طالب ناشطون حقوقيون وممثلو أحزاب سياسية من مختلف دول العالم، بالوقف الفوري لانتهاكات حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة، ضمن أشغال اليوم الثاني والثالث من المؤتمر الـ14 للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بولاية الداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف كما طالبوا بعض الدول بوقف علاقاتها التجارية مع المغرب.
شكل المؤتمر العام لجبهة البوليساريو محطة هامة لتوحيد الموقف الدولي حول القضية الصحراوية التي تعرف منعرجا حاسما في تاريخها بعد الجهود التي بذلتها جبهة البوليساريو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي في المحافل الدولية لاسيما اتساع رقعة التضامن الدولي مع القضية الذي حتم الاعتراف بالانتهاكات الحاصلة لحقوق الإنسان.
صبت مداخلات المشاركون الأجانب في المؤتمر حول مواصلة دعمهم المعنوي لمسيرة كفاح الشعب الصحراوي لتقرير مصيره تماشيا مع القرارات الدولية الملزمة لإنهاء الاستعمار في كل منطقة من العالم وهو ما يمليه القانون الدولي لاسيما وان قضية الصحراء تعتبر آخر مستعمرة في القارة الإفريقية.
الناشطون الحقوقيون وممثلو أحزاب سياسية اختلفت في تشكيلاتها وانتماءاتها لكنها توحدت أمام الاحتلال المغربي ووقفت مع القضية الصحراوية، مطالبين المغرب بضرورة وقف نهب الثروات الطبيعية بالأراضي المحتلة وتمكين المنظمات الحقوقية من القيام بعملها من خلال مراقبة الوضع عن كثب
وفي هذا الصدد طالبت الناشطة الحقوقية ديانا مورينا المغرب بالكف عن استمرار الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان الصحراوي بالأراضي المحتلة واصفة الانتهاك باليد الوسخة التي تستغل كرامة أولئك الناس وضعفهم في ظل الحصار المفروض.
وقالت الناشطة الحقوقية أن انعقاد مؤتمر البوليساريو هو نجاح كبير لكل الصحراويين ويدل على نجاح الجبهة في نضالها وكفاحها ممثلة للشعب الصحراوي وبذلك تحققت الكرامة مؤكدة أن بلادها تربطها علاقات قوية مع البوليساريو وستبقى متضامنة إلى تحقيق الاستقلال.
ويشارك في المؤتمر الـ 14 لجبهة البوليساريو وفدا جزائريا هاما من مختلف أطياف منظمات المجتمع المدني والتشكيلات السياسية على غرار جبهة التحرير الوطني ضمن أعضاء من البرلمان ونقابات عمالية وشخصيات وطنية، لاقت ترحيبا واسعا من اللجنة المنظمة للمؤتمر معتبرة مشاركة الجزائر في هذا الحدث البارز دليلا قاطعا على متانة التضامن مع الشعب الصحراوي.
وفي هذا الوقت قال ممثل دولة فنلندا عن الحزب الشيوعي لوسيوم، أن نجاح المؤتمر في اليوم الثالث هوحدث تاريخي في مسار القصية الصحراوية ومن شأنه ذلك فسح المجال أمام المطالبة الفورية بتحقيق استفتاء تقرير المصير معتبرا المؤتمر وروقة طريق رابحة للضغط على المغرب لإنهاء الاحتلال.
ودعا ممثل فنلندا الصحراويين إلى بناء مؤسسات قوية أكثر مما عليه اليوم مبدأها احترام حقوق الانسان لاسيما في مجال المرأة وذلك بالتعاون الدولي مع مؤسسات حقوق الإنسان التي تعتبر ورقة ضغط عل المحتل رغم النتائج الكبيرة المحققة في مجال الحريات والحقوق.
وتوقف أغلب الناشطين وممثلي الدول الأجنبية عن السياسية الاستعمارية المنتهجة من طرف المغرب من خلال استغلال الثروات الطبيعية والحصار الإعلامي المفروض على المناطق المحتلة معتبرين ذلك عملا ديكتاتوريا يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية لا بد من وقفها فوريا
وفي هذا الصدد قال ممثل إيطاليا عن تنسيقية لجان التضامن مع الشعب الصحراوي لوزيانو أن المغرب يسير وفق سياسية فاشية لا بد من مواجهتها بكل الأساليب المتاحة واصفا استغلال الثروات بالانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان، مؤكدا أن كفاح الشعب الصحراوي على مدار أربعين عاما هو نموذج قوي للإرادة الشعبية نحو التحرر ومثال لكل مضطهدي العالم.
واغتنم الناشط الحقوقي الفرصة ليؤكد موقف المجتمع المدني الإيطالي المندد بإتفاقية مدريد المشؤومة التي وقع بموجبها الاحتلال المغربي قائلا أنه يتذكر ذلك لما كان طالبا بالجامعة الجزائرية، واصفا الشعب الصحراوي بالفذ في الدفاع عن استقلاله.