أعلن، أمس، وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، عزم الدولة على رد الاعتبار للمعلم التاريخي الخاص بضريح الملك النوميدي إمدغاسن، المتواجد ببلدية بومية بولاية باتنة، من خلال مخطط خاص لحماية الضريح والحفاظ عليه من كل التأثيرات الطبيعية والبشرية، وذلك في إطار خارطة وطنية لحماية كل الآثار الموجودة بالوطن تعتمد مسحا وطنيا شاملا لمختلف المواقع الخاصة بكل الفترات التاريخية التي مرت بها الجزائر.
أشاد الوزير خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته، أمس، لعاصمة الأوراس باتنة، بمجهودات الفريق العلمي الذي قام ببحث ميداني حول الضريح من خلال القيام بمجموعة من الحفريات باستخدام أحدث التقنيات، لمعرفة خبايا هذا المعلم التاريخي المصنف عالميا.
وقام الوزير ميهوبي بتفقد مجموعة من المنشآت الثقافية والتاريخية بولاية باتنة، على غرار القلعة التاريخية “ليكا” ببلدية جرمة التي كانت مركزا للتعذيب إبان الحقبة الاستعمارية، أين أكد على وجوب الحفاظ عليها واستغلالها لترسيخ القيم التاريخية والتعريف بتضحيات الأجداد. كما زار قاعة سينماتيك الأوراس بوسط المدينة، أين ألح على وجوب الإسراع في إكمال أشغال تهيئتها لتكون جاهزة للاستغلال وفتحها أمام الجمهور لتفعيل الفعل الثقافي بالمدينة.
وزار ميهوبي باتنة للإشراف على مراسم تنصيب المدير الولائي الجديد للثقافة عمر قدور، الذي كان يشغل نفس المنصب بولاية بومرداس، خلفا لعبد الله بوقندورة المحول إلى ولاية قسنطينة، حيث ذكر المدير الجديد أن تعيينه على رأس مديرية الثقافة لولاية باتنة التاريخية، يعد تشريفا له من قبل الوزارة، مؤكدا أن تحديا صعبا في انتظاره، مشيرا في نفس الوقت ذاته إلى أنه سيفتح الأبواب من أجل التعاون مع جميع المبدعين والمبدعات وكل القطاعات الفاعلة من أجل تطوير الثقافة أكثر بالولاية وتجسيد الأهداف المسطرة.
...وفي بومرداس اليوم لإعادة إحياء المشهد الثقافي
تشكل زيارة وزير الثقافة عزالدين ميهوبي لولاية بومرداس، نهار اليوم، سيشرف خلالها على تنصيب مدير الثقافة الجديد جمال فوغالي خلفا للمدير السابق عمر كبور، مناسبة هامة لتفعيل المشهد المحلي وإعطاء ديناميكية سريعة لمجمل المشاريع الثقافية العالقة التي استفادت منها الولاية سابقا، على رأسها المسرح الجهوي الذي يراوح مكانه منذ الكشف عنه وبرمجته للتجسيد في المخطط الخماسي ٢٠١٠ / ٢٠١٤.
ظل المشهد الثقافي لولاية بومرداس منذ سنوات، يتأرجح بين قلة النشاطات وصعوبة تجسيد عديد المبادرات الثقافية والفنية، على رأسها الفن الرابع الذي شكل تقريبا الاستثناء من حيث قوة الحضور والمشاركة الوطنية والدولية، بفضل الفرق المحلية المنتشرة في عدة بلديات، على غرار جمعية المسرح البودواوي، المسرح الجديد ليسر وجمعية نوميديا لبرج منايل وغيرها من الفرق التي تنشط في ظروف جد صعبة بشهادة المسرحيين الممارسين في الميدان، نتيجة غياب هياكل مسرحية قائمة بذاتها، إنما مجرد قاعات ثقافية وأخرى سينمائية تم استغلالها لتقديم عروض فنية واكتشاف مواهب شبانية. كما حرمت أيضا الأسرة المسرحية من تنظيم وإيجاد مهرجانات ولائية ووطنية تخص ولاية بومرداس على غرار باقي ولايات الوطن، بسبب غياب مسرح جهوي وقاعات كبرى للعروض.
كما جاء إعلان مشروع إنجاز المسرح الجهوي مطلع سنة 2010 لصالح الولاية حاملا معه بارقة أمل بلمّ شمل هذه الأسرة المشتتة وإعادة بعث الحركة المسرحية، لكن الأمل ظل عالقا إن لم يكن قد تبدد تماما على خلفية بقاء المشروع مجرد حبر على ورق، وإعادة تغيير موقع الإنجاز الأول أمام مدخل الولاية إلى المخرج الغربي في اتجاه بلدية قورصو، لكن لا شيء تحرك لحد الآن.
بالمقابل، يشكل قطاع السينما هو الآخر أحد أهم التحديات الحالية والمستقبلية لقطاع الثقافة على خلفية افتقاد الولاية لقاعة سينمائية تساهم في إعادة ربط الجمهور بالفن السابع. كما تعيش القاعات التاريخية التي واكبت السينما الجزائرية في سنوات السبعينيات، في كل من بودواو، برج منايل، يسر ودلس، حالة جد معقدة، أبرزها قاعة السينما بدلس المستغلة حاليا من طرف وحدات الحماية المدنية، في وقت تعاني فيه الطبقة المثقفة وفعاليات المجتمع المدني من غياب فضاءات العروض وتقديم النشاطات المختلفة، إضافة إلى ملف المكتبات البلدية المغيّبة تماما، خاصة بالمناطق النائية، لولا المشاريع الأخيرة التي استفادت منها بعض البلديات ومنها المكتبة الرئيسية بعاصمة الولاية التي يتم إنجازها حاليا من أجل إعادة الحياة لفعل المقروئية وتفعيل هذه الفضاءات بالتنسيق مع المجالس المحلية، وانشغالات أخرى ستكون محل استماع من طرف وزير الثقافة الذي تحمل زيارته للولاية أكثر من دلالة بالنسبة للأسرة الفنية والثقافية على العموم، منها قانون الفنان ومصير الأسابيع الثقافية عبر الولايات التي أثير بشأنها الكثير من الحديث حول نجاعتها وطريقة اختيار المشاركة وغيرها من الاهتمامات الأخرى.
بومرداس: ز. كمال