كانت ليلة راقصة مليئة بالألوان واللوحات الفنية، في ديناميكية قلّ نظيرها، ليلة ختام مهرجان الجزائر الدولي للرقص المعاصر، التي ميزها حضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، الوزير السابق والرئيس الشرفي للمهرجان لمين بشيشي، وعدد من الدبلوماسيين الأجانب والفنانين والمثقفين، كما لم يغب الجمهور الذي واظب على حضور العروض القادمة من مختلف أصقاع العالم.
كان برنامج الليلة الأخيرة للمهرجان واحدا من أثرى برامج السهرات، حيث نشطه فنانون قادمون من جمهورية التشيك، الولايات المتحدة الأمريكية، بلجيكا، إلى جانب الفنانين الجزائريين في عرضي البالي الوطني وطلبة “الماستر كلاس” بقيادة المصمم الكيني والعالمي جون ماينا.
ميهوبي وبشيشي يثنيــان علـى المهرجـان
قال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي إنه لم يحضر الافتتاح وأضاع الفرجة في الأيام التي سبقت، مع ملاحظة أن طبق السهرة الأخيرة من عمر المهرجان كان ثريا جدا.
وأضاف: هذا المهرجان مهم جدا ويستحق الدعم والمساعدة، وأن يسعد الكثير من الجمهور الحاضر معنا”، وتقدم بالشكر إلى محافظة المهرجان ثم قال: “نأمل أن يكون المستقبل دائما أفضل وأفضل، ونأمل للبالي الوطني أن يقدم الجديد خاصة مع افتتاح الأوبرا الوطنية، ما سيكون فرصة كبيرة للجمهور ليستمتع بعروضه الفنية”.
وأكد عز الدين ميهوبي أن الجمهور هو الحكم، ومادام سعيدا بالمهرجان فهذا يعني نجاح الطبعة، كما جدد دعم الدولة الجزائرية ورعايتها للشباب، واعترف بأنه شاهد عروضا في المستوى فنيا وتقنيا.
من جانبه، عبر الوزير السابق والفنان لمين بشيشي عن سعادته الغامرة لاختياره رئيسا شرفيا للمهرجان، وتمنى أن يعيش سهرة أخرى مثل هذه السهرة.
لوحات فنيــة متنوعــة
تنوعت اللوحات المقدمة في ختام السهرة، بين العرض التشيكي المائل إلى التجريد والسريالية، وعرضي الولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا الذين كانا أميل إلى الرقص الكلاسيكي ذي التقنية العالية. كما غرد البالي الوطني كعادته بمقاطع من “الجزائر حريتي”، ورسمت تجربة الماستر كلاس مسارا آخر لمستقبل الرقص المعاصر في الجزائر، حيث شاهدنا تحكما تقنيا غير مسبوق، وتنسيقا يضاهي ما نشاهده في أكبر المدارس العالمية في هذا المجال.
تكريمات بالجملة
شمل التكريم الذي شهده حفل الاختتام، والذي أشرف عليه ميهوبي، عددا من الفنانين الجزائريين، من شابات وشباب أمثال وسام معزوز، دريسي سفيان، ونجيب صالحي، كما كرمت هذه الطبعة السابعة التقنيين والعاملين في المهرجان من المديرة الفنية نوارة إدامي إلى مدير الوسائل اللوجيستيكية إبراهيم بهلول، وكذا بلهادي صفية، والسيد والسيدة عقابي، شكشاك جمال، الفنان الكوريغرافي أحمد خميس.
قالوا في المهرجان:
الرئيس الشرفي للمهرجان الموسيقار لمين بشيشي
«أشكر السيدة فاطمة الزهراء سنوسي ناموس على اختيارها لي كي أكون رئيسا شرفيا للمهرجان الثقافي الدولي السابع للرقص المعاصر. للأسف تخلفت عن حضور حفل الافتتاح لأنني كنت في ملتقى بمسقط ولكنني كنت حاضرا في حفل الاختتام. والموسيقى والرقص مجالان متلازمان تأثيرا وتأثرا”.
محافظة المهرجان فاطمة الزهراء سنوسي ناموس:
«كان إنجاز الطبعة السابعة هو التكوين الذي استفاد منه 50 شابا وشابة، من مختلف ولايات الوطن كسيدي بلعباس، عين الدفلة، البليدة وغيرها، ولن نقول لهم إلى اللقاء حتى المهرجان القادم، إنما سنفتح لهم أبواب التكوين بعده حيث سنقوم على مستوانا بإعداد برنامج لمساعدتهم على أخذ الأسس الأولية في الرقص المعاصر”.
جون ماينا، مصمم ومكون كيني:
«أشرفت بالمعهد العالي لفنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان، على ورشة وإقامة تكوينية في مجال الرقص منذ 6 ديسمبر، استفاد منها مجموعة كبيرة من الطلبة الشباب.. كانت الأجواء رائعة تفاعلية، وسجلت انتباها عميقا لمختلف الشروحات والحركات وتطبيق التقنيات”. ويضيف: “هناك مواهب وطاقات فتية مفعمة بالحيوية شاهدتها وتفاجأت بها خلال الورشة، هذه الأخيرة كانت ثمرتها تقديم العرض في ختام المهرجان، الذي خصصناه للتغير المناخي وضرورة حماية البيئة”.