طباعة هذه الصفحة

الخبير مبتول يستشرف مؤشّـرات السّـوق البترولية

للجـــزائر قـــدرات تجــاوز الظّــرف شريطــة ترشيـــد النّفقـــات

سعيد بن عياد

عشريـة 2030 ــ 2040 تمثـل منعـرج تراجــــع الطّلـب علـى النّفـط والغاز

دعا الأستاذ والخبير الدولي عبد الرحمان مبتول إلى التخلص من “وهم الريع البترولي”، والعمل بأسرع وقت على مسار ترشيد الإنفاق في ظل وضع الرأي العام أمام حقيقة الظرف بعيدا عن خطاب كارثي يثبط العزيمة، مؤكدا أنّ للجزائر القدرات التي ترفع بها تحدي تجاوز المرحلة الصعبة شريطة استخدام جيد وعقلاني للاحتياطي من العملة الصعبة لإنعاش دواليب الإنتاج والخدمات من خلال اعتماد اقتصاد المعرفة من أجل بناء التحول التكنولوجي و«المناجيريالي” حتى يصبح الاقتصاد الوطني تنافسيا وفقا للمعايير الدولية.
أشار الدكتور مبتول إلى تأثيرات المؤشّرات السّلبية للسوق الطاقوية على الاقتصاد الوطني خلال الفترة 2016 ــ 2020 مسجلا تراجع سعر برميل النفط من 105 دولار قبل سنة إلى ٤٠ . ٣٦ دولار بتاريخ 21 ديسمبر 2015. وفي ضوء التوجهات المستقبلية للأسواق الطاقوية، رصد مبتول في قراءة استشرافية للمؤشرات عددا من المعوقات التي تضغط على القدرات المالية ومن أبرزها:
- عودة إيران للتّصدير بدءًا من 1 جانفي 2016 بطاقة إضافية تتجاوز 1 مليون برميل / يوم، علما انّه الخزان الثاني من الغاز التقليدي عالميا بعد روسيا وتليها قطر.
- قرار مجلس الأمن الدولي بحلّ أزمة سوريا وبموافقة من الصين وروسيا، وتأييد إيران يقود إلى مضاعفة العراق لطاقته التصديرية بـ 2 أو 3 ملايين ب / ي إضافي، إلى جانب ما تتوفر عليه ليبيا.
- الاجتماع الأخير لمنظمة “أوبيب” التي تمثل 33 بالمائة من الإنتاج المسوق عالميا(67 بالمائة تعود لبلدان من خارجها) بدل أن يقلص من الحصص بمعدل 2 مليون ب / ي مثلما نادت به الجزائر وفنزويلا قرر الأخذ في الحسبان نمو حجم الإنتاج في إيران وإندونيسيا، وبالتالي ذهب اللقاء إلى  الرفع من سقف إنتاج المنظمة إلى ٥ ، ٣١ م ب / ي.
- لأول مرة وبتاريخ 18 ديسمبر 2015، وافق الكونغرس الأمريكي منذ أربعين سنة على تصدير النفط والغاز الصخري إلى أوروبا بالأخص، وذلك تحت تأثير المنتجين الأمريكيين.
- تعدّت روسيا لأول مرة سقف إنتاجها بتسجيل 11 مليون ب / ي نظرا لحاجياتها التمويلية مرتكزة على ذراعها القوي “غاز بروم”، علما أنّها تملك أول أكبر احتياطي من الغاز عالميا لتعوض تراجع إيراداتها بسبب تدهور الأسعار عن طريق الرفع من حجم الإنتاج.
- تتحوّل موزمبيق في سنة 2016 إلى ثالث منتج في إفريقيا، إلى جانب انعكاسات احتمال استغلال 20 مليار متر مكعب من الغاز في شرق المتوسط.
- توجيهات ندوة التغير المناخي (كوب 21) المنعقدة مؤخرا بباريس باللجوء إلى نظام طاقوي مختلط مع تحفيز الطاقات المتجددة التي يرصد لها تمويل استثماري يقدّر بـ 600 مليار دولار أفق 2020 مقابل 300 في 2014، في انتظار قرارات عملية تترجم تلك التوجيهات.
كل هذه المؤشّرات التي تؤثّر مباشرة في معادلة أسواق الطاقة، تتطلب التوقف عندها واستخلاص العبر تحسّبا للمستقبل، علما كما يشير الخبير أن عشرية 2030 ــ 2040 تمثل المنعرج الذي يتوقع أن يسجل فيه النفط والغاز تراجعا في الطلب ممّا يلحق ضررا عميقا بالأسعار، وحينها يجب أن تكون لاقتصادنا القدرات اللازمة لمواجهة الوضعية، وهي الوضعية الصعبة أكثر مما هي عليه اليوم، ومن ثمة ينبغي التحضير لها مبكرا بالانتقال إلى العمل في الميدان، وبالتزام قوي تعكسه سلوكات “مناجيريالية” جديدة ترتكز على قيم أخلقة الحياة العامة في كل المجتمع ومؤسساته.