يعرف قطاع الموارد المائية بولاية باتنة منذ مدة قفزة نوعية في عدد المشاريع والعمليات المحققة في السنوات الأخيرة، الهدف منها دائما هو وضع حد لمشكلة التزود بالمياه الصالحة للشرب، وهو ما بدأ يتحقق ميدانيا ويعيشه المواطن بأغلب بلديات الولاية باتنة، خاصة بعد ربط سد كدية لمدور بباتنة بسد بني هارون بولاية ميلة، إضافة إلى إنجاز عدة سدود بمناطق تفتقر فعلا إلى موارد مائية.
ورغم كل تلك المشاريع الكبيرة التي استفاد منها القطاع، إلا أن مصالح مديرية الري والموارد المائية لولاية باتنة، كشفت عن تسجيلها لعجز كبير في توفير مصادر الماء الشروب على مستوى 20 بلدية من أصل 61 عبر إقليم الولاية، ويأتي البرنامج الاستعجالي ليشمل بصفة خاصة توفير الماء بالبلديات التي تعتمد في تزودها على سد كدية لمدور بعد انخفاض منسوبه بما لا يكفي توفير الماء للتجمعات السكانية التي تعتمد على هذا السد، الذي يحتوي حاليا على 25 مليون متر مكعب في وقت تقدر طاقته الاستيعابية بأزيد من 74 مليون متر مكعب، وقد انخفض منسوبه هذه السنة بسبب نقص تساقط الأمطار.
المدير الولائي للري والموارد المائية، أوضح أن النسبة الكبيرة من التجمعات السكانية لولاية باتنة تعتمد في تزودها بالماء على المصادر الجوفية، وأكّد تسجيل عجز في عدد معتبر من البلديات سواء التي تتزود بالمياه الجوفية للآبار أو بالنسبة للبلديات التي تتزود من سد كدية لمدور بتيمقاد، مشيرا إلى أنّ مصالحه باشرت حفر 10 آبار جديدة على مستوى البلديات الجنوبية منها 04 ببريكة، 02 بالجزار، 02 بسقانة، 01 ببيطام وبئر ببلدية عزيل عبد القادر مع الشروع في إعادة تأهيل 25 بئر، واستغلال آبار قديمة منها 04 بمدينة باتنة و50 ببريكة و05 بعين التوتة وبئر بأريس، وذلك من أجل تغطية العجز في التجمعات السكانية السابقة التي تعتمد في تزودها بالماء على سد كدية لمدور.
ودعا مدير الجزائرية للمياه بولاية باتنة، السيد حديد مراد، سكان الولاية إلى ترشيد استعمال المياه الصالحة للشرب واستغلالها بشكل عقلاني، بما يعود بالفائدة على كل سكان الولاية. وأشار السيد حديد إلى أهمية الحفاظ على المياه ودور مؤسسة الجزائرية للمياه في تقديم خدمات ذات مستوى تتعلق أساسا بإيصال المياه الصالحة للشرب إلى كل إقليم الولاية باتنة. وأشار ذات المتحدث إلى أن قطاع الري والمياه بباتنة قطع في السنوات الأخيرة أشواطا كبيرة تستحق التنويه، حيث لم يعد مشكل التزود بالمياه مطروحا بحدة عكس السنوات الفارطة. وقد ساهمت مجهودات كل السلطات المعنية بقطاع الموارد المائية بباتنة في التقليل من هاته المشكلة، خاصة بعد تجديد شبكات المياه الصالحة للشرب بمدينة باتنة على مسافة 123 كلم، وقد وصل تدفق المياه إلى 60 ألف متر مكعب يوميا، بمعدل ٧ ، ١ مليون متر مكعب شهريا، وهو ما سيفوق كل طلبات مواطني ولاية باتنة.
٥ ، ١ مليون لتر مكعب شهريا تزور الحنفيات
تدعّم قطاع الموارد المائية لولاية باتنة من مشروع هام يتمثل في ربط سدي بني هارون وكدية لمدور، حيث وصلت، قبل أشهر أولى كميات مياه سدّ بني هارون إلى سدّ كدية المدور بتيمقاد، وهو ما من شأنه القضاء نهائيا على أزمة نقص المياه التي عانت منها الولاية باتنة في السنوات الأخيرة.
وقد كلّف ميزانية الدولة غلافا ماليا ضخما، بالإضافة إلى المجهودات الكبيرة التي بذلتها السلطات العمومية الولائية والمركزية، حيث ستزيد قوة المياه إلى 60 ألف متر مكعّب يوميا، على أن تبلغ أكثر من 1 مليون و700 ألف متر مكعّب في الشهر، وهو ما يعني حسب مدير الموارد المائية عبد الكريم شبري تغطية كل احتياجات الولاية من هاته المادة الحيوية.
ويندرج تحويل مياه سدّ بني هارون إلى سدّ كدية المدور بتيمفاد في إطار مخططّ أخضر استعجالي عبر قناة بطول 120 كلم وبقطر ٤٠ . ١ متر، حيث يصل تدفّق الماء فيها إلى 1 متر مكعّب في الثانية، فيما تمّ تشغيل القناة الثانية الموازية لها منذ مدة قليلة، وفقا لما أفادت به مديرية الموارد المائية، وسيسمح نظام بني هارون بتوفير كمّية من المياه للولاية تقدّر سنويا بـ 282 مليون متر مكعّب، مع تأمين احتياجاتها من هذه المادة الحيوية على مدى الـ 30 سنة المقبلة، كما أكّدته البطاقات التقنية للمشروع.