلى المنافسة غير شريفة لمنتوجات مستوردة غير مطابقة لمعايير الصحة والأمن والبيئة، مؤكدين لـ«الشعب” أن المادة الأولية تعرف تذبذبا في السوق وارتفاعا باهظا في الأسعار، وازدادت حدة مع انخفاض سعر الدينار. وهو ما ذهب إليه بعض حرفي صناعة الخزف الفني الوافدين من الجزائر العاصمة وكذا صناع القشابية بالجلفة، إضافة إلى عزوف الشباب عن الأعمال اليدوية وبحثهم عن الربح السريع.
أكد الحرفيون على ضرورة التزام الدقة والتمحيص في منح القروض للشباب المستثمر، وأغلبهم حسب مصادرنا، حاصل على شهادات بسيطة، لا تفي بالغرض، مشددين في نفس السياق على أهمية تشجيع الحرفيين القدامى للنهوض بهذا النوع من الصناعات، بما يخلق فرص عمل أكبر.
من جهتهم أجمع معظم العارضين على أن قطاع الصناعة التقليدية والحرف بالجزائر، يشهد تطورا جديدا بفضل المعارض المنظمة من قبل الوزارة الوصية للتعريف بالمنتوج المحلي والسعي إلى تعزيز مكانتها في الإقتصاد الوطني.
وتشكل هذه التظاهرة التي ستتواصل إلى غاية 5 جانفي القادم فضاء لعرض مختلف المنتجات التقليدية الفنية على غرار تلك التي تخص الخزف والفخار والزجاج المنفوخ والحلي الفضية والجلود والنسيج والنحاس واللباس التقليدي وغيرها، حسب المنظمين، كما سيسمح للحرفيين وعددهم أكثر من 300 عارض بالتعريف بأعمالهم وإبراز مهاراتهم الفنية.