طباعة هذه الصفحة

دور الزّوايا إبان الحقبة الاستعمارية

شيــوخ زوايا قاوموا العــدو بشراســــة

أدّت زاوية أمحمد بن عبد الرحمان في ذراع الميزان كغيرها من الزوايا، دورا كبيرا في المقاومة، إذ تزعّم الحاج عمر عام 1851 حركة ثورية ضد القوات الفرنسية، وكان قد عُيَّن في عام 1854 مقدما للرحمانيين، وكان شديد الحيوية والنشاط، ومال إلى تأييد الثوار أثناء ثورة الشريف بوبغلة واعتصم بالمناطق الجبلية الحصينة قرب الزاوية، حتى أرغمته القوات الفرنسية على الاستسلام يوم 14 نوفمبر 1851 في بني كوفي بآيت إسماعيل.
وقد احتفظ برئاسة الزاوية والإخوان حتى عام 1856، حيث تزعّم من جديد الثورة بنفسه، ربط صلته بالشيخ واعراب في اث ايراثن ولالا فاطمة، والشيخ محمد بن عبد الرحمان شيخ بني منقور وقادوا جميعا في جبال جرجرة جماهير الرحمانين ضد الجيش الفرنسي، الذي كان يقوم بعمليات استكشافية في جبال جرجرة تمهيدا لغزوها، وزحف الحاج عمر بنفسه يوم الثاني من سبتمبر 1856 على رأس إخوانه إلى ذراع الميزان، وتواصلت المعارك حول هذه المدينة إلى غاية يوم 22 من نفس الشهر، وقام الجنرال يوسف بالزحف على زاوية آيت إسماعيل وعسكر حولها، وقد اختارته فرنسا لمثل هذه المهمة لشدة حقده على الإخوان خاصة، وعلى الجزائريين بصفة عامة.