استكمالا لسلسلة الزيارات التفقدية المندرجة في إطار الوقوف على مدى تجسيد البرنامج التنموي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر عموما وفي منطقتي الهضاب العليا والجنوب الكبير على وجه التحديد، وفي إطار تطبيق مسعى الجزائر الرامي إلى تنويع الاقتصاد الوطني، بالاعتماد أساسا على الاستثمار وتشجيع الإنتاج الوطني، يقف اليوم الوزير الأول عبد المالك سلال، تنفيذا لتعليمات الرئيس، على سير الإنجازات بولاية هامة ممثلة في عاصمة الهضاب سطيف، التي تعد قطبا اقتصاديا واستثماريا بامتياز يعول عليه في المرحلة المقبلة في الاقتصاد الوطني التي تتميز أساسا بالتخلص التدريجي من التبعية لمداخيل المحروقات ومن تقلبات أسعارها في الأسواق العالمية.
تكتسي الزيارات الميدانية التي تقود الوزير الأول إلى كل ربوع الوطن أهمية بالغة، لأنها تقيّم كل ما تم إنجازه واستكمال ما ينقص لتجسيد برنامج تنموي ضخم لرئيس الجمهورية تترجمه البرامج الخماسية المبرمجة بانتظام منذ أزيد من 15 عاما. وإذا كان المواطن الذي يلمس اليوم نتائجها في الميدان ليس فقط فيما يخص الشق الاجتماعي كالسكن والمستشفيات والمرافق التربوية والجامعية وقطاع الخدمات عموما، فإن أهميتها بالنسبة للاقتصاد الوطني جمة، لاسيما وأن الجزائر تتوجه نحو تنويع الاقتصاد الوطني، على غرار الطريق السيار شرق - غرب والطريق العابر للصحراء والموانئ والمطارات ومشاريع مست كل القطاعات، بالإضافة إلى التحفيزات الهامة التي يستفيد منها المستثمرون من سنة إلى أخرى والمدرجة في قوانين المالية وقوانين المالية التكميلية، باعتبارها استثمارات عمومية ستتمكن الدولة من جني ثمارها في المرحلة المقبلة.
عاصمة الهضاب العليا التي استفادت من استثمارات عمومية معتبرة خلال كل البرامج الخماسية، تعد قطبا اقتصاديا واستثماريا بامتياز، نظرا للمشاريع الهامة الموجودة بها اليوم في مختلف القطاعات، لاسيما الفلاحة والصناعة، يعول عليها اليوم في تجسيد سياسة وخيار تنويع الاقتصاد الوطني الذي لا مفر منه ليس بسبب تقلبات أسعار الذهب الأسود، وإنما لسبب آخر لا يقل أهمية، يتعلق الأمر بإمكانية تراجع احتياطاته بسبب تراجع الوفرة. ومن هذا المنطلق، فإن الجهاز التنفيذي يحرص على الزيارات الميدانية التي تمكن الوزير الأول سلال من متابعة مدى تقدمها والعمل بالتوجيهات والتعليمات التي تصب إجمالا في استغلالها بطريقة ناجعة.
وكما جرت العادة، يشرف سلال، الذي سيكون مرفوقا ببعض الوزراء، على تدشين مشاريع ومرافق حيوية هامة، وموازاة مع ذلك إعطاء إشارة انطلاق مشاريع حيوية لا تقل أهمية في إطار استكمال برنامج الرئيس، الذي سيتم استكماله رغم توخي الحذر في الميزانية والنفقات العمومية، نظرا للظروف الاستثنائية الناتجة عن تذبذب سوق النفط، يأتي في مقدمتها «وضع حجر الأساس لربط سد مهوان بخزان مائي أنجز في إطار التحويلات المائية الكبرى باتجاه السهول العليا، لتموين سطيف و12 مدينة أخرى بالماء الصالح للشرب لسد العجز في مجال الموارد المائية في آفاق 2040». كما سيضع حجر الأساس الوزير الأول لمحيط مسقي يتربع على حوالي 9320 هكتار، استثمار عمومي تناهز قيمته 10 ملايير دج انطلاقا من سد مهوان، لتعزيز الإنتاج الفلاحي، لاسيما وأن نقطة قوة الجزائر في الزراعة.
وسيقف سلال على مدى تقدم مشروع توسعة مصنع الإسمنت بعين الكبيرة. وببلديتي العلمة وسطيف سيدشن مركبا لصناعة منتجات الألمنيوم ووحدة لإنتاج الكوابل الكهربائية ومصنع لإنتاج عجائن الورق ومركب للخزف.
وفي إطار المرافق العمومية التي يستفيد منها المواطن بطريقة مباشرة، سيدشن مصلحة العلاج بالأشعة لمركز مكافحة السرطان، كما سيسلم مفاتيح سكنات بالقطب الحضري 3392 سكن، بالإضافة إلى عديد المشاريع في مختلف القطاعات منها الأشغال العمومية والنقل.