طباعة هذه الصفحة

بعد ضمان المشاركة في الألعاب الأولمبية لريو دي جانيرو 2016

“ الخضر” على عتبة تتويج تاريخي باللّقب القــــــاري اليوم بداكــــار

حامد حمور

ينشط المنتخب الوطني الأولمبي المباراة النهائية للبطولة الافريقية لكرة القدم لأقل من 23 سنة أمام نظيره النيجيري بداية من الساعة ( 20.00 بتوقيت الجزائر ) بملعب « ليوبولد سيدار سنغور» بالعاصمة السينغالية داكار .. في مواجهة مفتوحة يسعى من خلالها أشبال المدرب شورمان الى تأكيد المسيرة المميّزة التي حقّقوها باضافة اللقب القاري الى الانجاز التاريخي الذي حققوه، مساء يوم الأربعاء، بالتأهل الى أولمبياد ريو دي جانيرو.. وهذا بعد 35 سنة من الانتظار .

وبمعنويات مرتفعة يدخل المنتخب الوطني الأولمبي لـ “ خطف “ الكأس التي ستكون في حالة الفوز بها الأولى للكرة الجزائرية على صعيد هذه الفئة، كون الأواسط سبق لهم وأن توّجوا في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، والأكابر عام 1990 بقيادة المدرب الراحل كرمالي.

مواجهة نيجيريا بمعنويات مرتفعة ...

ويمكن القول أن زملاء فرحات كانوا بمثابة المفاجأة السارة خلال هذه الدورة القارية، لأن تقريبا كل الاختصاصيين ركزوا على منتخبات متعودة على هذه المنافسات، على غرار نيجيريا، مصر، مالي والسينغال المعروفة بخزّانها الكبير و حرصها على التكوين منذ سنوات عديدة .. لكن منذ البداية والتعادل المسّجل من طرف “ الخضر “ أمام مصر والطريقة الموّفقة التي سيّروا بها مباراة مالي وتحقيقهم للفوز كانت المنعرج الحاسم لكسب الثقة والذهاب بعيدا في هذه المنافسة.
وتكمن نقطة القوة بالنسبة للمنتخب الجزائري في اللعب الجماعي ضمن استراتيجية “صنعها” المدرب الوطني الذي من غير العادة منذ سنوات طويلة، عمل على المدى البعيد بهذه التشكيلة لمدة السنتين، الأمر الذي سمح للاعبين التطور مع بعضهما البعض في فريق متماسك يسير في الطريق الموفق الذي أوصله الى نهائي الكأس القارية.
وقد ركز المدير الفني الوطني، توفيق قريشي، على هذه الاستراتيجية مؤكدا: “ ان الذين تحدثوا على الحظوظ الضئيلة للفريق الوطني الأولمبي في هذه المنافسة كانوا بعيدين عنها، وكوني كنت قريبا من العمل الذي يقام والامكانيات الضخمة التي تم وضعها في صالحه كان لدي احساس وأمل أن التشكيلة الوطنية ستذهب بعيدا في الدورة”.
كما أن الناخب الوطني شورمان تحدث عن الروح الجماعية للفريق الذي تم اختيار اللاعبين من هذا المنطلق، بتكثيف المجهود في صالح المجموعة .. وهو الأمر الذي لوحظ من خلال المقابلات الأولى التي أجراها المنتخب الوطني بالسينغال.
والشيء الذي قد يفيد الفريق الجزائري مقارنة بمقابلات الدور الأول هو أن النهائي سيجري تقريبا في نفس توقيت مباراة نصف النهائي تحت الأضواء الكاشفة و بعيدا عن الحرارة التي أثرت على لاعبينا، لا سيما في المباراة الأولى أمام مصر .
فبعد فرحة التأهل الى الألعاب الأولمبية عرف الطاقم الفني الكيفية التي يستعد بها للنهائي الذي سيكون هدفا ثانيا للفريق الوطني في هذه المنافسة، أين ذكر شورمان ان الهدف حاليا هو التتويج بالكأس لأن الوصول الى النهائي يعني أن الفريق الوطني لديه الامكانيات الضرورية للفوز باللقب.
شورمان يعرف نقاط القوة والضعف للمنافس...
وشاءت الصدف أن يجمع نهائي المنافسة القارية بين فريقين كانا في نفس المجموعة في الدور الأول، أين انتهت المباراة بالتعادل الأبيض، لكن اليوم ستكون “مباراة أخرى” من جميع النواحي لأن الهدف هو اللقب .. فالاستراتيجية لن تعتمد على حسابات التأهل وإنما الوصول الى شباك المنافس لرفع الكأس .. وبالتالي، فإن المدرب شورمان ومساعده لا سيما تاسفاوت يعرفون جيدا مثل هذه الوضعيات وركزوا، يوم أمس، على الجانب البسيكولوجي لكي يدخل زملاء شيتة، عشية اليوم، من أجل اللقب لاغير.
في حين أن منتخب نيجيريا المتعوّد على المنافسات الكبرى لدى الفئات الصغرى سيكون منافسا قويا، و هو الآخر أقصى منتخب البلد المستضيف ( السينغال ) مما قد يحفز لاعبيه بصفة كبيرة في مباراة اليوم .. ومن المميّزات الرئيسية للمنتخب النيجيري هو الاعتماد على البنية المورفولوجية المعتبرة لعناصره والانطلاق بسرعة نحو المرمى.
وبما أن الناخب الوطني الجزائري شورمان يعتمد على الدقة ودراسة المنافس من كل النواحي، فإن الخطة التي سيعتمدها تسير في نقاط عديدة عن استراتيجية المنافس .. وما الهدف الأول الذي سجله درفلو أمام منتخب جنوب إفريقيا لدليل على أن أشياء كثيرة حضّرها الطاقم الفني في التدريبات التي سبقت تلك المباراة .. وربما نفس الشيء سيحدث في مباراة اليوم.
وعن التشكيلة التي سيعتمد عليها الطاقم الفني الوطني، ستطبق فيها مقولة: “لا نغير الفريق الذي يفوز “ و بالتالي فإننا سنرى اليوم تقريبا نفس التشكيلة التي لعبت مباراة جنوب افريقيا يوم الأربعاء الماضي .. خاصة و أن خط الدفاع أصبح نقطة قوة الفريق الجزائري بوجود الحارس صالحي، الى جانب المدافعين كنيش، بن غيت، عبد اللاوي وفرحاني .. في حين أن وسط الميدان أبهر كل المتتبعين و المشكل من شيتة، دراوي، بلخماسة .. كما أن الهجوم قد يتشكل أيضا من فرحات، درفلو ومزيان .. هذا الثلاثي الذي وجد ضالته .. وقد يكون فرحات مرة أخرى بمثابة “الدينامو “ الذي سيسمح لزملائه الدخول بشكل جيد في مباراة اليوم بفضل الخبرة التي اكتسبها في المنافسات القارية.