طباعة هذه الصفحة

ميهوبي من بومرداس:

الولاية ظلمت ثقافيا ومهرجان وطني يليق بمقامها محل الاهتمام

بومرداس: ز. كمال

قال وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، على هامش تنصيب مدير الثقافة الجديد لبومرداس، «إن الولاية ظُلمت ثقافيا وطالها بعض النسيان»، مرجعا سبب ذلك إلى قربها من العاصمة التي أخذت النصيب الأكبر من مجمل النشاطات، لكن ليس معنى ذلك أنها كانت غائبة أو غير مواكبة للأحداث الثقافية ـ يقول الوزير ـ الذي أعلن بالمناسبة أن بومرداس ستحظى قريبا بموعد ثقافي سنوي كبير، على الأرجح يكون مهرجانا سينمائيا يليق بمكانتها وسمعتها التاريخية.
قدم وزير الثقافة عزالدين ميهوبي الذي قام، أمس، بزيارة تفقدية لولاية بومرداس، تشريحا عاما عن الوضع الثقافي المحلي في إطار السياسة الثقافة العامة للحكومة، الهادفة إلى إعادة تفعيل المشهد الثقافي وإعطائه أكثر ديناميكية، ومنه جاءت حركة التغيرات التي شهدتها عدد من مديريات الثقافة عبر الوطن. وقال معلقا على تنصيب مدير الثقافة الجديد لولاية بومرداس جمال فوغالي، خلفا لعمر كبور، الذي حول لولاية باتنة، «هي حركة عادية ليس لها أيّ بعد استثنائي، إنما تهدف إلى خدمة قطاع الثقافة وترقيته كل في اختصاصه».
كما حمّل مدير الثقافة الجديد مسؤولية تحريك الساحة الثقافية والفنية بولاية بومرداس، التي تعرف ركودا وتراجعا في أداء المؤسسات الثقافية، معبرا بقوله «التسيير الموضوعي والبراغماتي للنشاطات الثقافية مهم جدا خلال المرحلة القادمة، لأننا نريد تظاهرة صغيرة ذات فائدة وصدى إعلامي، أكثر من المهرجانات الضخمة التي تقدم أكثر مما تفيد، في إشارة إلى طبيعة المرحلة الحالية التي تتطلب مزيدا من العقلانية في مجال التسيير، مع تقديمه جملة من التوجيهات الأخرى عبارة عن خارطة طريق مستقبلية ركز من خلالها الوزير على ضرورة التنسيق بين كل القطاعات المحلية في بناء تصور مستقبلي لإعادة إحياء الفعل الثقافي بالولاية، أهمية التعامل بإيجابية مع الجمعيات والمبدعين واحتضانهم ضمن الفضاءات الثقافية للدولة حتى لا تبقى في حالة احتجاج مستمر ضمن رؤية مبنية على منهجية وبرنامج سنوي يحترم دفتر الشروط وما تقوم به المؤسسات الثقافية والأهداف التي تسعى إليها الدولة.
وبهدف إنجاح هذه الاستراتيجية في الميدان، دعا عزالدين ميهوبي إلى أهمية التعامل مع وسائل الإعلام كشريك أساسي في العملية الثقافية، عن طريق فتح قنوات التواصل بين الطرفين، مع دعوة الخواص إلى الاستثمار ودعم النشاطات الثقافية بإنجاز مجمّعات سينمائية على غرار الدول الأخرى لإعادة ربط الجمهور الجزائري بالفن السابع.
وفي سؤال لمندوب «الشعب» عن استراتيجية الوزارة لحماية وحفظ المواقع الأثرية والتاريخية العديدة بولاية بومرداس، أكد ميهوبي وجود برنامج وطني في هذا الشأن لحماية التاريخ الوطني والذاكرة الجماعية للأمة.
مشروع لإعادة تهيئة قاعات السينما وتفعيل القطاع
أثار وزير الثقافة عزالدين ميهوبي خلال الزيارة، ملف قطاع السينما وواقع القاعات المتواجدة عبر بلديات بومرداس، التي تشهد وضعيات معقدة من حيث التسيير. وهنا كشف الوزير فحوى قرار مجلس الوزراء المتخذ سنة 2013 القاضي بضرورة عودة قاعات السينما تحت مظلة وزارة الثقافة قائلا، «القانون الحالي لا يسمح للوزارة بمباشرة أشغال تهيئة وتجديد لحوالي 380 قاعة بقيت موجودة من أصل 460 قاعة سنيمائية كانت موجودة منذ الاستقلال، إلا في حالة التنازل من طرف البلديات وهو ما نشتغل عليه حاليا»، مشيرا أيضا لوجود مشروع نموذجي يتكفل به الديوان الوطني للثقافة والإعلام مع شريك فرنسي لإعادة ترتيب واستغلال حوالي 100 قاعة تستجيب لشروط الممارسة والبث عن طريق التقنية الحديثة، نفس الأمر بالنسبة لملف المكتبات البلدية ومشروع إنجاز مكتبة رئيسية في كل ولاية لتنظيم القطاع وتنشيط المقروئية.
نشير في الأخير، أن وزير الثقافة قام، بعد تنصيب مدير الثقافة الجديدة، بزيارة تفقدية لأجنحة دار الثقافة رشيد ميموني، ثم مشروع إنجاز مكتبة رئيسية وسط بومرداس تتكون من أربعة طوابق، وصلت نسبة الأشغال بها 40 من المائة وخصص لها مبلغ 344 مليون دينار.