أشاد مدير الصيد البحري بوهران، محمد بن قرينة بالتقدم “الملموس” الذي أحرزه القطاع، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع والأنشطة المصاحبة له، واستكمالا للحلقات الإنتاجية، أولت السلطات الولائية، اهتماما بالغا بتربية المائيات، بهدف الارتقاء بالقطاع إلى الحد الذي يساهم في تعزيز التوجهات الاقتصادية الحالية، في إطار مسعى الجزائر لتطوير القطاعات المنتجة والتحول إلى اقتصاد متعدد الموارد.وعلى ضوء، تلك الأهداف، تعمل الوصاية بعاصمة الغرب الجزائري، وهران على تحقيق السبق في عصرنة القطاع وبلورة الأفكار الاستثمارية، وفق الأولويات الوطنية، باعتماد التعاون والتنسيق بين مختلف الشركاء والجهات الفاعلة الأخرى، يضيف بن قرينة، خلال لقاء جمعه بـ«الشعب” حول نشاطات ورنجازات القطاع، منذ الفاتح جانفي وإلى غاية نهاية نوفمبر.
في هذا الإطار كشف بن قرينة عن مشروع إنشاء “رصيف اصطناعي”، سيكون الأول من نوعه بالجزائر، ويجري العمل حاليا على تجسيده ميدانيا بالتنسيق مع جامعة الهندسة البحرية بإيسطو وجامعة أحمد بلة بالسانيا وقسم البيولوجيا بجامعة وهران وكذا قسم علوم البحر بجامعة مستغانم والغرفة ومختلف المتدخلين، يضيف “نفس المتحدث” مؤكدا على أهمية النمو على أسس قوية.
وقد زاد الاهتمام بوظيفة الجامعة والبحث في الآونة الأخيرة، سواء من خلال التنسيق والعمل مع المؤسسات المتخصصة أو إشراك الطلبة الباحثين في مختلف التظاهرات المحلية والدولية إلى جانب المهنيين والخبراء وممثلي الهيئات الاقتصادية، لتشجيعهم على تطوير قدراتهم في مجال الإبتكار والتجديد.
وتندرج هذه الخطوة في إطار توظيف هذه الشراكة في عديد التظاهرات والأنشطة، وكانت سنة 2015، حسبه، حافلة بالأحداث، ومن أبرزها، الطبعة السادسة للصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات، بمركز المؤتمرات “محمد بن احمد”، تحت شعار “من أجل مساهمة فعّالة لشعب الصيد البحري وتربية المائيات في تنويع الاقتصاد الوطني”، كما افتك ميناء أرزيو المرتبة الأولى على المستوى الوطني، كأحسن ميناء للصيد البحري، وقد تم الإعلان عن ذلك رسميا، خلال الحملة الوطنية لتنظيف موانئ الصيد، التي بادرت بها وزارة الصيد البحري والموارد الصيدية، تحت مسمى “موانئ زرقاء”.
برنامج واسع لعصرنة التكوين
وقصد عصرنة القطاع وتعزيز كفاءات الصيادين البحريين، برمج المعهد التكنولوجي للصيد البحري وتربية المائيات لوهران، تكوينا ضمن الأقسام الخاصة، استفاد منه 362 صياد بحري، من بينهم 320 بحار مؤهل و19 كهروميكانيكي و21 أهلية في الصيد البحري و02 رئيس صيد ساحلي، فيما لا يزال 200 متربصا قيد التكوين، وحسب نفس التصريح، تم خلال سنة 2015 تجهيز المعهد التكنولوجي للصيد البحري وتربية المائيات بـ«مقلدات” وأجهزة لورشة مائية وهوائية، بهدف التوظيف الأمثل للموارد البشرية وتوفير فرص للتربصات التطبيقية لفائدة المتكونين.
وتطبيقا للسياسة القطاعية، الهادفة لتعزيز أسطول الصيد البحري، تم في إطار تشغيل الشباب “أنساج” و«كناك” اقتناء 3 سفن من نوع الحرف الصغيرة وسفينة لصيد السردين بطول 14.3 متر، ليرتفع بذالك مجموع السفن المسجلة، خلال سنة 2015 إلى 290 وحدة، وتأتي في المرتبة الأولى، من حيث العدد، الحرف الصغيرة بـ133 وحدة، تليها سفن السردين بـ123 وحدة، فيما لا يتعد عدد السفن الجيبية بالأسطول البحري لوهران الـ33 سفينة وسفينة واحدة لصيد التونة.
وحسب الوضعية الحالية للأسطول البحري، فإن عدد السفن الناشطة، تقدر بـ 191 وحدة، من مجموع 290 وحدة، كما منحت مصالح المديرية منذ بداية السنة وإلى غاية نهاية نوفمبر807 رخصة للصيد البحري، موزعة كالآتي: 21 سفينة جيبية، 81 سفينة صيد السردين، 57 حرفة صغيرة، 422 سفن نزهة و225 صيد بالغوص.
وتأتي هذه الحركية التي عبئت له إمكانيات مادية وبشرية هامة، سواء من قبل القطاع الخاص، بالنسبة لتعزيز أسطول الصيد ورفع جودة المنتجات السمكية والثروات البحرية الأخرى، أو بالنسبة للقطاع العمومي، فيما يتعلق بالبنيات التحتية الخاصة بالصيد والتصنيع وتسويق الأسماك.
وتتميز عاصمة الغرب الجزائري بنشاطات مهمة، تسعى من خلالها الوصاية إلى رفع العرض وضمان الجودة، أبرزها: وحدتي تحويل بطاقة 50 طنا يوما و810 منصب شغل، وتأتي في الريادة من حيث الإنتاج، وحدة “سارل هال” بقدرة إنتاج 30 طن يوميا، ثم وحدة “سارل راجا فوذ” بقدرة إنتاج 20 طن يوما.
كما كشف “المصدر” عن وحدات التصدير والتوظيب، ويقدر عددها 6 وحدات، وفّرت أزيد من 26 منصب شغل، فيما تقدر طاقتها الإنتاجية بـ 30 طنا شهريا، ومن بين المؤسسات الفاعلة في تنشيط الحركية الاقتصادية، نذكر شركة صناعة الشباك بطاقة 300 متر في اليوم، ومؤسستي إنتاج الجليد بقدرة 7 طن في اليوم و6 وحدات أخرى متخصصة في بناء وتصليح السفن، تنتج سنويا 3 هياكل حديدية و3 هياكل بلاستيكية، من نوع سفن السردين و3 حرف صغيرة و120 قارب صغيرا من النوع البلاستيكي.
وهران تشارك لأول مرة في حملة صيد سمك التونة الحمراء
بلغ الإنتاج الصيدي إلى غاية نهاية سبتمبر الماضي، 4842 طن، بزيادة، قدرها 832 طن، مقارنة بنفس الفترة من العام 2014، وتشكل الأسماك السطحية، وفق ما أشارت إليه الإحصاءات الصادرة عن المديرية النسبة الأكبر من الثروة البحرية بالولاية التي أنتجت منذ شهر جانفي وإلى غاية سبتمبر المنصرم 4650 طن من الأسماك السطحية الصغيرة و216 طن من الأسماك السطحية الكبيرة، وهو ما يمثل تبعا 82%، و4 % من حجم الإنتاج، كما تم خلال نفس المدة إنتاج 446 طن من سمك القاع، أي بنسبة تعادل 8 % و175 طن من القشريات، بنسبة تعادل 3 %، وهي نفس النسبة تقريبا التي تمثلها الرخويات.
كما تشارك ولاية وهران لأول مرة في حملة صيد التونة الحمراء بسفينة “بونيلوما أر 5154”، وأشارت نفس الإحصاءات إلى أن الإنتاج خارج الولاية، بلغ 2839 طن، تم إنزالها في الولايات المجاورة من طرف سفن وهران، كما تجدر الإشارة إلى أن الطاقم المبحر، يتكون من 2243 ناشطا، وهو ما يعادل نسبة 65 % تقريبا من مجموع البحارة المسجلين، البالغ عددهم 3467؛ أغلب البحارة يمارسون صيد السردين بنسبة 75 %، فيما يبحر 13 % منهم على متن السفن الجيبية و12 % على متن الحرف الصغيرة.
وقد بدت الرغبة في تنويع قطاع المنتجات السمكية في السوق، من خلال الإستراع السمكي في الأقفاص العائمة، وهو ما تعبر عنه وضعية القطاع بوهران، بدء بمشروع “سارل أكوابرك” للصيد، ويتضمن مزرعة بحرية لتربية ذئب البحر وسمك القجوج في الأقفاص العائمة ببلدية عين الترك، وبالضبط بموقع، منح بـ«رأس فلكون” عن طريق الامتياز، تقدر مساحته بـ1.5 هكتار على اليابسة و20 هكتارا على مستوى البحر.
وتحتوي هذه المزرعة على 05 أقفاص عائمة في البحر، تم استغلالها مؤخرا بزرع 1.301.000 وحدة من أحجام مختلفة، وعن الأعمال المنجزة على مستوى الموقع، أكد السيد بن قرينة، متحدثا لـ«الشعب”، أنه تم تسوية الأرضية بنسبة 100 %، كما تم انجاز سياج يحيط بالمشروع بنسبة 100%، إضافة إلى إنجاز مبنى بمساحة 2400 متر مربع، يحتوي على غرفتين تبريد، ورشة معالجة وحفظ الأسماك وغرفة لتخزين غذاء الأسماك، كما تم تهيئة مأرب لإقامة المعدات التابعة للمؤسسة وغيرها من الهياكل الأخرى.
وتمكنت مؤسسة “أكواسيران” لتربية الصدفيات من إنتاج 20 طن من بلح البحر، تم إنتاجها منذ 20/10/2014، تاريخ ملأ كل الجيوب بدعاميص بلح البحر، ويتضمن هذا المشروع، حسب التوضيحات المقدمة لـ«الشعب”، مزرعة بحرية لتربية “بلح البحر” بموقع وادي الماء ببلدية قديل، تنشط على مستوى امتيازين، أرضي وبحري، يتمثل في 1200 متر مربع على اليابسة و5 هكتارات في البحر، بقدرة إنتاج 222 طن.
ولتعزيز مساهمة مؤسسة “أكواسيران” في اقتصاد البلاد وتسهيل مهمتها، تم تهيئة الموقع وإنجاز مسلك يؤدي له، فيما تم على مستوى الموقع البحري، إنجاز فرعين من الحبال المخصصة لتربية هذا النوع من الكائنات البحرية الرخوية بطول 100 م، يحمل كل واحد منهما 100 جيب، بسعة ابتدائية، تقدر بـ 10 طن من بلح البحر.
وقدر المصدر، إنتاج مؤسسة تربية الصدفيات بموقع منبع الغزلان بأرزيو إلى غاية أكتوبر المنصرم بـ24 طن من بلح البحر، ووفقا للمعطيات المقدمة، فقد تم ملأ (02) فرعين بدعاميص بلح البحر المقدرة بحوالي 7 طن/ للفرع(14) طن، وسيم تربيتها في مدة 3 سنوات.
وتسعى مؤسسة تربية الصدفيات بموقع منبع الغزلان إلى استيراد كمية من دعاميص “المحار المقعر” ووضعها في الفروع المتبقية، مع العلم أن هذا المشروع، يتضمن حسب نفس الشروحات، مزرعة بحرية لتربية المحار المقعر وبلح البحر على مستوى امتياز بحري، يقدر بـ5 هكتار، أنجز به 5 فروع، تحت العائمة بطول 200 م للرفع، مع وضع المراسي الخراسانية بسعة 2 طن.
منح 39 شهادة إثبات لصيد السمك الموجه للتصدير
و«تحمل تربية الأسماك وعودا كبيرة في الاستجابة لارتفاع الطلب على الغذاء وتقديم كل ما من شأنه تعزيز الحركة التجارية بالجزائر”، أكد بن قرينة، في رده على تساؤلات بشأن الهدف المبتغى من وراء إنشاء مجمع لمصدري المنتجات البحرية بوهران بالتنسيق بين هيئة الأمم المتحدة للصناعة الغذائية وقطاع الصيد البحري.
وتابع قائلا، أن القطاع الصيد البحري، يساهم جنبا إلى جنب مع جهود الدولة في جلب العملة الصعبة للبلاد، مشيرا إلى أن صادرات ميناء وهران من المنتوجات البحرية، بلغت منذ بداية السنة 453.93 طن، بقيمة تعادل 1338029 دولار، ووفق أحدث تقرير للمديرية الولائية، حول قطاع الصيد البحري، تحتل الرخويات النسبة الأكبر بـ 83.5 % من مجموع الصادرات، تليها القشريات بـ7.3 %، ثم مصبرات التونة بـ9 % فالسمك بـ0.2 %، مع العلم أن أكثر من 90 بالمائة من هذه الموارد، تصدر إلى إسبانيا.
وجاء في معرض حديثه، أن مصالحه، منحت منذ بداية السنة أكثر من 39 شهادة إثبات لصيد السمك الموجه للتصدير إلى بلدان الاتحاد الأوربي بـ327.225 طن من المنتوج الصيدي، تأتي في مقدمتها الرخويات بـ 302.855 طن من الأخطبوط، أي بنسبة 92.5 % من جملة الصادرات، وتأتي في المرتبة الثانية القشريات بـ 7.2 %، وتتمثل في 23.494 طن من الجمبري الأحمر، الجمبري الأبيض والجمبري الملكي وجراد البحر، كما تم تصدير 876 طن من سمك الراسكاس، وهو ما يعادل 0.3 %.
وتفيد معطيات المديرية، أن واردات القطاع، بلغت خلال نفس الفترة 15849 طن بقيمة 4293859 دولار، وتتمثل أساسا في السمك المجمد الموجه للاستهلاك بنسبة 31.62 % والمصبرات من التونة والسردين بنسبة 2.83 %، ويمثّل السمك المجمد الموجه للتحويل 65.54 % من مجموع الموارد الصيدية المستوردة من المغرب، اسبانيا، السينغال، ساحل العاج، غانا، ناميبيا، تايلاندا، الصين، اندونيسيا، وغيرها من الدول الأخرى.
وقال المسؤول الأول على القطاع في ختام اللقاء، إنها “حصيلة موجزة لإنجازات ونشاطات قطاع الصيد البحري وتربية المائيات بعاصمة الغرب الجزائري، وهران، خلال سنة 2015”، مؤكدا “ أن الدولة، بذلت في سبيل تحقيق هذه المكاسب إمكانيات مالية ضخمة، تم تسخيرها، لتعزيز الزراعة المستدامة وتأمين الاحتياجات الغذائية”.