أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى المقاطعة الإدارية عين صالح، على ضرورة إبراز دور منطقة التديكلت في الكفاح المسلح ضد المستعمر، وهذا انطلاقا من الثورات الشعبية التي شهدتها المنطقة وإلى غاية ثورة نوفمبر المجيدة، وتبيين دورها الطلائعي الذي مكّن سكانها من الوقوف في وجه كل المخططات الرامية على خيارات الشعب الجزائري وبيان أول نوفمبر والسيادة الوطنية ووحدة التراب.
وخلال كلمته الافتتاحية للملتقى الوطني الثالث حول الجبهة الجنوبية ومساهمتها في الثورة التحريرية وبعدها الإفريقي والذي جرت فعاليته على مدى يومين، قام وزير المجاهدين رفقة الحضور بقراءة فاتحة الكتاب ترحما على فقيد الوطن المجاهد (حسين أيت أحمد)، وعن الملتقى، أكد بأن احتضان منطقة التديكلت لمثل هذا الملتقى، يعتبر دليلا على الأهمية التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية للنشاطات المتصلة بالذاكرة التاريخية وإيلائها عناية خاصة لتلقينها للأجيال الصاعدة لتكون نبراس يضيء لها الطريق وتأهيلها لاستلام المشعل، خاصة
وأن هذا الملتقى يجري على بعد أيام من إحياء الذكرى التاريخية الجليلة (معركة الفقيقيرة) 28 ديسمبر 1899 بقيادة (الحاج مهدي باجودة )، مما يدل على الحس الوطني لمواطني التديكلت على غرار أبناء الوطن وأنهم أوفياء لرسالة الشهداء.
وفي سياق متصل، أضاف وزير المجاهدين بأن تنظيم مثل هذه الملتقيات ليس من باب جمع المعطيات التاريخية، بل يعتبر مدرسة بكل المعايير وله دلالة كبرى بأن الجزائر نلتمس فيها عمق التاريخ والقيم والمثل الإنسانية التي تأسست عليها ثورة نوفمبر.
كما أعلن الطيب زيتوني العمل على مشروع لإعداد ملف لترقية وتثمين الموروث التاريخي
والثقافي المرتبط بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر في بعدها السياحي
والاقتصادي والاجتماعي.
وشهد الملتقى عرض مداخلات لبعض الأساتذة الجامعيين، وبعض الشهادات الحية لمجاهدين عايشوا عن قرب تشكيل القاعدة الجنوبية، كالمجاهد (أحمد بن سبقاق) الملقب بـ (بودراعة)
والذي تطرق في شهادته إلى كيفية بداية بعث القاعدة الجنوبية رفقة عبد القادر المالي وأحمد دراية وغيرهم بأمر من الرئيس الراحل هواري بومدين.
كما قام وزير المجاهدين بتدشين مركز راحة للمجاهدين بطاقة استيعاب 32 سريرا بتكلفة بلغت 112 مليون دينار، مؤكدا بأنه سيكون إشعاع للصحوة التاريخية لجمع الشهادات في بعدها السياحي.